الباهية تحقّق قفزة نوعية في رحاب التكنولوجيات الحديثة
مركز البيانات والحوسبة السّحابيـــة..قطـب تقنـي رائـــد
مشاريع استحداث شبكة الألياف البصرية..مهمّة مكتملــة
تحرص الدولة الجزائرية، انطلاقًا من توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على وضع المواطن وحقه في العيش الكريم في صميم اهتماماتها وأولوياتها، وتعمل على توفير كافة مستلزمات الحياة الكريمة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز بشكل خاص على ضمان حصولهم على الخدمات الحضرية الأساسية ذات الجودة العالية، وتشمل هذه الخدمات توفير تغطية شاملة لشبكات الهاتف النقال، وتوسيع وتحديث مراكز البريد وتزويدها بالشبابيك الآلية للسحب والإيداع، بالإضافة إلى ضمان تدفق سلس وسريع لخدمة الإنترنت، وتوسيع نطاق الربط بشبكة الألياف البصرية، وتوفير خطوط الهاتف الثابت.
يشهد قطاع البريد والمواصلات بولاية وهران قفزة نوعية ملحوظة تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ويجري العمل على إنشاء مراكز جديدة وتجهيزها بأحدث المعدات التكنولوجية العصرية، بالإضافة إلى تعزيز تغطية مثالية لشبكات الهاتف النقال، وتحسين تدفق الإنترنت بشكل ملحوظ، كما تتواصل جهود تعميم شبكات الألياف البصرية لتشمل كافة الأحياء والتجمعات السكنية في الولاية. وتهدف هذه المشاريع الطموحة إلى توفير كل سبل التواصل المريحة والراقية للمواطنين، بما يضمن حقهم في الحياة الكريمة. وتعكس هذه التطورات الأهمية التي توليها السلطات المحلية لقطاع البريد والمواصلات باعتباره عصبًا حيويًا يساهم في تعزيز التنمية المحلية وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين.
مؤخرا، تعزّز قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بوهران بمشروع استراتيجي، هو الأول من نوعه بالجزائر، ويسمح - فور دخوله حيز الخدمة - بتحقيق قفزة نوعية في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي والمؤسسات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيات الحديثة والاتصالات السلكية واللاسلكية، ويتعلق الأمر بمركز البيانات والحوسبة السحابية في الذكاء الاصطناعي، الذي وضع وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، حجر أساسه شهر مارس الماضي، مع التحفظ على تاريخ انطلاق أشغال التجسيد، وتأخيرها بشهر أو شهرين من أجل مراجعة دراسات المشروع، وإعادة النظر فيه ليكون أكثر نجاعة، ويكون داعما للبنية التحتية التكنولوجية، وفق تخطيط استشرافي يستجيب لكل المعايير الدولية.
وسيسمح مركز البيانات والحوسبة السحابية في الذكاء الاصطناعي، الكائن مقره بالقرب من فندق الميريديان ببلدية وهران، باستضافة بنى تحتية متقدمة تعتمد على وحدات معالجة الرسومات (GPU) ووحدات معالجة الذكاء الاصطناعي (TPU) لدعم حوسبة الأداء العالي (HPC - High Performance Computing)، ومن شأنه أيضا، تحسين أنظمة التبريد باستخدام حلول متقدمة للحفاظ على الأداء الفائق وتقليل استهلاك الطاقة، إلى جانب ضمان قابلية التوسع السريع لمواكبة التطور المستمر في احتياجات الحوسبة وتقليل التكاليف الطاقوية عبر تحسين كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة.
وتتضمّن مراجعة الدراسة، حسب اقتراحات وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، إمكانية الاستغلال الأنجع للمساحة وزيادة طوابق البناية وهو التعديل الذي سيسمح بمضاعفة قدرة مركز البيانات من 300 راك إلى 600 راك.
