تحصي ولاية الجزائر حوالي 299 منطقة ظل منتشرة على مستوى 34 بلدية بالجزائر العاصمة، تحتاج إلى عمليات عميقة لتسوية المشاكل التنموية الموجودة بها.
للتكفل بهذه المناطق، شكّلت ولاية الجزائر في هذا الصدد، لجان معاينة ومراقبة، تعمل ميدانيا بمختلف بلديات العاصمة للوقوف على النقاط السوداء ومراقبة عمل الولاة المنتدبين والمنتخبين المحليين. وشرعت الولاية في إطلاق المشاريع المحلية والتنموية عقب الوقوف على مطالب المواطن، علما أنّها قد قامت بتسخير مبالغ مالية معتبرة للقضاء على مناطق الظل لتجسيد مشاريع لها علاقة بالبنى التحتية والمرافق الضرورية؛ كالطرق، الكهرباء، الغاز، توفير الماء والإنارة العمومية.
لتنفيد برنامج الولاية، أطلقت بلديات العاصمة عدة عمليات للتكفل بالمشاكل التنموية بالاحياء المتضررة، خصصت لها أغلفة مالية هامة، وقد شملت المرحلة الأولى من البرنامج إطلاق عمليات تهيئة ببعض المناطق، حيث أعطيت الأولوية لعمليات الربط بشبكة الصرف الصحي وتزويد الاحياء بشبكة الإنارة العمومية، بالإضافة الى عمليات الربط بشبكة الغاز الطبيعي بالمناطق التي تنعدم فيها هذه المادة، حيث شرعت البلديات في تنفيد مخطط يهدف إلى إصلاح الطرق من خلال تزفيتها وتهيئة الأرصفة.
وتسعى مصالح الولاية الجزائر الى الانتهاء من ما تبقى من البرنامج الخاص بتنفيذ 600 عملية تنموية جوارية (الشطر الأول) قبل نهاية السداسي الجاري (2020)، ويخص إنجاز شبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، الكهرباء والغاز، بعض المنشآت الرياضية والصحية، تدعيم الانارة العمومية وأشغال ترميم وتوسيع ومنشآت جديدة بقطاع التربية، فضلا على عمليات فك العزلة وتوسعة شبكة الطرق وعمليات استدراكية لاستكمال المشاريع غير المنتهية بالمناطق شبه الريفية التي يقطنها عدد معتبر من المواطنين الذين تتمحور طلباتهم عادة حول توفير شبكات الكهرباء والغاز والمياه والتطهير وفتح الطرقات.
وكان والي العاصمة يوسف شرفة قد كشف في عدة مناسبات، بأن تعليمات رئيس الجمهورية كانت «واضحة» خلال آخر لقاء جمعه بولاة الجمهورية أين شدّد على ضرورة بعث هذه العمليات التنموية بمناطق الظل والمناطق شبه المعزولة في أقرب الآجال، وهو ما حرص على تنفيذه خاصة أن الولاية رصدت الميزانية اللازمة التي سمحت لها مؤخرا من إطلاق برامج تنموية جوارية هامة.
الوالي شرفة خلال زيارته الميدانية لهذه المناطق كان قد طالب المسؤولين المحليين التكفل العاجل بانشغالات سكان مناطق الظل، حيث أمرهم بالعمل الجاد للتكفل بالمتطلبات التنموية والحاجيات الضرورية للفئات المتواجدة في مناطق الظل، وكان قد دعا الى إدراج مخططات عمل الحكومة الذي يضم في مرحلة أولى برنامجا استعجاليا لمعالجة الحالات التي لا تقبل الانتظار.