أعرب عضو المكتب الوطني المكلف بالعلاقات العامة بنقابة الجزائر لمدارس السياقة طارق مجاج عن ارتياحه بقرار إدراج مدارس السياقة ضمن المرحلة الثانية للمؤسسات المعنية بمواصلة النشاط و التي شرع فيها رسميا ، الا أنّ الامر يتطلب حسبه اطلاق مبادرات تضامنية من لدن الجمعيات لمرافقة المدارس في مسار عودتها للنشاط من جديد.
ليس غريبا أن يتفاءل أهل الاختصاص بعودة نشاطهم للميدان بعد ثلاثة أشهر من الغلق الاضطراري بفعل تفشي وباء كورونا، و لكن الغريب هنا يكمن في التأكيد على الحالة الكارثية من ذي قبل والتي تكون قد لحقت بمدارس تعليم السياقة التي فقدت قدرا كبيرا من مداخيلها و دعائمها قبيل حلول الوباء لأسباب متعددة، و ألقت بضلالها واسعة على النشاط عقب الاقرار بتوقيفه طيلة فترة الحجر الصحي المنقضية، بحيث أكّد عضو المكتب الوطني للنقابة المكلف بالعلاقات العامة السيّد طارق مجاج على أنّ القسط الأكبر من هذه المدارس لم بعد يقوى على دفع تكاليف الايجار فما بالك بمصاريف الضرائب و التأمين و الموظفين و المستلزمات الأخرى، مشيرا الى أنّ المعدّل اليومي للمصاريف يتجاوز عتبة 80 ألف دينار شهريا باحتساب كافة المستلزمات التي تتطلبها مدرسة السياقة الحديثة و هو المبلغ الذي يشكل هاجسا أمام مدير المدرسة لتحصيله على أرض الواقع.
و لأنّ مدارس السياقة أدرجت ضمن الكوكبة الثانية من المحال التي يسمح لها بالنشاط منذ أول امس فقد دعا طارق مجاج الجهات الوصية لارشاد الجمعيات الخيرية لدعم المدارس في مجال الوقاية من خلال توفير الأقنعة و مواد التعقيم و مختلف الملحقات التي تؤمن مرافقتها الشاملة لبعث نشاطها من جديد في ظروف معقولة في ظلّ المسعى الوطني الشامل الذي يقتضي الالتزام بالتدابير الوقائية خلال ممارسة النشاط ، كما أشار طارق مجاج الى أنّ التزام مدرسة السياقة بالتدابير الوقائية يندرج ضمن المصلحة العامة الرامية الى الحد من انتشار الوباء و من هذا المنطلق وجب الدعم و التضامن تماشيا و واقع الحال الذي يؤكّد على فقدان المدارس للقسط الأكبر من مكتسباتها طيلة سنوات خلت، ز دعا طارق مجاج اى ضرورة خضوع مدارس السياقة لإعادة تقييم شامل من طرف الوصاية المطالبة بإجراء مسح دقيق و شامل حول هذه المدارس التي تساهم بشكل فعال و غير مباشر في دعم التنمية المحلية و الاقتصاد الوطني ككل.
و في سياق ذي صلة قال طارق مجاج بأنّ العديد من مدارس السياقة كانت على شفا حفرة من الافلاس قبل حلول الوباء و أدخلها الحجر الصحي في نفق مظلم تسبب في حصول نزيف داخلي للمهنة لا يدركه الا أهل الاختصاص، و ما زاد الطين بلّة عدم استفادة العديد من مديري المدارس و الممرنين من منحة المليون في الفترة الأخيرة لأسباب متعددة تختلف من منطقة لأخرى، كما كشف عن الانتقال من الحجر الصحي الى الحج المهني هذه الأيام بفعل عدم تمكن الزبائن من دفع مستحقات الخدمات المقدمة لأسباب لها ما يبررها الا أنّ إعادة بعث النشاط من جديد يبقى خطوة هامة للشروع في تسيير واقع الحال وفقا للمعطيات الجديدة، مع الاشارة الى أنّ مديري مدارس السياقة عادة ما يريدون تجديد مركباتهم التي تعتبر وسائل عمل لا يمكن الاستغناء عنها عن طريق الاقتراض من البنوك الأمر الذي زاد من صعوبة وضعهم الذي أنهكته تكاليف الايحار المرعبة .