تم عرض الفيلم الروائي الطويل المصري “ريش” للمخرج عمر الزهيري، بسينماتيك الجزائر العاصمة، في افتتاح التظاهرة السينمائية العربية “لا يعني لا” التي تنظم تحت شعار “لا للعنف ضد المرأة”.
يقدم “ريش”، المنتج في 2021، صورة قاتمة لمصر العميقة من خلال قصة أم فقيرة تعيش حياة بائسة في منزل مهترئ بالقرب من إحدى المصانع القديمة أين يعمل زوجها، وتبقى في روتينها اليومي ذاك لا تغادر المنزل أبدا إلى أن يختفي زوجها المتسلط ذات يوم وتظن هي بأنه تحول إلى دجاجة بفعل ساحر. وبالاختفاء العبثي لهذا الزوج الذى كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة تجبر الزوجة على تحمل المسؤولية سعيا منها لاستعادته وأيضا للبقاء على قيد الحياة مع الظروف المادية القاهرة وتراكم الديون فتشتغل في عدة وظائف كما تجبر أيضا على تشغيل ولدها فتتعرض لشتى أنواع القهر والاستغلال. يقدم الفيلم في 112 دقيقة، وهو من إنتاج مصري فرنسي هولندي يوناني، صورة سوداء عن فئة من المجتمع المصري تعاني في صمت بسبب الفقر الشديد والحاجة، كما يندّد بعالم العشوائيات الهامشي وبالظلم الذي تتعرض له المرأة هناك على يد من حولها. وتميّز الفيلم، الذي كتب له السيناريو المخرج ومواطنه الكاتب أحمد عامر، بواقعيته وتجريبيته التي أعطته لمسته الخاصة والمختلفة، وقد جاءت أحداثه درامية وخيالية في نفس الوقت، كما تميّز بالأداء الرائع للممثلين وخصوصا بطلة العمل “دميانا نصار” (الزوجة) وإبنيها رغم أنهم يمثلون لأول مرة.
ويعتبر فيلم “ريش” أولى الأفلام الروائية الطويلة للزهيري وقد حقق نجاحا كبيرا في 2021، حيث توّج في العديد من المهرجانات الدولية على غرار مهرجان كان السينمائي الدولي بفرنسا لما توّج بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد وجائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي).
كما حصد هذا العمل أهم جوائز أيام قرطاج السينمائية بتونس على غرار جائزة التانيت الذهبي للعمل الأول وجائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثلة التي حصلت عليها بطلة العمل. ويملك الزهيري، 33 عاما، في رصيده فيلمين قصيرين كما عمل سابقا كمساعد مخرج في عدد من الأفلام.
وستعرف تظاهرة “لا يعني لا”، التي انطلقت بتونس في 2018 ونظمت أيضا في دورات سابقة بفلسطين والأردن، عرض أعمال أخرى على مدار ثلاثة أيام تهدف لـ “فتح النقاش حول قضايا العنف ضد المرأة”، حيث تنظم بدعم من وزاره الثقافة والفنون.
ومن الأعمال المبرمجة لليومين المقبلين الفيلم الروائي الطويل الجزائري “سولا” لصالح إيسعد والوثائقي الفلسطيني “كما أريد” لسماهر القاضي.