د. مجاهدي: الشباب الجزائري يفضّل العمل النمطي
تعقد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو»، بالتعاون مع الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، الندوة العلمية الافتراضية «الشباب والتنمية في الوطن العربي»، وذلك غدًا الثلاثاء، عبر تقنية التحاضر عن بُعد «زووم Zoom». ويمثل الجزائر الدكتور مصطفى مجاهدي من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافة، بمداخلة عنوانها: «رهانات التكوين والشغل: الشباب الجزائري نموذجا»، يقدّم فيها نتائج تحقيق ميداني عن علاقة الشباب بأبعاد العمل والتكوين والرياضة.
تنعقد غدا الثلاثاء، بتقنية التحاضر عن بُعد، الندوة العلمية الافتراضية «الشباب والتنمية في الوطن العربي»، التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو»، بالتعاون مع الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية. ويشارك في الندوة خبراء رفيعو المستوى من الجزائر، وتونس، ولبنان، وتبثّ مباشرة عبـر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالألكسو؛ وتمتد من تمام منتصف النهار إلى الساعة الثانية ظهرا، بتوقيت الجزائر. وسيتولى المتحدثون الرد على أسئلة واستفسارات المتابعين للندوة على الصفحة الرسمية للألكسو على الفايسبوك.
التنمية والشباب.. ركيزة أساسية
تأتي هذه الندوة في إطار اهتمام الألكسو بقضايا التنمية والشباب، باعتباره الركيزة الأساسية لأبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ما يؤدي إلى التفكير في وضعية هذه الشريحة العمرية من مجتمعاتها العربية، من حيث علاقتها بسوق الشغل أو مستويات مشاركتها في الحياة العامة، وهو ما تسعى إليه الألكسو من خلال هذه الندوة إلى الإحاطة بها من خلال تقديم عروض معرفية تتقاطع فيها التخصّصات المتنوعة من ناحية، والتجارب المختلفة من ناحية أخرى.
وبعد كلمة محمد ولد اعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وماريز يونس، المنسقة العامة بالهيئة العليا للشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، وهي مسيّرة الندوة، سيتدخّل كلّ من الدكتور مصطفى مجاهدي، ممثلا مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافة، بوهران (كراسك)، ليقدّم مداخلة عنوانها: «رهانات التكوين والشغل: الشباب الجزائري نموذجا»، وأ.د.عدنان الأمين الأستاذ في العلوم التربوية بالجامعة اللبنانية، الذي سيقدم مداخلة «ثقافة الشباب العربي: بين المرح والمأساة»، ود.أمال موسى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة منوبة بتونس، بمداخلة «الشباب والتنمية في تونس: مقاربة للعلاقة؟».
د.مجاهدي: الميل للقطاع العام انعكس على طبيعة التكوين
في تصريح خصّ به «الشعب»، تطرّق الدكتور مصطفى مجاهدي، مدير بحث بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافة، إلى مداخلته التي تحمل عنوان: «رهانات التكوين والشغل: الشباب الجزائري نموذجا»، التي سيعرض فيها نتائج تحقيق ميداني عن الشباب شمل 5077 شاب، بكلّ من وهران وغرداية، وتطرقت إلى أبعاد ثلاثة، هي: العمل، التكوين، والتسلية والرياضة، وإلى علاقة الشباب بما تقترحه السياسات العمومية في هذه المجالات.
وخلصت هذه الدراسة الميدانية، فيما يتعلّق بالبعد الأول وهو العمل، إلى أن أغلب الشباب (أكثر من 82 بالمائة) ما تزال لديهم رغبة في التموقع في العمل النمطي (القطاع العمومي)، أما المبادرة الشخصية (كخلق مؤسسات مصغرة) فتبقى حاضرة بنسبة ضعيفة جدا.
«هذا ما يُعطينا فكرة عن رؤية الشباب لمجال العمل، فهم يفضّلون دخول قطاعات محمية من حيث الاستقرار والأجر والحماية الاجتماعية»، يقول مجاهدي، مضيفا: «أما المبادرة الشخصية فيشوبها خوف كبير، لأنه لم يكن يتمّ تكوين الشباب في سنّ مبكرة على الاستقلالية وروح المبادرة».
هذا بدوره سيؤثر على قطاع التكوين، تقول الدراسة، حيث يُلاحَظ أن الشباب عندما يضع في ذهنه أن القطاع العام يعتمد أكثر على الشهادة. وفي هذا الصدد، تمّت دراسة بحث الشباب عن ثنائية الكفاءة (المهارات) والشهادة، واتّضح أن التوجّه العام يميل إلى كون مؤسسات التكوين وظيفتها منح الشهادات، وبالتالي، ففي ثنائية الكفاءة/الشهادة، هناك ميل للشهادة التي تؤدّي إلى العمل النمطي، بينما تؤدّي الكفاءة إلى نطاق المبادرة الفردية. وفيما يخصّ التكوين المهني، فإن المتوجّهين إلى التكوين في مؤسسة خاصة يبحثون أكثر عن الكفاءة واكتساب المهارات، فيما يبحث المتوّجهون إلى التكوين المهني العمومي عن الشهادة.
هذه النظرة إلى قطاع العمل نمّطت بدورها النظرة إلى التكوين، فالتكوين الذي لا يؤدّي إلى العمل النمطي هو تكوين غيرُ مجدٍ في نظر الشباب.
أما بُعد الرياضة، فلاحظت الدراسة أنها مرتبطة أكثر بالرياضة المدرسية، وعندما يخرج الشباب من المدرسة (القطاع العام) فإن الرياضة تصبح من الماضي، بالنسبة للشباب، يؤكد د.مجاهدي.