يعيش العالم تحولا جذريا في مجال السبق العلمي جراء مستجدات العصر ، الأمر الذي أنتج تنافسا حادا بين الدول للوصول إلى المعلومة الصناعية، الاجتماعية، والاقتصادية، وعلى رأسها قطاع قطاع التعليم العالي باعتبارها الحجر الأساس في التنمية.
غير ان هناك بعض من المسائل تتلخص في الإنقاص من أهمية البحث العلمي باعتباره ترفاً فكرياً ، فالبعض لا تقدر قيمته من خلال الممارسات كضعف المخصصات المالية المرصودة في الميزانيات وعدم القدرة على وضع استراتيجيات علمية والبحث عن مصادر التمويل من الجهات غير الأكاديمية، كالمؤسسات الاقتصادية صعوبة الوصول الى المعلومات، والاحصاءات، والأرقام الرسمية اللازمة ومن أهم مشكلات البحث العلمي صعوبة الوصول الى بعض ميادين المعلومات، وصعوبة جمع البيانات اللازمة منها.
من أهم المشاكل التي تواجه ميدان البحث العلمي تحمل الدولة تكاليف تدريس وإعداد الكفاءات العلمية، وحرمانها من الاستفادة من هذه الكفاءات نتيجة انتقالها للعمل خارج الدولة.
وعدم ملامسته للمشاكل الحقيقية، ودوافع الباحث التي قد تكون مادية؛ كالبحث عن الترقية العلمية، أو الاستفادة منه عن طريق بيعه لطلبة الجامعات والمعاهد التعليمية للحصول على الأموال. عدم تطبيق نتائج البحوث العلمية التي أُجريت، وبالتالي ضياع الجهد والأموال التي صُرفت على البحث. ضعف مستوى الأبحاث العلمية التي يتم إنتاجها، مما يؤدي إلى عدم إسهامها في تطوير المسيرة العلمية والتنموية في المجتمع.
ويعتبر طاهر عماري المعروف عالميا باكتشافاته في التهيج الشمسي أن الباحثين الجزائريين «موهوبون» و لا يقلون أهمية عن باقي باحثي إي بلد أخر لكنهم بحاجة إلى إمكانيات مادية لذلك يجب التفكير بهذا المنطق لأن البحث يخص الإنسانية جمعاء بارسال باحثين إلى الخارج و استقبال باحثين من الخارج في المخابر الجزائرية و هذا ما هو معمول به في الدول المتقدمة مؤكدا أن التجارب تتطلب إمكانيات «هامة» تسمح بالارتقاء إلى مستوى ما» .
و نتساءل هل الباحث الجزائري قادر على مسايرة البحث العلمي العالمي والمساهمة في ايجاد حلول و هل مؤهلاته العلمية و الاكاديمية تؤهله عالميا؟
وهل الامكانيات المتوفرة بجامعاتنا سواء مادية او بشرية او من الجانب المرجعي تسمح لباحثينا بان يساهموا في اجراء بحوث دقيقة و حديثة و لم لا المساهمة في اكتشاف جديد يساهم في انقاذ البشرية من الاخطار المحدقة بها، و هنا تطرح اشكالية الاطار الكفء الذي ينظر لهذه الاطروحات ، و خير دليل على شلل البشرية رغم الامكامات المسخرة هو عدم التصدي لداء الكورونا لحد الان ، وعلينا ان نستعد لشحذ الهمم و اعطاء الباحث الجزائري نصيبه في المساهمة في التطور العالمي كوننا اثبتنا سابقا و قبل هجرة ادمغتنا اننا قادرون على الانتاج الفكري و العلمي .