أكد الدكتور بن ساسي الطيب عميد كلية العلوم بجامعة المسيلة مختص في العلوم البيولوجية أن البحث في مجال إنتاج الأدوية واللقاحات يحتاج إلى عدة عوامل أساسية للنهوض به انطلاقا من توفر الإرادة وحضور الإمكانيات. والاستشراف هذا الاخير الذي يعتمد حسبه على استغلال التكنولوجيا في تحسين أنظمة الإنذار والتنبؤ لجمع المعلومات فى الوقت المناسب واتخاذ تدابير الاستجابة بسرعة.
بالنظر لأهمية اللقاحات في الجانب الصحي للمواطن وكذلك لاقتصاد و لسيادة الدولة والحد من التبعية الخارجية في اقتناء هذه المواد الحيوية والضرورية, يري المتحدث انه وجب إعادة النظر في إستراتيجية الدولة اتجاه البحث العلمي المفيد ومنحه الأولوية بإنشاء مراكز بحث متخصصة موزعة على مناطق مختلفة من الوطن وكذلك فتح مراكز أخرى لمعهد باستور الذي يعتبر المخبر المرجع بالنسبة للمنظمة العالمية للصحة وتجهيزها بالوسائل والإمكانيات اللازمة.
واشار بن ساسي الى أن مخابرالبحث المتخصصة تحتاج إلى تجهيزات ومواد ومحاليل باهظة الثمن و هذا ما لم يكن متوفر سابقا وما يعيق اقتناءها هو خضوعها للأجراءت الكلاسيكية للصفقات العمومية والتي تتطلب وقتا كبيرا وجهدا مضاعفا. وكمثال حي هي التجربة التي نعيشها في ظل هذا الوباء التي أظهرت العديد من النقائص ومن أجل الخروج من التبعية وتحقيق اقتصاد المعرفة يستوجب على الدولة وضع البحث العلمي كأولوية الأولويات للنهوض بجميع القطاعات وتوفير كل الظروف من أجل جعله كأداة فعالة لخدمة المجتمع والتنمية .
وأضاف أن الجوانب التي تساعد على التقدم في مجال اللقاحات و المضادات الحيوية ومسكنات الألم والعقاقير للفيروسات هو نظام البراءات الذي كانت جامعة المسيلة سباقة في هذا المجال عن طريق إنشاء خلية خاصة ببراءت الاختراع وكذلك حاضنة الأعمال التي لها دور محوري في تحويل نتائج البحوث إلى مشاريع مجسدة في الميدان.
نوها بالتطور في البحوث في مجال الأدوية بتسجيل تراجع « معدلات الوفيات من مرض السرطان، وتتجاوز حاليا معدلات الشفاء من التهاب الكبد الوبائي نسبة «في المائة وانخفاض الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشري الأيدز بنسبة 87 في المائة.
ويقول المتحدث انه حسب التقارير الأخيرة الصادرة عن كبر ى المخابر المختصة في إنتاج أدوية الميكروبات والفيروسات ، فإن عمليات البحث عن لقاح للمساعدة في وقف تفشي فيروس كورونا بدأ في غضون ساعات التي والتي تم التعرف على الفيروس بخلاف ما حدث في العديد من حالات تفشي الأمراض في السابق، حيث استغرق تطوير لقاحات لحماية الناس سنوات. مع العلم أن اللقاحات وقبل البدء في استعمالها تمر بعدة مراحل أهمها مرحلة التجارب على الحيوان ثم إلى مرحلة الاختبار على البشر من أجل اختبار مدى كفاءته وتأثيره فضلا عن مدى سلامة استخدامه بالنسبة إليهم ومراقبة أثاره الجانبية. ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي ربط البحث والتطوير بإنتاج السلسلة الصناعية.
ويرى عميد كلية العلوم انه من أجل تسريع وتيرة البحث عن الأدوية الفعالة لمجابهة الوباء تم المرور مباشرة إلى التجارب السريرية على عددٍ من الأدوية التي يأتي في مقدمتها تلك المستخدمة في علاج أمراض لها أعراض مشابهة كالإيبولا، ونقص المناعة المكتسبة، و»السارس»، والملاريا، لاختبار مدى فعاليتها في علاج مصابي «كورونا» والحصول على نتائج في أقرب وقت ممكن.
وعن التجربة الجزائرية يوكد المتحدث فان البدء في استثمار البحث العلمي في مجال الصناعات اللقاحية والدوائية بات أكثر من ضروري لكي تظهر نتائجه على مدى بضع سنوات على الأقل خاصة في وجود دراسة وبحوث جامعية هامة غير مستغلة في مجال المواد الفعالة واستعمالاتها في هذ المجال.