لجنة المدينة كانت تجربة رائدة
تعتبر بلدية الجزائر الوسطى نموذجا فيما يعرف بصيغة الدّيمقراطية التّساهمية أو التّشاركية، وهذا من خلال فتحها لفضاء “كوفيل” خلال السّنوات الفائتة، يحضره المسؤول الأول عن المجلس المنتخب ونوّابه ولجان الأحياء، بالإضافة إلى أعضاء من الجمعيات المعتمدة.
وكانت لجنة المدينة عبارة عن مساحة متاحة للكلمة الهادفة والآراء المثمرة، الاقتراحات البنّاءة التي تضيف لبنة من لبنات خدمة الصّالح العام، ففي كل مرة يكون المنتخب والمواطن المنضوي في إطار العمل الجمعوي، وجها لوجه لتناول القضايا ذات الإهتمام المشترك.
ويعمل نشاط لجان الأحياء على مساءلة المنتخبين المحليّين عن المسائل اليومية التي تحتاج التكفل بها، لكن الواقع يثبت عكس ذلك.
وهنا نلمس ذلك الحوار المسؤول بين الطّرفين من أجل المنفعة العامة، منها الإنارة العمومية، صيانة البنايات وترميمها، النّظافة، حماية البيئة، مواقف السيارات العشوائية، سقوط الشّرفات على المارة، وغيرها من الشّكاوي التي لا تنتهي، وما تزال حتى الآن بدون حلّ للأسف نظرا لغياب التّواصل بين المعنيّين.
إلاّ أنّ طرح المشاكل في الحين وفورا في الـ “كوفيل” (لجنة المدينة)، جعل تسويتها تكون مباشرة دون أي تماطل أو لامبالاة أو عن طريق ما يعمل به من طلبات قد تبقى في الأدراج لمدة طويلة دون إجابة أو تسجيلها في مصلحة إيداع الشّكاوي ليلفّها غبار النّسيان بتجاهل أصحابها، هذا للأسف ما هو موجود اليوم.
كل هذه الإنشغالات نقلناها إلى السيد شيخي حسين، رئيس مكتب الجمعيات واستقبال وتوجيه المواطنين ببلدية الجزائر الوسطى، الذي أفادنا بأنّ “بوادر الدّيمقراطية التّساهمية هي تقليد لا تخلو منه بلديتنا”، وهذا منذ أن شرع في العمل بالـ “كوفيل”، لوحظ ذلك التّوافد الكبير للحضور كتعبير عن تعلّق المجتمع المدني بمرافقة حركية الوسط المعيشي بكل تفاصيله، بالإضافة إلى ذلك فإنّ مداولات المجلس الشّعبي المنتخب مفتوحة لكل المواطنين بإمكانهم الحضور كأشخاص أو في صفة لجان الأحياء أو جمعيات وحتى الأعيان.
وأشار السيد شيخي إلى ملاحظة أساسية، مفادها أنّ رئيس البلدية هو الجهة الوحيدة المخوّلة لها أن تبدي موافقتها على مثل هذا الحضور، وبصفة ملاحظ فقط، لا يحق لأي مدعو أن يتدخّل خلال النّقاش، وإن أراد ذلك فما عليه إلا أن يدوّن ذلك كتابيا لرئيس البلدية، الذي من حقه الرد على إرسالية كل واحد من هؤلاء الذين سجّلوا ملاحظات معيّنة.
وكشف رئيس مكتب الجمعيات واستقبال وتوجيه المواطن، أنّ البلدية تضم ٢٩ جمعية ذات طابع متنوّع، ٢٧ منها رياضية، واحدة جمعية “إحسان” الخيرية وأخرى ثقافية باسم “نجوم الشباب”، وفوجان كشفيان “الإجتهاد” و«الفلاح”، لها أهمية قصوى في تنشيط المواعيد الوطنية. وهناك تواصل بين مسؤولي البلدية وهذه الجمعيات، وأي طلب مالي أو مساعدة تمرّ عبر قنوات قانونية صارمة، وهذا عن طريق مداولة، بعد أن تصدر أو تقرّها مصالح الولاية.
أمّا بالنسبة للجان الأحياء، فإنّ عددها ٢٥ لجنة حي معتمدة، تعمل بالتّنسيق مع البلدية في شتى القطاعات، وبالأخص المشاكل ذات الصلة بالحياة اليومية، وهذه اللّجان هي همزة وصل بين البلدية والسّاكنة، في التكفّل بانشغالات الناس وكم هي كثيرة.
وضروري أن تساهم هذه اللّجان في خدمة الدّيمقراطية التّساهمية، وهذا بإبراز المزيد من الإرادة من أجل أن يكون حضورها قويا وفاعلا.