فقدت الجزائر والأسرة الثورية أحد مجاهديها الأشاوس بمنطقة تيزي وزو، وهو المرحوم أعمار أكلي إدريس عن عمر يناهز 92 عاما، وتشاء الأقدار أن يتوفى في نفس الشهر الذي ولد فيه. الفقيد من مواليد 21 أكتوبر1927 بتيزي وزو، تشبّع منذ نعومة أظافره بالقيم الوطنية من خلال ممارسته السياسة في الحركة الوطنية أين انخرط في حزب الشعب الجزائري سنة 1943 ليصبح مسؤولا في خلية الحزب في أواخر السنة، حنكته ونضاله جعلاه يتدرج في المسؤولية ليصبح مسؤول دائرة لحزب الشعب حركة انتصار الحريات الديمقراطية بعد سنة 1950 بعدة نواحي بولاية تيزي وزو، تم إلقاء القبض عليه وسجن من 29 مارس 1954 الى 02 فيفري 1955.
بعد تسريحه عيّن مسؤولا في صفوف جيش التحرير الوطني نائبا للقائد البطل عبان رمضان، لعب دورا هاما في تنظيم منطقة الجزائر بعد اعتقاله. لم يمكث طويلا ليضحى من المبحوث عليهم، ذلك جعله يلتحق بجبال البليدة بمعاقل بوعرفة أين تعرّض لجروح إثر اشتباك مع القوات الاستعمارية، ما أدى إلى اعتقاله ثانية وسجنه لغاية افريل 1962 ليطلق سراحه بعد وقف إطلاق النار 1962.
المرحوم بقي مخلصا لرسالة الشهداء إلى أن وافاه الأجل، بعد حياة مليئة بالتضحيات والمواقف النبيلة.
وأمام هذا المصاب الجلل، توجّه وزير المجاهدين إلى أسرة الفقيد وإلى رفاقه في الجهاد بأصدق التعازي وأخلص المواساة، سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمّد روح الفقيد بواسع الرحمة والرضوان، ويسكنه فراديس الجنان مع عباده الذين أنعم عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصبر والسّلوان.