لا يمكننا الحديث عن هذا القطاع وإنجازاته دون تناول مشروع القرن، الذي يعدّ مفخرة لهذا البلد ألا وهو نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست على مسافة وعرة جيولوجيا تقدّر بحوالي ٧٠٠ كلم لتزويد السكان بـ ١٠٠ ألف متر مكعب يوميا.
هذا هو التحدي الذي رفعته الجزائر، وقرّرت أن تنشّط المناطق النّائية في هذه الولاية انطلاقا من أنّ الماء عنصر الحياة، بتحويل نقاط معيّنة إلى فضاءات للاستغلال التنموي وخاصة استقرار السكان.
ومنذ أن دخل هذا المشروع حيّز التّنفيذ في ٢٠١١، تخلصت الولاية من ندرة المياه الصالحة للشرب التي تزوّد بها يوميا، وقطعت شوطا معتبرا باتجاه التعود على حنفيات تسيل الماء صافيا، وهذا بفضل التّجهيزات الضّخمة، ٦ محطّات للضخ كل واحدة مجهّزة بـ ٣ مولّدات، واحدة احتياطية وخزّان بـ ٥٠ ألف متر مكعب و٢٤ منقبا.
هذا المشروع التّاريخي والمعلم الحضاري والرّمز التّكنولوجي يضاف حقا إلى سلسلة الإنجازات الكبيرة كالطريق السيّار شرق ـ غرب، الميترو، الترامواي، مطار الجزائر الدولي، الجامعات...عزّزت مسار التّنمية في الجزائر، وبلغت درجة متقدّمة جدّا في التحكم في تخصّصات دقيقة تتطلّب الكثير من الكفاءات، وهذا ما تحوز عليه الجزائر في الوقت الراهن عندما اقتحمت هذه القطاعات الإستراتيجية بكل ثقة وهدوء.
ويشهد هذا الإنجاز الفريد قدرة الجزائريين على اقتحام مجالات حيوية لم تعد حكرا على جهات معيّنة، وهذا بمرافقة الشّركاء في عملية الإنطلاقة الأولى إلى غاية استلام المشروع بصفة نهائية، لتلي مرحلة ما بعد الإنجاز. ونقصد هنا تسيير كل هذا التراث الضّخم، وهنا تبرز مهارات الجزائريين وتفوّقهم في إدارة مثل هذه المنشآت الحسّاسة، وجعلها دائما في مستوى السّير على المعايير المعمول بها دوليا، وهذا ما يحدث عندنا بالفعل.
نقل المياه من عين صالح إلى تمنراست
مشروع حضاري لجزائر الغد
جمال أوكيلي
شوهد:870 مرة