مثلّجـات، سمــك مشـوي ومأكـولات تقليديـة تطبــع يوميــات السكـان والــزوّار
يعرف “ميناء الترفيه” بسطورة توافدا كبيرا من قبل العائلات التي وجدت فيه متنفّسا لها رغم افتقاره إلى بعض المرافق الخدماتية، كما تعجّ الشواطئ المجاورة له كالقصر الأخضر، وشاطئ ماركيت بالمصطافين، الذين وجدوا فيها أفضل وجهة لهم لكسر الروتين اليومي والتخفيف من وطأة مشاكل الحياة اليومية. ما زاد في خصوصية الكورنيش السكيكدي تلك المحلات التجارية المتخصصة في بيع المثلجات والمأكولات الخفيفة، التي تنبعث منها روائح السمك المشوي على الجمر ومختلف المأكولات التقليدية. “الشعب” زارت سطورة وتنقل أدق التّفاصيل.
تفضّل عائلات أخرى الجلوس على الرمال الذهبية في أجواء حميمية يتجاذبون أطراف الحديث، ليستمر السمر على طول شاطئ الكورنيش إلى أوقات متأخرة من الليل.
في هذا الصدد، أكّد لـ “الشعب” أحد المصطافين قائلا: “تواجد العائلات بهذا العدد يعود إلى توفر نعمة الأمن، وهو ما شجّعها للخروج وقضاء أوقات ممتعة إلى غاية ساعات متأخّرة من الليل”، وأضاف قائلا: “الشّرطة منتشرة في كل مكان بالزيين الرسمي أو المدني، وبإمكانك الآن التوجه إلى شاطئ ميرامار ليلا، واستنشاق نسيم البحر في أجواء تشعرك برومانسية لا مثيل لها، لقد أغلقت كل الحانات بسطورة، وقد ساهم ذلك في اختفاء من كانوا يعكّرون صفو الأمن بالمنطقة بسلوكاتهم المنحرفة تحت تأثير السكر”.
شهد كورنيش سطورة منذ مطلع رمضان الفارط توافدا غفيرا للعائلات خلال الفترة الليلية، هروبا من حرارة الجو داخل المنازل وكذا لقضاء السهرات في أجواء مريحة، فأكثر مكان يشهد الازدحام هو ميناء التسلية، الذي يعجّ كل ليلة بالمواطنين، حيث لا يتسنى لبعضهم إيجاد مكان للجلوس، وقد وجدت العائلات السكيكدية وأخرى من مناطق مجاورة في هذا المكان متنفسا رغم افتقاره إلى بعض المرافق الخدماتية.
العديد من العائلات تتوجه إلى ميناء التسلية، أما العائلات الأخرى فتفضّل المشي على طول الكورنيش الممتد من الشاطئ الأخضر إلى غاية شاطئ سطورة “بيكيني” على مسافة حوالي 3 كلم للاستمتاع بمنظر أمواج البحر، والجلوس بين الحين والآخر على الحائط الذي يفصل الصخور عن الرصيف.
توافد قياسي للمصطافين على شواطئ سطورة
شواطئ سطورة، على غرار شاطئ “ميرامار”، “كاريار” و«بيكيني”، تعرف توافدا كبيرا للمصطافين وبأعداد كبيرة، لاسيما من الولايات المجاورة كقسنطينة، أم البواقي، ميلة وحتى من البرج وسطيف، رغبة منهم في الاستجمام والتمتع بالبحر.
أرجع العديد من المصطافين ممّن تحدّثنا معهم على مستوى شاطئ “بيكيني” الصغير المتواجد عند مدخل سطورة، وجلهم من عاصمة الشرق الجزائري، هذا الإنزال غير المسبوق من قبل العائلات والشباب إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام من جهة، وبدء العطل من ناحية أخرى، ناهيك عن دخول قطار البحر الرابط بين ولايتي قسنطينة وسكيكدة الذي خصّصته المديرية الجهوية للشرق للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، بضمانها نقل المصطافين يوميا ذهابا وإيابا بسعر في متناول الجميع.
أساطير وألغاز تتداولها الألسنة
«استورا” تستمد أصل تسميتها البونيقية من الجذر الذي يعني ستر بمعنى الستر والحماية، واستورا تعني ايضا آلهة الحب والجمال عند الفنيقيين، كما تعتبر الآلهة الحامية والحافظة للبحارة، وكون استورا “سطورة” حاليا خليج ذو مياه دائمة هادئة يعزّز ويقوّي اعتقادات البحارة حول ميزة الحماية لستورا، حيث تحميهم من هول البحر، وتحمي كذلك الميناء من الرياح العنيفة الشمالية الغربية العاصفة بالمنطقة.
منطقة سطورة كانت مرسى ومعبرا ومعقلا للسفن الفنيقية القديمة، استعملها الرومان ومن جاء بعده، واليوم هي ميناء للصيد البحري، ومحطة بحرية للتسلية والاستراحة والترويح عن النفس. ويمتد كورنيش سطورة على مسافة ثلاثة كيلومتر طيلة موسم الاصطياف، اكتظاظا بالعائلات التي لازالت تتوافد عليه إلى غاية كتابة هذه السطور بأعداد كبيرة خاصة بعد أن اكتست حلة جديدة بعد التهيئة التي خضعت لها.
