البحث عن كيس حليب بمعسكر

رحلــــة شاقــــة تنتــــهي بخيــــبة أمــــل ..

معسكر: أم الخير.س

تستمر رحلة البحث عن كيس الحليب، منذ أسابيع، بولاية معسكر، وتنتهي غالبا، بخيبة أمل، جعلت المواطن يقف في حيرة من أمره، ويتسائل أين اختفى الحليب، وجهود الدولة مازالت قائمة لدعمه؟.

سجلت مناطق متفرقة من ولاية معسكر، منذ مدة ندرة حادة في التموين بحليب الأكياس المدعم، الأمر الذي تحول إلى مصدر شكوى و تذمر كبير للمواطن الذي أصبح يخرج في ساعات مبكرة من الصباح ليصطف في طوابير طويلة أمام المحلات دون أن يجد سبيلا لكيس من الحليب .
وتعرف الناحية الجنوبية لإقليم الولاية و  المناطق النائية على غرار عوف و عين افكان و البرج ندرة حادة لحليب الأكياس، نجمت عنه طوابير و تجمعات هي أقرب إلى الضرر أكثر من النفع، لاسيما مع تفشي وباء كورونا.
وبمدينة معسكر ، تحول المواطنون إلى اقتناء بودرة الحليب على ضوء الندرة الحادة للحليب السائل بأنواعه، حيث حدثنا أحد المواطنين، أنه لجأ منذ فترة إلى اقتناء بودرة الحليب بسبب عدم توفر حليب الاكياس و حتى رداءة نوعيته، لافتا أن كيس البودرة المتوفر بأسعار مختلفة في المحلات يغنيه البحث عن حليب الأكياس و حتى من حيث التكلفة، حيث يساوي سعر كيس حليب البودرة ثمن الشراء الأسبوعي لحليب الاكياس، فضلا عن النوعية المطلوبة ذات القيمة و الفوائد الغذائية، منتقدا النوعية الرديئة لحليب الأكياس و الطوابير التي تشهدها عمليات تسويقه في الفترات الصباحية .
أما بمدينة بوحنيفية الحموية، تكاد تخلو محلاتها من مادة الحليب بأنواعه، ما اعتبره زوار المدينة السياحية و سكانها وصمة عار في جبين المدينة التي يؤمها الالاف من السياح في هذه الفترة من السنة و تصلها يوميا كمية تتراوح عند عتبة 2500 لتر.

اختلالات شبكة التوزيع
بالرغم من أن مشكل ندرة الحليب بمحلات معسكر ، مطروح على مستوى عدة بلديات في الناحية الجنوبية لإقليم الولاية، إلا أن سكان مدينة سيق أبدوا رضاهم عن نوعية الحليب المسوق في المنطقة و الذي تستعمله بعض العائلات المحدودة الدخل حتى في تغذية الأطفال الرضع، و أكدت عينة من سكان مدينة سيق، أنهم لا يطرحون أي مشكل في ندرة حليب الأكياس غير أن الحصول عليه مرتبط بالنهوض باكرا و اقتنائه قبل الساعة التاسعة صباحا، في وقت تشتكي ساكنة عين افكان، عوف، و البرج من ندرة حادة في المنتوج و تذبذب توزيعه تسبب في  فقدانه في المحلات لأيام ، فضلا عن زيادات في سعر الحليب المقنن فرضها التجار بحجة عدم استفادتهم من هوامش الربح و بالنظر إلى الاقبال الشديد للمواطنين على الحليب .

عجز في الإنتاج وطلب في ارتفاع

أرجعت مديرية التجارة لولاية معسكر ، عوامل الشكوى من ندرة حليب الأكياس المبستر ، إلى الطلب المرتفع على هذه المادة الأساسية ، غير أن الأرقام التي تحصلت عليها “الشعب” من مصالح التجارة لمعسكر ، تشير إلى اختلال التوازن بين العرض و الطلب، يعكسها العجز المسجل بين الإنتاج المحلي للحليب و الاحتياجات الولائية للسكان، حيث تقدر هذه الأخيرة بـ300 ألف لتر/ يومياً، مقابل 142 ألف لتر من الحليب بنوعيه ( الحليب المبستر و حليب البقر) منها  انتاج 90 الف لتر/ يومياً من الحليب المبستر/ المدعم، تنتجه 3 مؤسسات لتغطية الطلب المحلي ، فضلا عن انتاج يوجه لتغطية الطلب على الحليب بولاية غليزان و 3 ولايات أخرى.
و تتوفر ولاية معسكر على 9 مؤسسات منتجة للحليب،  تجتهد في التوفيق بين تلبية احتياجات السوق المحلية و بين معضلة توفر المادة الأساسية للحليب التي لم تعد تكفي للدفع باستثمارات المؤسسات الانتاجية الخاصة الراغبة في تنويع منتجاتها من الحليب و مشتقاته ، فضلا عن 19 موزع معتمد لهذه المادة الحيوية يلتزم بتغطية احتياجات المواطنين وفق خارطة توزيع مضبوطة لم تسجل بشأنها مصالح التجارة أي تجاوزات أو اختلالات، ما يؤكد أن معضلة الندرة الحادة المسجلة في حليب الأكياس بمناطق متفرقة بمعسكر، يرجع إلى نقص الإنتاج مقابل الاحتياجات المرتفعة للولاية المليونية التي تحتاج إلى رفع حصتها من المادة الأولية للحليب و التي يوفرها الديوان الوطني المهني الحليب.

الجائحة الصحية ضاعفت الازمة

أرجعت رئيسة جمعية حماية المستهلك بمعسكر، مرسلي فتيحة ، حالة تذبذب التموين بالمواد الغذائية الأساسية في السوق المحلية، على رأسها الحليب، الى الانعكاسات الكبرى للأزمة الاقتصادية العالمية التي زادت الجائحة الصحية من حدتها.
قالت مرسلي في تصريح لـ«الشعب”، إن الأزمة الصحية كشفت العيوب و الاختلالات في النظام الاقتصادي، داعية المؤسسات الصناعية المنتجة للحليب إلى الالتزام بالمصداقية حيال النوعية التي توفرها للمستهلك من منتجات الحليب و مشتقاته من نوعية رديئة بعضها مضر بالصحة.
ولفت الانتباه إلى أن المواطن ليس لديه الخبرة الكافية في مجال سلسلة الإنتاج أو المادة الأولية وهو يتطلع إلى توفر المواد الغذائية في السوق دون مراعاة النوعية التي تدخل في مهام الرقابة اليومية لفرق الرقابة و قمع الغش التابعة لمصالح التجارة، والتي بدورها أصبحت قاصرة عن تأدية عملها الميداني بالنظر لكثرته وتشعبه.


رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024