تستعد ولاية باتنة، على غرار باقي ولايات الوطن الأخرى لإستقبال الشهر الفضيل، الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودة، من خلال فتح العديد من الأسواق الجوارية الجديدة وتنظيم أخرى، لوضع حد لمعاناة المواطنين والمستهلكين الذين يقصدون يوميا الأسواق الجوارية الخاصة بالخضر والفواكه أو تلك التي تبيع اللحم; وهذا لضمان قضاء شهر في أفضل الأجواء تنفيذا لتعليمات الوالي محمد سلماني خلال خرجاته الميدانية الأخيرة.
تشكل ظاهرة التجارة الفوضوية وانتشار الأسواق الموازية على أرصفة الطرقات هاجسا يؤرق السلطات المحلية بولاية باتنة، حيث سارعت إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لوضع حد لانتشار الأسواق الفوضوية.
تعتزم قريبا مصالح بلدية باتنة فتح 3 أسواق جوارية جديدة عبر أحياء تشهد كثافة سكانية معتبرة، وهي حملة، بوزوران، وباركافوراج، حسب ما أفاد به رئيس البلدية عبد الكريم ماروك لجريدة «الشعب»، وقد ثّمن التجار الذين تحصلوا على قرارات الاستفادة، هذا الإجراء الرامي إلى ترحيلهم نحو فضاءات تجارية مغطاة، معتبرين العملية بمثابة تكفل نهائي بمشاكلهم وخطوة هامة لإعادة تنظيم هذا النشاط عن طريق توفير فضاءات تتسم بالتنظيم المحكم، وتستجيب للمعايير المعمول بها في مجال التجارة.
كما دعا ماروك التجّار إلى الحفاظ على هذه الممتلكات وتنظيم التجارة بها، باعتبار الأسواق التجارية التي أنشئت عبر تراب بلدية تعد باتنة فضاءا لائقا لممارسة هذا النشاط، حيث يستفيد تجار الخضر والفواكه من امتيازات التجارة المنظمة، فدخول مثل هذه الهياكل التجارية حيز الخدمة سيقضي على التجارة الفوضوية التي تمارس على الأرصفة والشوارع.
وفي السياق ذاته، وحتى يتمكّن التجار من ركن مركباتهم، شرعت المصالح ذاتها في تهيئة وتعبيد حظيرة السوق الجوارية ببوزوران حتى تواكب هذه الحظيرة دخول السوق حيز الخدمة، ويستفيد من هؤلاء التجار.
من جانب أخر، دعا والي باتنة محمد سلماني إلى استغلال أمثل وجيد للأسواق الجوارية الجديدة.
وأشار ماروك في رده على بعض التجار الذين استفادوا من محلات تجارية بالأسواق الجديدة واشتكوا من استمرار بعض التجار في ممارسة التجارة الفوضوية خاصة بحيي الزمالة وبارك أفوراج بأنه سيتم تطهيرهما قبل شهر رمضان موازاة مع فتح الأسواق الجديدة .
إلى جانب ذلك منح مير باتنة 40 محلا تجاريا كانوا ينشطون بسوق حملة 01 لاستغلالها في رمضان متعهدا بأن مصالحه ستشرع في اتخاذ قرارات سحب الاستفادة وحتى المتابعات القضائية ضد التجار المستفيدين والذين يرفضون الالتحاق بها.
اللحوم الحمراء و البيضاء تصنع الاستثناء
وبخصوص أسعار بعض المواد الاستهلاكية، قادتنا جولة استطلاعية لبعض الأسواق للوقوف على أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، فوجدناها لم تعرف ارتفاعا كبيرا مقارنة بالخضر والفواكه، حيث وصل سعر لحم الخروف إلى 1100 دينار للكيلوغرام الواحد وسعر لحم البقر فيتراوح ما بين 850 الى100 دينار للكيلو غرام الواحد في حين يتراوح سعر كيلو من لحم الديك الرومي 370 دينار للكيلو في اغلب أسواق الولاية، وهي أسعار معقولة نوعا ما، أما الأسماك وخاصة السردين، فلا يزال الغائب الأكبر عن مائدة المواطن المتواضع، سواء قبل الشهر أو حتى ـ حسب بعض المعتمدين بأسواق الأسماك ـ الذين أكدوا لنا بقاء أسعارها في هذا المستوى القياسي حتى بعد دخول الشهر الفضيل، ولا تزال أسعاره تفوق 600 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد ففي ظلّ هذا الارتفاع الجنوني للحوم الطازجة بدأت اللحوم الحمراء المجمدة تشهد إقبالاً كبيرا من طرف محدودي الدخل وتأخذ مكانها إلى جانب اللحوم الطازجة وينتظر المواطن بباتنة تدخلا عاجلا للمسؤلين المعنيين بمراقبة الأسعار.——