لتسليط الضوء على مدى تأثير الإشاعة على نفسية المواطن والطريقة الأنجع لمحاربتها طرحنا الإشكالية على دالية أمنة أستاذة سوسيولوجية الإعلام بجامعة تيارت، حيث قالت إن الإشاعة أسلوب من الأساليب الإعلامية التي تستعمل أثناء الأزمات، خاصة وهي تعتبر بمثابة الحرب النفسية (المواطن أو الفرد) بغية الوصول الى أهداف معينة وصاحبها يستغل ضعف الجمهور حول مسألة من المسائل ونحن نعيش أزمة كورونا. طبعا هذا الفيروس الذي ظهر فجأة من دون إرهاصات أولية مع غياب الثقافة الصحية للمواطن، فقد أثرت الإشاعة على المواطن الجزائري كتأثير الحقنة في جسم المريض، مقابل ذلك كله نجد المواطن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفايسبوك ويتأثر مباشرة بما تبثه صفحات مجهولة. وأعتقد أن الإشاعات هذه، سواء كان حول عدد المصابين أو عدد الوفيات عالميا أو وطنيا، خلق للبعض مرض الوسواس القهري وهذا مرض نفسي يتابعه المختصون في علم النفس عبر الخط الأخضر عندما الإشاعة يكثر انتشارها، لما لوسائل الإعلام التقليدية إذاعة او تلفزيون او جريدة تفقد الدور الاساسي لها وهو التوعية قبل وإثناء وبعد انتشار الإمراض، لان الوسيلة الإعلامية من وظائفها مرافقة المواطن ولهذا سأنتقل الى الشق الثاني من سؤالك هو وسائل التقصي عن هذه الإشاعات وهو اتصال المواطن بأهل الاختصاص في علم الأوبئة او التواصل مع الخط الأخضر المجاني من اجل طرح الأسئلة هناك وكذلك في هذه الحالة ينصح بعدم التعامل او التواصل اليومي مع مثل هذه المواقع حتى يكتسب الفرد راحة نفسية لان انتشار الفيروس من جهة وتصديق مثل هذه الإشاعات سيضر بصحة المواطن النفسية ويفترض على المواطن ان يتابع الاخبار الواردة من مصادر رسمية مثل الإذاعة والتلفزيون والجرائد اليومية لان مصادر الإشاعات غير معروفة ولها تأثير سلبي على معنويات الفرد ومن حقه التبليغ على هذه الصفحات لان إعلاميا من حقه الحصول على المعلومات الصحيحة كل هذا بتظافر الجهود مع وسائل الاعلام من اجل القضاء على هذه الطاقة السلبية وان اقتضى الامر يكون مرفوقا ببيانات اعلامية من وزارة الصحة واما عن دور الاعلاميين خاصة ونحن نعيش زمن المواطن الصحفي... فالإعلامي المحترف الان على عاتقه مسؤولية كبيرة من أجل تصحيح المعلومات المغلوطة والتي وللأسف- قد يكون- المواطن اقتنع بها بإشهارات توعية، تسطير برامج يخص الموضوع وكأن طوارئ إعلامية أيضا تشبه طوارئ رجال الأمن والتكثيف من الحصص التفاعلية وبلاطوهات من المختصين على الاعلامي ان يقوم بوظيفته الأساسية وهو اقناع المواطن بأن هذه المعلومات التي تلقيتها هي معلومات مغلوطة طبعا بحضور مختصين للتبرير في ذلك ان الإشاعة في هذه الازمة ركزت على نقطة ضعف المواطن خاصة المواطن البسيط وهي ندرة المواد الاستهلاكية الاساسية حيث اننا لاحظنا نسي تماما الوباء وبقي مركزا فقط على المواد الاستهلاكية. لدرجة أنه اخترق كل الطرق القانونية الصحية خاصة من اجل الحصول على كيس سميد وهنا لاحظنا غياب آنيا او فوريا بيانات مثلا من وزارة الفلاحة، الرد كان متأخرا نوعا، هنا لاحظنا ان المواطنين تأثروا مباشرة بما روج عبر صفحات مجهول.ة حول ندرة هذه المواد في ظل انتشار هذا الفيروس.