تدعم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، بجامعة باتنة 01، بتخرج أول دفعة ماستر اكاديمي في تخصص أنثروبولوجيا التراث والثقافة الأمازيغية، وهو التخصص الذي ادرجه، قسم اللغة والثقافة الأمازيغية التابعة لكلية الأدب بذات الجامعة ضمن تخصصاته للتعليم العالي، حيث شملت الدفعة الأولى المتخرجة للموسم الجامعي الحالي 90 طالبا.
الطلبة تناولوا في مذكرات تخرجهم مجموعة مختلفة من المواضيع ذات الصلة الوثيقة بعراقة منطقة الأوراس من تاريخ وعادات وتقاليد وتراث مادي ولامادي وكل ما تعلق بالموروث الثقافي والحضاري، على وجه الخصوص، حيث لاقى مضمون مذكراتهم اهتماما كبيرا من طرف أساتذة القسم الذين أكدوا أنها ستثري المكتبة الثقافية والتاريخية لمنطقة الأوراس.
وكشف رئيس قسم اللّغة والثقافة الامازيغية، الأستاذ جمال نحالي، خلال إشرافه على مناقشة أولى رسائل التخرج في الانثروبولوجيا ان هذه الدفعة الأولى ستكون القاطرة لدراسة الموروث الثقافي والتراث بنوعيه بمنطقة الاوراس الغنية بكل مقومات التراث الذي يعاني في صمت ووجب نفض الغبار عنه وهو الدور الذي يقع على عاتق مؤسسات التعليم العالي وطلبة ماستر الأنثروبولوجيا، من خلال المواضيع التي تطرقوا لها والتي من شأنها أن تكون اضافة قيّمة وثرية لمكتبة القسم وللجامعة ولكل المنطقة، كون الدراسات السابقة للموروث الامازيغي كانت كولونيالية استعمارية أنجزت بعين أجنبية واحدة وبتحيز حرصت على طمس زوايا وحقائق هامة من تاريخ المنطقة عكس الدراسات الحالية للباحثين والطلبة الجزائريين الذين سيحاولون من خلال بحوثهم الأكاديمية والعلمية إعطاء أمن هوياتي لأبناء المنطقة سيما الراغبين في غوص عالم البحث في هذا الجانب الهام من مقويات وثوابت مجتمعنا.
للإشارة، شرع مطلع هذا الأسبوع طلبة الدفعة الأولى في المناقشة وسط إلاجراءات الصحية الوقائية والاحترازية من فيروس كورونا، حيث يعتبر هذا التخصص الجديد مكسبا للجامعة ونجاحا آخر يضاف لسلسلة النجاحات التي حققها قسم اللغة الامازيغية، منذ افتتاحه سنة 2013، والذي شهد تخرج أول دفعة ماستر سنة 2017، قبل أن يضيف تخصصات جديدة للدراسة لاقت إقبالا كبيرا من طرف الطلبة من مختلف الولايات الجزائرية. وبخصوص المواضيع التي عالجتها مذكرات تخرج الطلبة فتطرقت في مجملها للتراث الشعبي، والأنثروبولوجيا الدينية على غرار موضوع الزردة، التقويم الفلاحي بين الماضي والحاضر بمنطقة ثنية العابد، دراسة وصفية تحليلية للألعاب الشعبية بمنطقة آريس، وغيرها من المواضيع التي ستثري المكتبة الأمازيغية التاريخية للمنطقة.
وأضاف نحالي، بصفته عضو اللجنة العلمية أنه ينتظر الموسم الجامعي المقبل ليبادر الباحثون إلى إنجاز دراسة مونوغرافية لقرى الأوراس بهدف الاطلاع على تراثها وجمعه وإحصائه، وكذا تثمينه بهدف الحفاظ عليه واستمراريته بدل أن يبقى حبيس الماضي ويدفن في طي النسيان.