❊ التكنولوجيــــــا ومراعـــــاة خصوصيــــة كـــــل منطقــــة مفاتيـــح نجــــــاح
أكد الباحث البيئي رضوان بن طاهر، أهمية إعادة إحياء السد الأخضر بالنظر لتنامي آثار التغيرات المناخية سيما بالجزائر وما يترتب عنها من تعقيدات على البيئة سيما التنوّع البيئي والبيولوجي، مشيرا إلى أن الجزائر أمام فرصة ثمينة لابد من استغلالها، لما للعملية من فائدة على محيط والانسان والحيوان ليكون مكسبا حقيقيا للجزائر ويجسّد الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المرجوة منه.
أوضح بن طاهر في تصريح لـ “الشعب”، أن السد الأخضر يعد أحد الحلول لمواجهة التحدّيات البيئية سيما تلك المتعلقة بمكافحة التصحر وتدهور الأراضي سواء نتيجة الرعي العشوائي أو الجائر، أو نتيجة للعوامل الطبيعية من انجراف للتربة وتصحرها، حيث سيلعب غرس الأشجار لإعادة تأهيل النظم البيئية المتضررة بما فيها تلك التي مسّتها الحرائق في السنوات الأخيرة.
وشدّد الباحث البيئي على ضرورة وضع خطط محلية لمواجهة التغيرات المناخية، بداية بالحفاظ على الغطاء النباتي بمختلف المناطق التي يمر بها الحزام الأخضر، حيث يتعين دراسة خصوصية كل منطقة لاختيار ما يلائمها من أشجار ونباتات من أجل ضمان استدامتها وبقائها على الحياة والأهم من كل ذلك أن تكون متكيفة مع آثار التغيرات المناخية وقادرة على تحملها بما في ذلك الجفاف والحرائق.
واعتبر المتحدّث أن الجزائر اليوم تملك مفاتيح نجاح هذا المشروع الاستراتيجي بكل أبعاده ومن ذلك التكنولوجيا، واعتماد الطرق الحديثة في الإنجاز ومتابعة نمو الشتلات، مؤكدا ضرورة الاستفادة من تطور العلم والقيام بالدراسات المناسبة التي من شأنها أن تضمن نجاح السد الأخضر ويلغي هامش الفشل، ناهيك عن الاستفادة من التحوّل الاستوائي الذي يعني تساقطات مطرية كثيرة ما سيخدم توجه الجزائر في هذا الخصوص، ما يعني أنها أمام فرصة ذهبية لابد من استغلالها وعدم إضاعتها، ولما لا الذهاب نحو تلقيح السحب بعقلانية سيما في الجنوب.
في المقابل، شدّد بن طاهر على ضرورة محاربة بعض السلوكيات والضرب بقوّة القانون لكل مخالف وتطبيق عقوبات رادعة، داعيا إلى تشديد العقوبات في هذا الإطار، خاصّة الرعي الجائر الذي كان له آثار كارثية ووخيمة بعدة ولايات رغم الدعم المقدم لمربي المواشي، على غرار ولاية البيض مثلا، مؤكدا أهمية التوعية والتحسيس بأضرار ذلك وخلق ثقافة بيئية لدى المواطن لأن السد الأخضر قضية وطنية، مشيرا إلى ضرورة تحديد المناطق الرعوية وتشجيع انشاء مساحات شاسعة لها في المناطق التي تصلح لذلك دون الاعتداء على باقي الأشجار سيما الشجيرات الصغيرة، أو الأعشاب العطرية أو الطبية التي قد نفقدها سيما تلك التي تتطلب سنوات من أجل نموّها على غرار بعض النوع من الحلفاء بسبب الرعي العشوائي الذي تمتد آثاره لسنوات طويلة ما يضرّ بالتنوّع النباتي.
في المقابل، أشار الباحث البيئي إلى أهمية الاستثمار والاستفادة في الآثار الإيجابية التي خلّفتها التغيرات المناخية، على غرار بحيرة كرزاز التي أصبحت بيئة ملائمة لغرس الأشجار على طول محيطها وحتى لتربية الأسماك، أو القيام بدراسة لتحديد كيفية استغلالها، لتفادي بعض الأخطاء التي ارتكبت في مناطق أخرى.
من جهة أخرى دعا بن طاهر إلى ضرورة إبعاد الشريط الأخضر نوعا ما عن الطرق السريعة سيما بالجنوب، وهذا بالنظر لآثار ذلك على الحيوان الذي كثيرا ما يكون عرضة لحوادث السيارات، ففي كثير من الأحيان عندما يتنقل الحيوان من مساحة خضراء إلى أخرى يقطعها طريق سريع يفقد حياته، بل في كثير من الأحيان تتسبب في مقتل حيوانات نادرة جدا.