يعجّ الحقل الاعلامي الافتراضي بتيبازة بألاف الصفحات الفايسبوكية المساهمة في معالجة المعلومة و عرضها للرأي العام بخلفية المساهمة الفعلية في صناعة الرأي و فرض الوجود و لفت انتباه الآخر، الا أنّ الواقع يشهد بأنّ الصفحات الفايسبوكية المؤطرة من طرف الاعلاميين تبقى وحدها الأقرب الى الممارسة الاعلامية النبيلة و الشريفة.
في هذا الاطار يشهد العالم الافتراضي تناميا لافتا للصفحات الفابسبوكية النشطة في مجال نقل الأخبار و محاولة المساهمة في صناعة الرأي العام من خلال التعليق على الأحداث المحلية و المظاهر السلوكية و التصرفات غير الحضارية، و برزت منافسة شرسة بين أحضان الشبكة العنكبوتية تعنى بتبني نقل الأخبار الحصرية عن كل بلدية و كل منطقة و حتى الولاية ككل كما برزت الى الواقع نماذج عدّة مصادر اعلامية تدّعي بأنّها موثوقة و ذات مصداقية غير انّها تبقى في الواقع افتراضية و لا صلة لها بالواقع المعيش باعتبارها تفتقد في أساسها لأدنى شروط ممارسة المهنة الصحفية المتعلقة بنقل و معالجة الأخبار بموضوعية و نزاهة، و يبقى الكم الهائل من منتجات المعلومة المتدفقة عبر هذه الصفحات مجرّد ترجمة حديثة للكتابات الحائطية التي ترتبط بفئة المراهقين غير الواعين بتصرفاتهم السلبية بحيث لا يمكن اعتبار العديد من الكتابات الموقعة بهويات نكرة أحيانا و معلومة أحيانا أخرى معلومات ذات مصداقية بقدر ما تبقى تعبيرا مكشوفا عن المكنونات الداخلية لباحثين عن الشهرة و البروز في ظلّ واقع افتراضي بعيد كلّ البعد عن الحقيقة .
و في خضمّ هذه الزخم الهائل من الكتابة في العالم الافتراضي الذي أفرز تدفقا مثيرا للمعلومة، استغلّ المنتسبون لقطاع الاعلام الموقف لتشريف المهنة و القطاع من جهة و دعم الخدمة العمومية في مجال الاعلام بطريقة احترافية من جهة اخرى، و انشأ بذلك العديد من الزملاء مواقع و صفحات بأسماء مختلفة لا تعبّر بالضرورة عن هوياتهم الا أنّها تخدم القطاع و تدعمه حسب ما ينشر يها من معلومات مؤكدة و موثوقة ، و ما يلفت الانتباه في هذا المسار كون معالجة المادة الاعلامية بهذه المواقع يبرز بها بوضوح رؤية اعلامية واعدة ترمي الى خدمة الصالح العام بعيدا عن أساليب التهويل و الاثارة و القذف و غيرها، و يتجلى ذلك في الواقع من خلال جملة الأخبار و النصائح و الارشادات التي تتم معالجتها بالكلمة و الصورة و الصوت معا مما أضفى للساخة الاعلامية مادة دسمة تحمل في طياتها كما هائلا من عناصر المهنية و الاحترافية .
و لعل موقع الجريدة الالكترونية شرشال نيوز التي تأقلمت بعفوية مع الظرف المعيش المرتبط بتفشي وباء كورونا خير نموذج للدعاية الاعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها لا تكتفي بنقل المعلومة و كفى و إنما يمتدّ دورها الى استبيان الصواب من الخطأ بترسانة الصفحات الفايسبوكية المحلية التي يسير معظمها اشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة، و كذلك الأمر بالنسبة للموقع الافتراضي للاذاعية الجهوية و الذي يجمع ما بين نشر الخبر و تقديم الخدمة العمومية بكل أطيافها مع رصد انشغالات المواطن بكل فئاته و شرائحه و هي الخدمة التي التزمت بها على مدار افترة الأخيرة صفحة تيبازة 24 لصاحبها سمير بطاش المقرّب من مراكز اتخاذ القرار بالولاية باعتباره رئيسا للجنة الاعلام بالمجلس الشعبي الولائي كما أنّه لا يمكن اغفال الدور البارز الذي ادته على مدار عدّة سنوات خلت قناة كل شيئ عن تيبازة و التي تبرز للباحث عن الخبر و المعلومة حقيقة ما يقع بالصوت و الصورة معا ضمن سياق إعلامي محترف يلتزم بعرض الرأي و احتساب الرأي الآخر دون إقصاء إو تمييز، لتتقاطع هذه الصفحات مجتمعة في كونها مؤطرة من طرف أبناء قطاع الاعلام الذين يدركون مكامن الخطأ و مكامن الصواب و يتجنبون مجمل منافذ الفتنة و الاساءة للغير بغير وجه حق.
و تبقى هذه النماذج مع ذلك مجرّد عينات و كفى بالنظر الى وجود عدّة صفحات أخرى تنشط بالفضاء الأزرق تمكنت من كسب نسب متفاوتة من المتابعة في ظرف وجيز باعتبارها تعرض أوحها مختلفة للخدمات العمومية تساهم بجدية في تنوير الرأي العام المحلي خاصة حينما يتعلق الأمر بالتسيير الاعلامي للزكات على غرار أزمة وباء كورونا بحيث ساهمت هذه الصفحات مجتمعة في عرض كم كبير من سبل و وسائل الوقاية من الوباء باستعمال ادوات و مواد طبيعية بسيطة و مازاد في بروز ذات الصفحات انشغال أكبر شريحة من المجتمع بالشبكة العنكبوتية خلال فترة الحجر الصحي.