مصالح الفلاحة والمياه تبدّد المخـاوف بمعسكر

ميــــاه السّــدود ستنقذ الموسم

معسكر: أم الخير ــ س

يتداول الحديث عن الجفاف بين الفلاحين  والمواطنين بمعسكر نظرا لشح تساقط الأمطار  وجفاف منابع المياه بالمناطق الريفية ومجاري الأودية، خاصة التي تعتبر المصدر التقليدي لسقي المنتوجات الفلاحية ورعي رؤوس المواشي  والأغنام.  وقد أبدى مدير المصالح الفلاحية لولاية معسكر السيد لعرابي خالد بنفسه مخاوفه من امتداد هذه الفترة التي طبعتها التقلبات الجوية بين درجات الحرارة المرتفعة والصقيع الذي أتى على اخضرار الطبيعة والحقول الفلاحية، فغيّر من لونها نحو الاصفرار.
ومن أجل تسليط الضوء على واقع الفلاحة بمعسكر في ظل الجفاف الذي يضرب المنطقة بتأكيد من فلاحيها، كان لـ “الشعب” حديث مع مصالح مديرية الموارد المائية عن امكانيات الولاية لمواجهة أي امتداد مرتقب لشبح الجفاف و قلة التساقط، حيث أكدت رئيسة مصلحة الري الفلاحي السيدة بن يرو عوالي، أن ولاية معسكر خارج دائرة الخطر، وأن مصالح الموارد المائية تتحكم في الوضع من خلال عقلنة وترشيد استغلال الموارد المائية المتوفرة على مستوى 4 سدود بالولاية أحدها وخارج الخدمة بسبب وصوله لدرجات متقدمة من التوحل، ويتعلق الأمر بسد فرقوق في المحمدية.
 لكن الوضع العام للقطاع الفلاحي بمعسكر يسير بخطى ثابتة، ويدعو للأمل والاطمئنان، بالنظر إلى ما يجرى به العمل على قدم  ساق في مشروع تموين ولاية معسكر بمياه الشرب من مشروع تحلية مياه البحر “الماو”، أحد مشاريع التحويلات الكبرى للمياه التي استفادت منها الولاية في المخطط الخماسي، الذي سيسمح في إطار استراتيجية الدولة لتوسيع نطاق الأراضي الفلاحية المسقية من توجيه لمياه السدود، كما هو المشروع ذاته الذي تعلق عليه السلطات الولائية بمعسكر آمال الفلاحين والولاية لإنعاش القطاع الفلاحي وضمان الاكتفاء الغذائي برفع المنتوج، وتوسيع مساحة الأراضي الفلاحية المسقية. ولأنّ ولاية معسكر يعوّل عليها مستقبلا لإحداث نهضة فلاحية غير مسبوقة لتمتعها بمؤهلات مميزة في القطاع، اهتمت الدولة بتدعيم ولاية معسكر بمشاريع هامة، منها ما سيخلص الفلاحين من ترقب انتظار تساقط الأمطار  والجفاف الذي ضرب المنطقة في غير مناسبة
وفي مواسم فلاحية مختلفة، لتأتي اربع عمليات تنموية كبيرة لانقاذ الوضع على غرار مشروع اعادة الاعتبار لسهل غريس، الذي عانى من ويلات الجفاف لسنوات طويلة، أضف إليه انخفاض منسوب مياه الطبقة الجوفية جراء الحفر العشوائي للآبار ومشاكل أخر
وبحسب معطيات مديرية الموارد المائية، فإن مشروع تأهيل سهل غريس المتضمن تحويل المياه من سد ويزغت إلى غاية محيط غريس، سيستلم الشطر الأول منه غضون شهر مارس المقبل، فيما ستشمل اهداف المشروع ألف هكتار من الأراضي الفلاحية ببلديتي غريس وفروحة كمرحلة أولى، كما يأتي مشروع رد الاعتبار لمحيط هبرة في المحمدية من بين أهم المشاريع التي كانت من المطالب الأولية لفلاحي المنطقة المشهورة بزراعة الحمضيات، وهي تستفيد باستمرار حسب رئيسة مصلحة الري الفلاحي من حصص السقي، وحتى رخص حفر الأبار التي رفع الحظر عن تسليمها للفلاحين بعد أن استعادت الطبقة الجوفية عافيتها وقرب وصول مشروع الماو، فضلا عن إعادة الاعتبار لمحيط سيق المسقي واستحداث محيط كشوط بأقصى شرق إقليم الولاية موازاة مع مشروع انجاز سد وادي التحت، الذي بلغ نسبا متقدمة من الانجاز وتقرر توجيه موارده المائية للسقي الفلاحي بعد استكمال المشروع.
