تحتاج الأراضي الفلاحية بولاية تيارت كميات معتبرة من الأمطار تفوق 400 ملم في السنة لكون الولاية من ضمن الولايات الرائدة في انتاج الحبوب حيث تقدر مساحتها الاجمالية بـ ٠٠ . ٢٠٠٥ هكتار منها ١٥٢ . ١٦٠٨ هكتار مخصصة للفلاحة، وتستغل منها ٦٢٢ . ٧٠٧ هكتار فقط بسبب موجة الجفاف التي شهدتها المنطقة منذ سنوات، حيث لم تزرع سوى 356000 هكتار هذا العام منها 66000 هكتار من القمح اللين و145 ألف من مادة الشعير.
غير أنّ فلاحي تيارت استبشروا خيرا للتساقطات المطرية التي شهدتها ربوع الولاية خلال شهر مارس الجاري الذي يشرف على الانتهاء، وينتظر الفلاحون أن تجود السماء بكميات في منتصف شهر أفريل لاستكمال النمو الحقيقي للحبوب حسب فلاحي الجهة الشمالية.
وحسب مصدرنا، فإن الولاية تساقطت بها كمية معتبرة من الامطار فاقت 385 ملم خلال الفترة الاخيرة، حيث لم تشهد الولاية تساقطات بهذه الكمية منذ سنوات مما يؤشر بموسم فلاحي واعد، وحسب السيدة بختة صافو إطار بمديرية الفلاحة لولاية تيارت فإن المساحات الفلاحية تكفيها تساقطات تصل الى 350 ملم، وقد سجل بشهر مارس لوحده 185 ملم بعاصمة الولاية تيارت و36 ملم خلال الاسبوع المنصرم.
ولا سيما أن فلاحي ولاية تيارت لا يستعملون كثيرا طريقة السقي التكميلي والرش المحوري للحبوب مما أدى ببعضهم الى التخلي عن الحقول وتسخيرها للأعلاف، غير ان الفلاح الحاج بن عودة صاحب الخبرة والتجربة المناخية والفلاحية، قال لنا بأن هذا العام يبشّر بالخير كون تساقط الامطار جاء بعد «الايام الموتى»، وهي أيام متعارف عليها بأن الزرع لا ينبت فيها إلا بعد انقضائها، وحتى بعض الحيوانات لا تلد في هذه الايام بسبب قساوتها والفلاح يتشاءم منها، وأضاف أنه على الفلاحين الاستعداد لموسم الحصاد إذا شاءت قدرة الله..
وعن التساقطات المطرية لهذا الموسم توجّهنا بالسؤال الى السيد غوزي رفاسي محمد رئيس مصلحة الري الفلاحي بمديرية الموارد المائية بتيارت، الذي أكد لنا نسب التساقطات المطرية المذكورة، مضيفا أن سدود ولاية تيارت الثلاث قد بلغت الذروة تساعد على الاكتفاء الذاتي سواء بسد بن خدة، الذي يزود عاصمة الولاية تيارت والمدن المجاورة بالماء الشروب، حيث بلغ منسوب السد 30 مليون و300 ألف متر مكعب .بزيادة 800 ألف متر مكعب، ونسبة قدرت بـ 71 بالمائة، وهو ما يؤشر لموسم صيفي مريح بالنسبة لتزويد السكان بالماء الصالح للشرب.
أما سد الدحموني المخصص للسقي الفلاحي بالجهة الشمالية للولاية، فقد بلغ منسوبه 17 مليون و500 الف متر مكعب من المياه بعد زيادة قدرت بمليون و200 الف متر مكعب، و20 ألف و500 خلال الايام الماضية فقط، وحسب السيد رفاسي فان النسبة المئوية بلغت 46 بالمائة بهذا السد.
فيما بلغ منسوب سد بوقارة الذي تتقاسم موارده ولايتي تيسمسيلت وتيارت التي تستغل سقي 100 هكتار منه من أصل 9 ملايين و900 الف وصل اليها المنسوب.
وأضافت بختة صافو أن كمية الامطار المتساقطة من شأنها أن تعيد الامل إلى الفلاحين، ولا سيما بمناطق كبلديات واد ليلي والرحوية ومشرع الصفا المعروفة بانتاج الحبوب والبقوليات، والتي اصبحت تحل محل الأراضي البور حيث بات الفلاحون يزرعون البقوليات كالحمص والعدس وغيرها كون العمل اليدوي الذي كان يؤرق المنتجين بسبب استعمال المكننة، وتعتبر البقوليات سمادا طبيعيا للحبوب.