لا تزال تسربات الغاز تحصد العديد من الأرواح سنويا بولاية تيزي وزو نتيجة غياب الوعي من جهة ، وعدم اتخاذ كامل الاحتياطات من جهة أخرى أثناء تشغيل الأجهزة الخاصة بالتدفئة، التي يتسرب منها غاز ثاني اكسيد الكربون مسببة بذلك اختناق عائلات بأكملها ، وان كانت بعض العائلات التي استفادت من غاز المدينة لا تراقب الأجهزة المستعملة التي تتسرب منها الغازات ، فان عائلات أخرى لا تزال تعتمد على المازوت و الفحم أثناء البرد الشديد وكذا قارورات غاز البوتان، وحتى وان اختلفت الوسيلة المستعملة في التدفئة إلا أن التهاون في التهوية يعد السبب الأساسي في اختناق العديد من المواطنين.
ولاية تيزي وزو تعد من بين الولايات التي تحوي على عدد كبير من القرى الواقعة بالمناطق الجبلية التي تسجل انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة ، ونتيجة عدم استفادة هذه المناطق من خدمات غاز المدينة، فانها لا تزال تعيش بطرق بدائية و تعتمد على الفحم للتدفئة ، وان كان هذا تقليديا جدا واعتادت عليه بعض العائلات التي تعتمد على التحطيب في فصل الشتاء ، إلا أن الفحم الذي يصدر منه غاز ثاني اكسيد الكربون يعد من بين الأسباب الأولى بالولاية في تسجيل وفيات اختناقا، على غرار ما وقع السنة المنصرمة ببلدية تادميت اين تدخلت مصالح الحماية المدنية لانتشال جثث عائلة متكونة من ستة أفراد اعتمدوا على الفحم ، فغلق العائلة نوافذ المنزل باحكام جعلهم يستنشقون كمية كبيرة من ثاني اكسيد الكربون الصادر عن الفحم و الذي تسبب في اختناقهم .وان كانت بعض القرى تعتمد على الفحم الذي يودي بحياة العديد من الأفراد، فان عائلات اخرى بالولاية تعتمد على قارورات غاز البوتان الذي هو الاخر لا يخلو من المخاطر نتيجة عدم تفحص العائلات للاجهزة المستعملة التي يتسرب منها غاز ثاني اكسيد الكربون، و لعل اكبر فاجعة سجلت بالولاية ما وقع بداية الشهر الجاري اين اعتمد رب اسرة رفقة ابنه استخدام قارورة غاز البوتان للتدفئة و ذلك ببلدية فريقات، حيث تم العثور في صبيحة اليوم الموالي ، على جثة رب الاسرة وابنه توفيا اختناقا بغاز ثاني أوكسيد الكربون داخل المنزل العائلي نتيجة عدم التهوية بغرفة المنزل .
هذه الوضعية اثارت قلق العديد من المسؤولين و الاطباء على حد سواء حيث اكد احد الاطباء في هذا الشان أنّ ظاهرة الاختناق بالغاز في تزايد مستمر الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر لان الحد منها لا يكمن في اخراج اجهزة التدفئة من المنازل وعدم استعمال قارورات غاز البوتان لان المواطنين في فصل الشتاء لا شيء يقيهم من البرد القارس سوى استعمال الفحم و الاجهزة الخاصة بالتدفئة سواءا التي تشتغل بقارورات غاز البوتان أو غاز المدينة، لكن لابد من الوعي و التحسيس بالمخاطر حتى يقوم المواطنون بمراقبة أجهزتهم وفتح منافذ التهوية لتجنب استنشاق غاز اكسيد الكربون القاتل وعن الإحصائيات أو الحصيلة يقول المتحدث انه يصعب على المستشفيات اعطاء أعداد حقيقية عن عدد ضحايا الغاز في الوقت الراهن.
من جهته المكلف بالإعلام و الاتصال لخلية الحماية المدنية السيد غزالي كشف ان مصالحه سجلت 5 وفيات اختناقا بالغاز على مستوى الولاية منذ بداية فصل الشتاء لتبقى القائمة مفتوحة لحد الساعة ، مشيرا إلى أن معظم الضحايا كانوا من العائلة نفسها ، كما اوضح ان الفترة التي تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة أي بين شهر جانفي وفيفري هي الفترة التي يسجل فيها عدد كبير من ضحايا اختناقات الغاز، وذلك بسبب الإكثار من استخدام السخانات وقارورات الغاز والمدفئات بكل أنواعها، كما قال المتحدث ان الغاز يتسبب في الاختناقات، بينما قلة الوعي في التعامل معه يؤدي في بعض الاحيان حتى الى الانفجارات سواء داخل المنازل او المحلات على سبيل المثال ما وقع بالمدينة الجديدة السنة المنصرمة بسبب تسربات في انبوب الغاز ، ونتيجة التهاون وقع ما لم يكن في الحسبان اين انفجرت شقة داخل العمارة مسببة بذلك العديد من الوفيات وسط السكان، داعيا المواطنين الى اخطار المصالح المسؤولة في حال ظهور تصدع في انابيب نقل الغاز.
ونتيجة لهذه المخاطر بادرت مصالح الحماية المدنية و مديرية سونلغاز الى نشر لائحات و توزيع ملصقات ورقية تدعو فيها كافة المواطنين الى توخي الحذر والتعامل مع الغاز بجدية تامة الى جانب الوعي التام بالمخاطر المترتبة عن هذا العامل الذي يحصد ارواح الالاف من الأشخاص خلال فصل الشتاء، فحوادث الاختناق خلفت خسائر بشرية معتبرة لأتفه الاسباب تمثلت في مجملها في قلة الوعي وضعف المسؤولية الى جانب غياب ثقافة التعامل مع تسربات الغاز الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى تضاعف نسبة الوفيات خاصة العائلية منها لذلك لابد من تضافر الجهود بين كل المصالح والقطاعات من بينها مصالح الحماية المدنية ومؤسسة سونلغاز وكذا وسائل الإعلام بكل أنواعها لنشر الوعي بين المواطنين لتوخي الحذر الشديد مع وجوب التهوية بالمنزل أثناء التدفئة لتجنب الاختناقات.