أكثر من 5 آلاف حرفي بتيبازة

التكوين، المرافقة والدعم... عوامل أساسية في ترقية الصناعات التقليدية

تيبازة: علاء . م

مركز دمغ الزرابي بشرشال ينتظر عناية أكبر

 المراتب المشرفة التي حصدها حرفيو تيبازة طيلة السنوات الفارطة تعتبر نتيجة حتمية للجهود التي لا تزال تبذلها غرفة الحرف والصناعات التقليدية من خلال اعتماد برامج ميدانية مهمة في مجالات التكوين والمرافقة والدعم الأمر الذي مكّن دعم التنافسية القوية بين الحرفيين من جهة وتحول عدّة مؤسسات مختصة من النمط العائلي إلى النمط الاحترافي من جهة أخرى. هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان.
 في مجال التكوين، حظي حرفيو تيبازة خلال العام المنصرم بـ4 دورات متخصصة شملت مجالات الفخار التقليدي بداية شهر ماي استفاد منها 20 حرفيا في كيفيات استخدام الآلات الخاصة بصناعة المنتجات الفخارية.
وهناك دورة أخرى نظمت في الطرز التقليدي استفادت منها 30 حرفية في تقنيات الطرز بالإبرة الصينية، كما احتضن مقر المؤسسة الوطنية للزرابي التقليدية لشرشال دورة حول التقنيات المتبعة لعملية دمغ الزربية لفائدة 23 حرفية جئن من مختلف ولايات الوطن.
 وشهد مركز التكوين المهني لبوركيكة نهاية أفريل دورة في الحدادة الفنية استفاد منها 25 حرفيا حول مناهج استخدام الآلة متعددة الخدمات، ناهيك عن عدّة أيام دراسية ودورات ميدانية متخصصة.
 من المرتقب أن تشرع إطارات غرف الحرف والصناعات التقليدية بداية الأسبوع القادم في عملية تكوين نزلاء المؤسسة العقابية بالقليعة في تخصصات الفخار، الطرز التقليدي وصناعة النحاس وفقا لما تنص عليه الاتفاقية المبرمة ما بين المديرية العامة للصناعات التقليدية بالوزارة الوصية والمديرية العامة لادارة السجون بحيث تهدف هذه الخطوة إلى تمكين النزلاء من الاندماج في المجتمع عقب استنفاذ عقوباتهم.
 وفي مجال المرافقة حظي حرفيو الصناعات التقليدية من عدّة ملتقيات وفضاءات للتسويق والترويج لمنتجاتهم، لاسيما خلال موسم الاصطياف، وعلى هامش التظاهرات المناسباتية المختلفة ما مكّن العديد من الحرفيين من تجاوز عقبة التسويق.
كما حظي العديد من الحرفيين في سياق ذي صلة بالاستفادة من محلات مهنية مكنتهم من تجاوز عقبة موضع ممارسة النشاط بحيث أحصت الجهات المعنية استفادة 105 حرفي من 139 محل خلال سنة 2014 و27 حرفيا من 36 محلا خلال السنة المنصرمة فيما يبقى 16 طلبا للاستفادة تمّ احصاؤها بمختلف دوائر الولاية خلال الفترة الفاصلة بين أواخر 2014 ونهاية العام المنصرم تراوح مكانها إلى إشعار آخر.
فيما يتعلّق بدعم الحرفيين، أحصت الجهات المعنية دراسة 42 ملفا على مستوى اللجنة الولائية للصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعات التقليدية خلال سنة 2014، بحيث تمّ رفعها للجنة الوزارية المختصة والتي وافقت على اعتماد 17 ملفا وفقا لمعايير مضبوطة ما مكّن 15 حرفيا من الحصول على عتاد الدعم فيما تعذّر على اثنين آخرين ذلك بفعل إقدامهم للتخلي عن نشاطهم لأسباب قاهرة.