علاوة على ذلك، من الضروري أن ينجز هذا المركز وفق كل المعايير الدولية المتقدمة اللازمة، واستشرافا للاحتياجات القادمة والتطور الذي يعرفه الذكاء الاصطناعي، ويواكب المتغيرات لـ 10 أو 15 سنة القادمة على الأقل، ليصبح بذلك قطبا تكنولوجيا بامتياز يمكنه أن يستضيف عن طريق الإيجار مقرات المؤسسات متعددة الجنسيات والمؤسسات الناشئة المحلية حين تطور وتكبر مشاريعها، علاوة على المؤسسات متوسطة الحجم التي تستعمل الموارد الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
ويندرج إنجاز هذا المركز المتطور في إطار تدعيم سلسلة مراكز البيانات التي تمتلكها مؤسسة اتصالات الجزائر، ويندرج في إطار استراتيجية الدولة وتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للاتجاه نحو الذكاء الاصطناعي، خاصة أن الجزائر أصبحت تتمتع بمكانة راقية في القارة الإفريقية بفضل ريادتها في التكنولوجيا، وتحكمها في الهياكل وفي البنية التحتية، فهي تمتلك اليوم ما لا يقل عن 265 ألف كيلومتر من الألياف البصرية الممتدة عبر التراب الوطني، إضافة إلى عدة وصلات دولية بكابلات بحرية وأخرى في طور الإنجاز.
ويأتي مشروع مركز Data Center ليدعم البنية التحتية التكنولوجية بعد إنشاء المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، وبعد أن أصبحت كل الجامعات تدرس هذه المقياس الهام والإستراتيجي.
تعزيز خدمات الهاتف النقال
تعزّز قطاع المواصلات السلكية واللاسلكية بوهران مؤخرا بمركز البيانات (Skills center) الذي يحتضنه المقر الجديد للمديرية الجهوية لمؤسسة موبيليس، المدشن رسميا مؤخرا.
ويعتبر مركز البيانات الثاني من نوعه على مستوى التراب الوطني، ويندرج في إطار الاستراتيجية الهادفة إلى خلق مناخ مقاولة ذكي ومناخ تكويني تأثيري مجاني، مناسب لاستقطاب أكبر عدد من الشباب المبتكرين الشغوفين بالأبحاث والاكتشافات في التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة والأمن السيبراني، وكذا تكنولوجيات الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وهذا ما يندرج في إطار اتفاقية التعاون التي تربط بين وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، والرامية إلى تشجيع إدماج المؤسسات الناشئة والصغيرة في مسار المشاريع الاستراتيجية الكبرى على غرار مشاريع تكنولوجيات الإعلام والاتصال، والرقمنة والذكاء الاصطناعي في الدرجة الأولى، إضافة إلى صناعة السيارات، محطات تحلية المياه، توليد الكهرباء والطاقات المتجددة..وغيرها.
تعميم الألياف البصرية قبل نهاية العام
تعرف ولاية وهران منذ السنة الماضية سلسلة من المشاريع الرامية إلى استحداث شبكة الألياف البصرية التي تدخل في إطار البنى التحتية لشبكة الاتصالات السلكية، سواء من خلال تجسيدها على مستوى الأحياء الغير موصولة أو عصرنة الشبكة التقليدية.
وقد تبين خلال الزيارة الأخيرة لوزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية إلى وهران، أن العمليات متواصلة وبوتيرة تمكن من الانتهاء وتسليم معظم المشاريع في نهاية شهر سبتمبر القادم، حيث تم إنجاز 50 ألف توصيلة في حين سيتم تسليم 110 آلاف أخرى نهاية الشهر الجاري، على أن تسلم 130 ألف توصيلة المتبقية شهر سبتمبر القادم قبل الدخول الاجتماعي القادم.
للإشارة، فقد تم خلال السنة الماضية بولاية وهران إنجاز 189 مشروع استحداث لشبكة نقل للألياف البصرية بطول 193 كيلومتر، إضافة إلى 281 مشروع إنجاز القنوات الهاتفية و7 مشروعا لربط الأحياء السكنية بالألياف البصرية بالمنزل استهدف 66.322 منزلا.