منسوب السّدود يتراجع بـ 116 مليون هم3
أوضحت السيدة ولد يرو عوالي رئيس مصلحة الري الفلاحي بمديرية الموارد المائية بمعسكر، أن منسوب مياه السدود مرتبط منطقيا بكمية التساقط، وأن الحجم الإجمالي لسدود الولاية الأربعة بلغ 116 مليون هم3، مقارنة بمنسوب مياه السدود بمعسكر في السنة المطرية الماضية أين قدر بـ أكثر من 143 مليون هم3، و يظهر الانخفاض المقدر بــ 28 مليون هم3، في تذبذب التساقط الذي بلغ بدوره كمية 115 ملم في الموسم الحالي بداية من سبتمبر الماضي، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية حيث قدرت كمية التساقط بـ 294 ملم، ولأنّ المسؤولة بمديرية الموارد المالية استبعدت حسب توقعات مصالحها وقوع ولاية معسكر في دائرة خطر الجفاف المحدق، أشارت أيضا أنه بالإمكانيات المتوفرة يمكن جدا التحكم في الوضع القائم، وتقليص أي ضرر متوقع على القطاع الفلاحي بتأثير عامل الجفاف، قائلة أن ولاية معسكر خاضت تجارب متكررة لمواسم جفاف طويلة، لذلك ستتمكّن من الخروج من الوضع بأضرار أقل بالنظر لما هو متوفر من مشاريع هي عماد الفلاحة، وما هو متوفر أيضا من موارد مائية تضمنها سدود الولاية، وما تتم معالجته سنويا من مياه مسترجعة تعالج وتستغل في السقي الفلاحي والمقدر بدوره بـ 21 مليون م3، ومياه الحواجز المائية ذات سعة ٦ ، ٣ مليون م3، والتي تستعمل غالبا لتموين الفلاحين بالمناطق الجبلية والنائية في الرعي  والسقي الفلاحي.
الفلاّحون يطالبون باستغلال المياه الضّائعة من سد الشّرفة
طالب منتجو الزيتون في منطقة سيق بالترخيص لهم لاستغلال المياه التي تضخ في مجرى وادي سيق، وتتوجه نحو البحر دون إمكانية استغلالها، حيث يعتبر التسرب الموجود على مستوى سد الشرفة مصدر هذه المياه التي تذهب إلى البحر سدى، على حد تعبير الفلاحين بسيق دون استغلالها خاصة في الفترة الحالية التي تحتاج فيها أشجار الزيتون إلى كميات مضاعفة من مياه السقي في الفترة التي تسمى بينهم بـ “الليالي”. وفي الموضوع أوضحت السيدة عوالي ولد يرو رئيسة مصلحة الري الفلاحي بمديرية الموارد المائية، أن هذه الاخيرة تدخلت لمعالجة التسرب من خلال مكتب دراسات أجنبي متخصص لردع الصدع وتقليص حجم المياه المتسربة والمقدرة بـ 51 لتر / الثانية. وأضافت أن مصالح الموارد المائية مكّنت منتجي الزيتون مؤخرا في فترة ما يطلق عليه تسمية “الليالي” في إطار حملة سقي الزيتون من حصة مياه مقدرة بـ 4 ملايين هم3.
وهي حصة ثانية بعد حصة كبيرة مول بها منتجو الزيتون بسيق قدرت بـ 25 مليون هم3 في السنة الماضية، في حين أوضحت المسؤولة من جهة أخرى أن سد الشرفة بلغ منسوب مياهه 45 مليون هم3، ويتمثل دوره الأساسي في تخزين المياه وتحويل كمية منها لسد بوحنيفية لدعم التموين بمياه الشرب على رواق القيطنة ــ حسين، مدينة معسكر ومدينة بوحنيفية ورواق سيق ـ المحمدية، كما يموّن سد الشرفة محيط الهبرة لسد حاجيات السقي الفلاحي بكميات تناهز حدود 44 مليون هم 3.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024