تحتوي هذه المنطقة الخلاّبة على شواطئ رملية ناعمة وهياكل استجمام متنوعة، على غرار شواطئ الجنة، بيكيني، ميرامار، بانوراما والمحجرة.
يستقطب المكان العديد من العائلات لقضاء أوقات ممتعة على كورنيش السطورة وتناول البيتزا والمثلجات، والتنزه في ميناء الصيد الجميل والرائع باستخدام قوارب صغيرة ترسو على مياه البحر الزرقاء، فيما تنجذب عائلات أخرى إلى أحد المطاعم التي يزخر بها الميناء لتناول العشاء.
ميرامار، المحجرة والشّاطئ الصّغير..تزاوج بين الماء والخضرة
يعدّ شاطئ ميرامار الواقع بسطورة موقعا ساحرا يغري كل من يمر عبر الممر الصخري المتعرّج المؤدّي إلى هذا الموقع.
يقول أحد المصطافين في هذا الشأن: “يملك شاطئ ميرامار شيئا إضافيا من الصعب تحديده ويجعلك تنجذب إليه ولا تستطيع مقاومته”. ويستقطب شاطئ المحجرة “كاريار” هو الآخر العديد من المصطافين، حيث يلاحظ التوافد الكبير عليه من على بعد مسافة كبيرة، ومما لا شك فيه أن أجواء السكينة والهدوء التي تنبعث من هذا الموقع جعلت المصطافين يحبّذون هذا الشاطئ، الذي يمتاز بجمال بحره ورماله الذهبية والجبال المخضرة المطلّة عليه، وما يزيد في رونق وجمال هذه الواجهة البحرية هو الانتشار الكبير لمحلات بيع المشروبات الغازية والمثلجات.
توفّر الأمن شجّع الإقبال على كورنيش سطورة
كما أنّ توفّر الأمن خلال الموسم الصيفي زاد من إقبال السكان على كورنيش سطورة، حيث أنك تجد رجال الأمن بالزيين الرسمي والمدني منتشرين بكثرة على طول هذا الكورنيش لضمان راحة وسلامة المواطنين.
أطلق أمن سكيكدة المخطط الأزرق للسنة الجارية بحلول موسم الاصطياف، وما يتميز به من توافد المصطافين على الشواطئ وكذا التدفق المروري الكثيف والدائم لحركة المرور،الذي يهدف حسب رئيس أمن الولاية خزماط محمد “إلى تأمين الشواطئ المفتوحة أمام المواطنين من خلال وضع تشكيل أمني متكامل من طرف مصالح أمن ولاية سكيكدة قوامه 1000 شرطي من مختلف الرتب، وهذا من أجل ضمان كل الظروف الأمنية الملائمة لراحة المواطنين وتقديم لهم التسهيلات الملائمة والفعالة من أجل إنجاح الموسم وتوفير كل المتطلبات الأمنية الضرورية”.
أضاف العميد الاول: “لأجل حماية ومراقبة هاته الشواطئ، تم إنشاء 05 مراكز شرطة للمراقبة وحماية الشواطئ مجهزة بكافة الضروريات والوسائل المادية تتوزع على مستوى الشواطئ، حيث تعمل على حماية وتأمين المصطافين ليلا ونهارا وطيلة أيام الأسبوع، وذلك بإقامة03 مراكز شرطة لمراقبة وحماية الشواطئ بكورنيش سطورة، ومركز على مستوى شاطئ عين الدولة بالقل، ومركز آخر على مستوى شاطئ وادي ريغة بفلفة”.
كما تمّ استحداث هذا الموسم مركز شرطة جواري توعوي، تحسيسي واتصالي في مجال حماية الطفولة، مكافحة المخدرات، الوقاية المرورية وبمشاركة خلية الاتصال والعلاقات العامة والأطباء النفسانيين التابعين لأمن الولاية،وذلك على مستوى ميناء الترفيه بسطورة.
ولأهمية ميناء الترفيه، احتضن الاحتفالات الرسمية للذكرى 54 لإنشاء المديرية العامة للأمن الوطني على مستوى مدينة سكيكدة، حيث أقامت المصالح الولائية للشرطة بمشاركة فرقة شرطة الحدود البحرية بميناء سكيكدة والوحدة 214 لحفظ النظام بسكيكدة، أبوابا مفتوحة على مستوى الميناء الترفيهي بإقامة معرض بالصور والإحصائيات لنشاطات تلك المصالح، تخلّلتها حملات تحسيسية وتوعوية حول مكافحة العنف الحضري والإجرام المروري. بالموازاة اختتمت الاحتفالات بحفل تكريمي ساهر على مستوى الميناء على شرف الأسرة الشرطية، إضافة إلى أن أغلب الحفلات الصيفية الساهرة التي تنظمها لجنة الحفلات لبلدية سكيكدة تتم على مستوى الميناء، وتعرف إقبالا منقطع النظير.