سمحت التساقطات المطرية التي شهدتها ولاية سيدي بلعباس منذ انطلاق حملة الحرث والبذر بارتفاع المساحة المزروعة مقارنة بالدورة الفلاحية الماضية، حيث بلغت نسبة 12 بالمائة أي ما يعادل 192 ألف هكتار، وهي المساحة التي فاقت توقعات المديرية الوصية والتي تأمل في جني محصول يتعدى 2,5 مليون قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها.
وأفاد محمد لعوج رئيس مكتب المحاصيل الكبرى على مستوى مديرية المصالح الفلاحية، أن عملية الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجاري جرت في ظروف عادية ولم تسجل المديرية أية مشاكل من حيث توفر البذور أو الأسمدة على مستوى التعاونيات، حيث سجلت المديرية مساحة 168800 هكتار مع بداية الحملة لترتفع المساحة لاحقا إلى 192700 هكتار أي بزيادة في النسبة الإجمالية قدرت بـ12 بالمائة بفضل التساقطات المطرية والتي بلغت شهر جانفي لوحده 130 ملم في حين فاقت التساقطات خلال شهري فيفري ومارس الكمية المذكورة.
وعن الأهداف المسطرة بالنسبة للمساحات المزروعة فقد فاقت مساحة القمح الصلب 39 ألف هكتار، القمح اللين 55 ألف هكتار، الشعير 91 ألف هكتار والخرطال 7200 هكتار. أما عن توقعات الإنتاج الخاص بهذه الدورة فأضاف رئيس المكتب توقع بلوغ 2,5 مليون قنطار من مختلف أنواع الحبوب.
ساهمت كميات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مناطق ولاية سيدي بلعباس بصفة منتظمة ومتواصلة منذ نوفمبر المنصرم وإلى غاية شهر مارس الجاري في انتعاش الفلاحة بكل فروعها إذ انعكس ذلك وبشكل ملحوظ على حقول الحبوب والبقوليات التي نمت نباتاتها مما يبشر بموسم فلاحي ناجح، وحسب العارفين بشؤون الفلاحة، فإن الأمطار التي تشهدها المنطقة حاليا ستساهم إلى حدّ كبير في النمو الطبيعي للمزروعات البورية على وجه الخصوص، كما ستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم ونباتات إنتاج الأعلاف، التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي. كما أن الأمطار الموسمية تساقطت في الوقت المناسب وبنسبة كافية ما يبشر بموسم فلاحي جيد بالنظر لنفعها الشامل على جميع النباتات والمزروعات، وستساهم أيضا في توفير الكلأ بالمراعي من خلال النمو الطبيعي للأعشاب واستغناء الموالين عن الأعلاف.
وفي ذات السياق، نبّه ميمون حمو الباحث والخبير في الميدان الفلاحي من إحتمال ظهور بعض الأمراض الفطرية خلال الشهر الجاري بفعل انتشار الرطوبة كمرض الصداء الأحمر الذي يصيب نباتات الحبوب بمختلف أنواعها ومرض الميلديو الذي تتعرض له البطاطا، الأمر الذي يتطلّب المراقبة المستمرة للفلاح وفي حال التأكد من ظهور أعراض المرض يتعين عليه اقتطاع عينة منها والاتصال مباشرة بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية ومفتشية حماية النباتات كي يتمّ القضاء على المرض في بداياته ومن تم حماية المزروعات. هذا ويؤكد الخبير ضرورة الشروع في نزع الحشائش الضارة قبل نموها وانتشارها باستعمال الأدوية المقتناة من المؤسسات المتخصصة على مستوى التعاونيات الأربعة المتواجدة بالولاية كتعاونيات تلاغ، لمطار، مصطفى بن براهيم وسيدي بلعباس، كما ينصح أيضا بأهمية وضع الأسمدة الآزوتية التي تساهم في زيادة نمو النباتات وتحسين المردود وهي العملية التي تتمّ بعد 15 يوما من وضع الأدوية الخاصة بنزع الأعشاب الضارة.
بلعباس: غ . شعدو