إعادة الاعتبار لمكاتب البريد
تعد عمليات تعزيز المكاتب البريدية وعلى وجه الخصوص على مستوى الأقطاب السكنية الجديدة التي تعاني من النقص أو انعدام الخدمات البريدية بسبب نشأتها الحديثة، وكذا ترميم مكاتب أخرى بعد أن طال جدرانها القدم والاهتراء، من بين المشاريع الاستعجالية التي تسهر ولاية وهران وكذا مديرية البريد والمواصلات السلكية على تجسيدها على أرض الواقع بهدف تحسين جودة الاستقلال والخدمات الجوارية المقدمة للمواطن، وفق حقه في الحياة الكريمة وتوفير كل سبل الراحة له، وذلك تماشيا مع ارتفاع الكثافة السكانية التي تشهدها الولاية تزامنا وتوسعها العمراني المستمر.
ويعرف قطاع البريد في الباهية وهران عمليات متواصلة لتعزيز شبكة المراكز البريدية، وفق إستراتيجية مدروسة ترتكز على مشاريع تدعيم الأقطاب العمرانية الجديدة ومناطق الظل بمراكز بريد جديدة، وأيضا برمجة عمليات ترميم، صيانة وإعادة تجهيز للمكاتب القديمة.
وبهدف تحسين الخدمات الجوارية العمومية، وكذا تعزيز شبكة نقاط السحب الأوتوماتيكي، برمجت مديرية البريد والمواصلات عمليات اقتناء ووضع أجهزة السحب الآلي للأرصدة المالية عبر مختلف مكاتب البريد، والتي تندرج في إطار تقريب الخدمات من المواطن، توفير فرصة سحب الأموال بكل أريحية بعيدا عن ضغط الطوابير، وقد تم اقتناء 50 جهازا جديدا خلال سنتي 2023 و2024.
وتتوفر وهران حاليا على 152 مكتب بريدي عبر 26 بلدية، إضافة الى مكتبين متنقلين بمجموع 523 شباك بريد.
وفي تصريح سابق أدلت به للصحافة، أكدت مديرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية صديقي مريم، استمرار مصالحها في عملية فتح مكاتب بريد جديدة وتزويدها بالصرافات الآلية، على مستوى الأحياء السكنية الجديدة لمواكبة عمليات ترحيل المواطنين المبرمجة على مدار السنة، وتنفيذا لبرنامج عصرنة الخدمات البريدية والمالية الوجهة للمواطن.
ترميم وعصرنة المكاتب القديمة
وفي ظل تضاعف الطلب على الخدمات الجوارية التي تقدمها مثل هاته الفضاءات الحيوية، من داخل الأقطاب السكنية الجديدة على غرار القطب العمراني “أحمد زبانة” (سكنات عدل)، الذي يتضمن أكثر من 40 ألف وحدة سكنية، والقطب العمراني وادي تليلات وغيرها من المدن الجديدة، فقد كان من الضروري التفكير في توفير الخدمات الموجودة وتدارك النقائص.
وقد استفادت وهران في هذا السياق، وخلال سنتي 2023و2024 من عدة مشاريع إنشاء وتهيئة مراكز للبريد وتزويدها بكل المعدات والتقنيات الجديدة ، وذلك على سبيل المثال على مستوى بلديات عين الكرمة، السانية، الصديقية، ارزيو، العنصر، وادي تليلات وغيرها.
وتدخل هذه العمليات التي تم بموجبها الانطلاق السنة المادية في ترميم 8 مكاتب بريد - وفق ما تم التصريح به آنذاك من طرف مديرية البريد والمواصلات - في إطار استراتيجية مديرية البريد لوهران، الرامية إلى توسيع شبكة مكاتبها البريدية عبر نطاق واسع، وتعزيز تواجدها في مناطق الظل وفي الأحياء العمرانية الجديدة التي تعرف كثافة سكانية عالية.
ومن المقرر أن يتواصل تجسيد المخطط العملي الذي وضعته مديرية البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية لولاية وهران بوتيرة ترميم وتهيئة 10 مكاتب بريد سنويا من أجل تحسين الخدمات، وتقريب الإدارة من المواطن، ورفع الغبن عن ساكنة المناطق النائية.