تعيش مدينة سكيكدة عدّة مشاكل قد تؤثّر سلبا على أجواء موسم الاصطياف، ومن بينها تلك المتعلّقة بالنّقل، حيث أن سكان روسيكادا يعانون أشدّ معاناة في هذا الجانب، ناهيك عن المصطافين والسياح الذين يجدون صعوبة في التنقّل بين أحياء المدينة. ويلجأ الأغلبية إلى الاستعانة بسيارة الأجرة أو بسيّارات الكلونديستان، والحائل الآخر الذي يقف في وجه المواطنين هو الاكتظاظ اليومي الذي تشهده حركة السير على مستوى الطرقات الرئيسية والوطنية، وهو ما زاد الطين بلّة، فتشكّل عوامل النظافة، الأشغال الغير منتهية والازدحام المروري أهم تحديات موسم الاصطياف بسكيكدة الذي لا يفصلنا عنه إلا أسابيع معدودة.
ويبقى مشكل الازدحام يؤرق سكان المدينة وزوارها خاصة في ظل فوضى النقل وغياب مخطط النقل بالمدينة، حيث لا تزال مختلف الأحياء والشوارع الكبيرة تشهد حالة اختناق مروري، ومرد ذلك إلى تأخر مديرية النقل في الإفراج عن مخطط النقل الجديد حتى يقضي على المواقف المؤقتة التي تحولت إلى دائمة وعكّرت صفو حياة المواطنين، بالأخص عند “باب قسنطينة” أين تتجلى الفوضى بكل تجلياتها، فالشوارع مكتظة والطرقات مزدحمة، ليتكرر المشهد يوميا وطيلة الأسبوع، حيث بات الازدحام المروري هاجسا يؤثر على صحة ونفسية المواطنين وعائقا يقف في وجه العمال والمتمدرسين، على حد السواء.
لتستمر أزمة النقل بولاية سكيكدة في التعقيد يوما بعد الآخر، لتبلغ ما هي عليه اليوم من اختناق كلي لمختلف المنافذ ومحاور السير، جراء الأشغال المفتوحة على مصراعيها بالولاية دون الانتهاء منها ولم تحترم بل تجاوزت آجالها، ليبقى المواطن يتخبط بين مطرقة الاختناق وسندان تأخر المشاريع.
وتعرف شبكة طرقات المدينة اهتراءً كبيرا في السنوات الأخيرة، مما يجعلها في فصل الشتاء تشكّل بركا مائية تعرقل سير السيارات. وفي فصل الصيف تتحول إلى مصدر للغبار والأتربة، حيث عبّر المواطنون في كثير من المناسبات لجريدة “الشعب” وبالخصوص سائقي سيارات الأجرة عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء الوضعية التي آلت إليها طرقات المدينة، وعن عدم الاهتمام بها من طرف السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا لتعبيد ها وإعادة صيانتها، بالرغم من أنها تشكل عنصرا مهما بتراب الولاية، خاصة منها الطرقات الداخلية في الأحياء على غرار المحطة النقل البرية، وحي بني مالك وعيسى بوكرمة، والأشغال التي لم تنتهي بحي الآمل، التي أصبح المرور على مستوى هدا الحي شبه مستحيل، وذلك طيلة أيام الأسبوع، ماعدا أيام العطل، نظرا للطوابير الطويلة بها خاصة في الفترة الصباحية، مما يتسبّب في كثير من الأحيان في عدم إيصال المواطنين إلى وجهتهم من قبل سيارات الأجرة، مبررين موقفهم بفساد واهتراء الطرقات التي تحدث لهم أعطاب في سيارتهم.
هذا وقد أوضح العديد من قاطني الأحياء السالفة الذكر، أنّ اهتراء الطرقات وفسادها ناتج أولا عن عدم التفاتة السلطات الوصية إليها منذ سنوات، وكذا العدد الهائل للسيارات التي تمر بها خلال السنوات الأخيرة.
وفي ذات السياق، يطالب السكان والسائقون على حد سواء باهتمام السلطات المحلية بتعبيد الطرقات الداخلية لمختلف أحياء سكيكدة بإعادة صيانة الحفر والتقطعات الموجودة في الطرقات، من أجل تخفيف الضغط على الطرقات الرئيسية. وقال أحد سائقي سيارات الأجرة أنّ
«شوارع المدينة لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من وسائل النقل، بما فيها الحافلات التي تزيد من عرقلة السير”، مضيفا أن “ما يزيد في حدة الازدحام بعض أصحاب السيارات من خلال التوقف على حافة الطريق في الأماكن غير المخصصة لذلك”. أما “كريمة”، 25 سنة، طالبة جامعية، فقد أكّدت لنا أنّها تضطر للنهوض باكرا لتجنب الازدحام المروري، إلاّ أنّها تعبت.
ويتسبب افتقار مدينة سكيكدة لفضاءات ركن السيارات في زيادة الأزمة وشل حركة المرور بسبب ركن السيارات على جانبي الطرق بطريقة فوضوية، وهو الوضع الذي ظل يلاحظ منذ سنوات.
وطالب الكثير من المواطنين من السلطات المعنية بضرورة وضع وبطريقة فورية مخطط واضح المعالم للنقل بإمكانه إيجاد حل فوري لظاهرة الاختناق والازدحام التي تشهدها روسيكادا منذ شهور، مثل إنشاء أنفاق وسط المدينة و فتح طرق فرعية جديدة.
ومن جهتها، مصالح مديرية النقل لولاية سكيكدة أقرت سابقا أنه وبهدف القضاء على ظاهرة الازدحام في حركة المرور المسجلة على مستوى مدينة سكيكدة وتحقيق مرونة فعالة في حركة المرور، تمّ الشروع في إعداد دراسة لوضع مخطط نقل جديد عبر المدينة،إلاّ أنّ هذه الدراسة لم يظهر عنها أي خبر ممّا يؤكد استمرار معاناة المواطنين وتأخير ساعة الفرج.