باعتبار فعاليات المجتمع المدني من تنظيمات وطنية وجمعيات محلية جزء لا يتجزّء من الرّابط الذي يصل المواطن بإدارته وممثليه، فإنّ التّنمية المحلية الفعلية لن تكون إلا بالاشراك الفعلي للمواطن من خلال ممثليه في المجالس المنتخبة أو على مستوى فعاليات المجتمع المدني، تجسيدا لاستراتيجية الحكامة وخطط التسيير التشاركي.
وبين كل ذلك هناك خلل لا بد من الإشارة إليه، ومن جملة العقبات التي تقع في طريق تحقيق التنمية المحلية تتموقع تحديدا بين مستوى التمثيل الحقيقي الذي يتطلع إليه المواطن من خلال دور الجمعيات المحلية وبين هذه الأخيرة، وما تلقاه من مشاكل لقاء تمثيل المجتمع المدني أحسن تمثيل.
«الشعب” ومن خلال مرافقتها لـ 14 لقاءً تنفيذيا موسعا في دوائر معسكر مع فعاليات المجتمع المدني،تحت إشراف والي الولاية السيد العفاني صالح استطلعت واقع التسيير التشاركي بمعسكر، حيث غابت إلى حد بعيد الجمعيات المحلية والتنظيمات المدنية التي يقصد بها “بالفعاليات”، وكان المواطن خلال هذه اللقاءات التي يعول عليها لرفع انشغالات السكان، هو السبيل الوحيد لطرحها، غير أن أغلب ما يطرح من انشغالات خلال الاحتكاك المباشر للوالي مع المواطنين هي انشغالات شخصية ومنفردة تتعلق بالشغل و السكن وغيرهما، ولو ما جاءت هذه الانشغالات على لسان مواطن لا يملك صفة التمثيل الجمعوي، واجتمعت في تقرير واحد لجمعية محلية لكانت انشغالات اجتماعية وجب النظر فيها.
كما كانت اللقاءات المباشرة للوالي بالمواطنين خير دليل للكشف عن معوقات التنمية، في موقف يجد فيه رؤساء المجالس البلدية والمنتخبين أنفسهم عاجزين عن التملص منه، كما يضطر هؤلاء حسب ما استقيناه من معطيات أدلى بها بعض المواطنين ورؤساء لجان الأحياء، إلى تعمد إقصائهم من الحضور للقاءات بالمسؤولين التنفيذين، فكثيرا ما يتعمد رؤساء البلديات والدوائر تدبير هذه اللقاءات وتعيين ممثل عن المواطنين، يلقّن كيفية طرح الانشغالات التي غالبا ما تكون مسجلة في مدونة المشاريع، أو مستهدفة في برنامج السلطات المحلية.
الإدارة والجمعيات
وشاركنا السيد عكاشة بوجلال رئيس جمعية الأمل لحي الزرادلة في بلدية البرج، وهي جمعية تمثل أكبر أحياء بلدية البرج من حيث الكثافة السكانية، و ذات طابع اجتماعي تأسست في سنة 2013، إذ تحدث مسؤول الجمعية عن مبادراتها لخلق الحركية التنموية من خلال عدة نشاطات بتوقيع المواطنين، فكثيرا ما يسعى المنخرطين في الجمعية إلى تنظيم حملات لتنظيف الأحياء والمقابر وحملات أخرى لجمع الدم
ونشاطات تستهدف إحياء الأعياد الوطنية و التاريخية، وإن كان يمنع تمويل جمعيات الأحياء بإعانات مالية، فإن منتسبي الجمعية الاجتماعية يساهمون بأموالهم لقاء تنظيم مثل هذه النشاطات، ولا مشكل يلاقي الجمعية في حركيتها غير ما أسماه السيد عكاشة بوجلال بعدم جدية السلطات المحلية في التعامل مع الجمعية. وكان وصف رئيس جمعية الأمل لحي الزرادلة قريبا إلى القول أنّ اللقاءات الشكلية التي تنظمها مصالح دائرة البرج بإشراك ممثلي المجتمع المدني، لا ترقى إلى تطلعات المواطنين، موضحا أن كل الانشغالات التي ترفع لمصالح الدائرة لا تؤخذ بعين الاعتبار ولا تتم معالجتها، مما يجعل أعضاء الجمعية يسقطون الواحد تلو الآخر في فخ الفشل فينسحبون من أداء دورهم التمثيلي، حين يقدمون انشغالات لا تقابلها التسوية والتحقيق الملموس.
من جهته، أشار عكاشة بوجلال أنّ بعض الجمعيات تريد أن تنشط بفعالية ومستعدة للعمل التشاركي مع الإدارة بدون مقابل، كما هناك على حد قوله صنف من الجمعيات لا يمثل إلا المصالح الشخصية لأعضائه، حيث ينحرف ممثلو هذه الجمعيات عن الدور المنوط بهم.