 كما استفاد 8 حرفيين من دعم جهاز القرض المصغر وحرفي آخر من جهاز دعم البطالة خلال العام المنصرم الأمر الذي يعتبر دفعا قويا لقطاع الصناعات التقليدية أحد الروافد المهمة للنشاط بالولاية بمعية الفلاحة والصيد البحري.
تجدر الإشارة إلى أنّ قطاع الصناعات التقليدية بتيبازة شهد خلال العام المنصرم إحصاء 5732 حرفي نشطا من بينهم 3592 في مجال الخدمات و1176 حرفي في الصناعات التقليدية الفنية و964 حرفي في مجال انتاج المواد وأحصت غرفة الحرف والصناعات التقليدية 802 حرفي جديد وشطب أسماء 303 حرفي لأسباب مختلفة خلال العام المنصرم.
هياكل الدعم: مشاريع امتياز تصطدم بعائق ترشيد النفقات
 تترقب الفعاليات المهتمة بقطاع الصناعات التقليدية بتيبازة انطلاق أشغال الانجاز لعدّة مشاريع استراتيجية بوسعها تقديم الإضافة اللازمة للحرفيين سواء تعلّق الأمر بتمكينهم من التسويق المريح لمنتجاتهم أو بتوفير فضاءات ملائمة لانتاج السلع والخدمات.   تمّ تسجيل 3 مشاريع مهمة خلال سنة 2011، بكل من شرشال وتيبازة وانتهت الدراسات المتعلقة بها كلية خلال العام المنصرم إلا أنّ أشغال الانجاز لم تنطلق بها بعد، ويتعلق الأمر بكل من دار الصناعات التقليدية لعاصمة الولاية التي تهدف الى تمكين الحرفيين من تسويق منتجاتهم وزوار الولاية من جلب منتجات تذكارية ومركز الصناعات التقليدية بشرشال الذي يرتقب بأن يوفر فضاءات للحرفيين لممارسة نشاطاتهم وعرض منتجاتهم بصفة دائمة وكذا مركز الامتياز للخزف الفني بعاصمة الولاية والذي يهدف إلى تحسين مستوى الحرفيين وتجديد معارفهم التقنية في مجال الفخار.
مع العلم تحوز عاصمة الولاية منذ سنة 2003، على دار للصناعات التقليدية إلا أنّ نمط تسييرها من البلدية بعيدا عن عالم الاحتراف والمعرفة بتقنيات ترقية الصناعات التقليدية حال دون تمكينها من استيعاب مجمل الحرفيين في مختلف التخصصات.
 ومن ثمّ شهدت الدار على مدار السنوات المنصرمة حالة جدّ متقدمة من الاهتراء التي تستلزم أشغال ترميم وتهيئة، والأمر نفسه بالنسبة لمركز دمغ الزرابي لشرشال الذي انشئ سنة 1998 ويعرف حالة متقدمة من الاهترائية حاليا بالرغم من كونه يعتبر واحدا من بين 4 مراكز جهوية عبر الوطن.
 وتمّ على مستواه دمغ 169 زربية خلال سنة 2014 و105 زربية خلال العام الماضي ولا تزال العملية متواصلة بحيث مرّت من هنا زرابي عمور بالأغواط وبابار بخنشلة والنمامشة بتبسة والحراكتة بأم البواقي وآيت هشام بتيزي وزواضافة الى زربية شرشال التقليدية.
أكّد مدير غرفة الحرف والصناعات التقليدية محمد لخضاري لـ»الشعب» بشأن زربية شرشال أنّ الوصاية رافقت المؤسسة المنتجة لذات الزربية مؤخرا لغرض الحصول على مواصفة «إيزو9000» المتعلقة بالجودة ضمن 5 مجموعة من 5 مؤسسات متخصصة في الصناعات التقليدية وبلغت العملية درجة جدّ متقدمة ومن المرتقب بأن تحصل المؤسسة قريبا على شهادة المطابقة  المتعلقة بالنوعية والجودة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024