سحب كامل لأجهزة التدفئة المغشوشة والمقلدة من المحلات النظامية
أوضحت عبد الوهاب لطيفة، مسؤولة الإعلام والاتصال لدى مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بولاية معسكر، أن مصالحها سجلت 28 حالة اختناق داخل حمام جماعي في بلدية عين فارس خلال السنة الماضية، نتيجة انعدام التهوية إضافة إلى إصابتين بحروق في حادث انفجار لقارورة غاز بوتان في نفس السنة.
وقالت لطيفة، إن الحملات الإعلامية والتحسيسية حول مخاطر استعمال الغاز الطبيعي ومنابع الطاقة التقليدية، بطرق غير سليمة نجحت في الحد من عدد حوادث الاختناق بالغاز بالولاية، حيث لم تسجل بعد الحادثين أي حالات للاختناق بالغاز الطبيعي.
واستهدفت هذه الحملات المنظمة من طرف مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز الجمهور العريض عبر قنوات الإعلام، كما توسّعت إلى دروس مكثفة لقنت لأكثر من 11 ألف تلميذ عبر 27 مؤسسة تربوية، تمّ خلالها التركيز على هذه الشريحة لإنجاح المساعي والأهداف التي تصبو نحو تعميم فائدة الطاقة الحيوية للغاز الطبيعي دون حوادث أو مخاطر .
وركزت المؤسسة في حملاتها التحسيسية المتواصلة، المناطق المربوطة حديثا بالغاز الطبيعي حول الطرق الآمنة لاستعماله، سيما توفير التهوية واقتناء الأجهزة الآمنة وغير المقلدة، التي قلّ استعمالها بفعل التأثير الإيجابي، إلى درجة امتناع أصحاب محلات الأجهزة الكهرومنزلية بالأسواق النظامية عن ترويج أجهزة التدفئة ذات الشكل الجذاب والسعر المتدني، بسبب عزوف المستهلك عن اقتنائها ولتخوف هؤلاء التجار من حملات المراقبة التي تشنتها مصالح مراقبة الجودة وقمع الغش لمديرية التجارة.
وفي هذا الشأن، قال أحد باعة الأجهزة الكهرومنزلية بالسوق المغطاة بوقسري الطاهر بمعسكر لـ»الشعب»، أن البحث عن جهاز تدفئة بشكل ظريف ويعلق على الحائط، أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قشّ، لأن الزبون أصبح يعي خطورة هذه الأجهزة التي لا تتوفّر على وسيلة للتصفية أوالترشيح، مما يتسبب في انبعاث الغازات السامة خاصة في غياب التهوية داخل البيوت.
وأوضح محمد صاحب المحل معتمدا على خبرته اليومية في تجارة هذه الأجهزة، أن المواطن وحسب قدرته الشرائية قد يعمد إلى شراء جهاز تدفئة مقلد بثمن متدني أو يتوجه إلى محلات بيع الأجهزة المستعملة ليقتني جهازا بثمن يلائم قدرته الشرائية، وقد يوفق في بعض الحالات بحسن الحظ في اقتناء جهاز مستعمل بجودة وسعر ملائم، أو يقتني جهاز تدفئة من صنع محلي، لكنه لن يبحث عن جهاز تدفئة حائطي، للسمعة السيئة لهذه المنتجات المستوردة غالبا من الصين. وأيد رأي محمد جميع باعة السوق المغطاة بوقسري الطاهر وسط مدينة معسكر، موضحين أنه خلال فترة العامين السابقين، صار حضور أجهزة التدفئة الحائطية قليلا بل يكاد ينعدم.
إهمال عنصر الأمن والسلامة السبب الرئيسي في الحوادث
أرجعت مسؤولة الاتصال والإعلام بمؤسسة الكهرباء والغاز، أهم الأسباب المؤدية إلى حوادث الغاز والاختناقات إلى غياب عنصر الأمن والوقاية لدى الزبائن في حال اقتنائهم لأجهزة التدفئة والتسخين الرديئة التي شاع استعمالها في فترة ماضية بسبب السعر المنخفض وجاذبية الشكل.
أوضحت لطيفة عبد الوهاب، أن أغلب الأجهزة غير آمنة ومقلّدة لا تتوفر على منافذ التهوية كما لا تتعدى صلاحية استعمالها مدة السنة الواحدة، في حين تعتبر هذه الأجهزة غير الآمنة أوالمقلدة غير قابلة للصيانة بعد مضي فترة الصلاحية.
وأوضحت ذات المسؤولة، أنه بالرغم من الأثر الايجابي للحملات التحسيسية، لا تزال عينة من الزبائن تعمد إلى إحداث تغييرات في الشبكة الداخلية للغاز الطبيعي بتدخل من حرفيين غير متخصصين، دون إخطار مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، مما يشكّل خطورة على شاغلي المسكن في حال لم يستند تركيب الشبكة إلى معايير المطابقة والأمان، التي تعتبر بدورها أول الأسباب المفضية لحوادث الاختناقات بالغاز الطبيعي، عدا ذلك، يسجل في شقّ آخر من موضوع الاختناقات بالغازات السامة المنبعثة عن مصادر الطاقة، حالات إصابات متكررة في أوساط المواطنين، من غير زبائن مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، وهي جلها مخاطر تترصد بعينة من المواطنين الذين يستعملون وسائل التدفئة التقليدية على غرار التدفئة بالحطب، أوبالأجهزة الكهربائية التي غالبا ما تتسبّب في حرائق البيوت.
ما زالت مصالح الحماية المدنية بمعسكر، تسجّل تدخلات ميدانية مكثفة للتحسيس بخطورة الوضع، وعليه تتواصل، العملية للوقاية من مخاطر سوء استخدام الغاز الطبيعي، في برنامج وقائي يرتكز على توعية المواطنين وتبيان القواعد والمقاييس الأمنية الواجب اتباعها، لحصر حوادث الاختناق بالغازات السامة المنبعثة من وسائل التدفئة التي تعرف ارتفاعا محسوسا خلال كل موسم شتاء.