تخصص أغلب بلديات عاصمة الأوراس باتنة، يوم الثلاثاء، لإستقبال المواطنين والنظر في مشاكلهم بغية التكفل بها، في حدود ما تسمح به الصلاحيات الممنوحة لهم، حيث تشهد مقرات المجالس الشعبية البلدية بباتنة، طوابير طويلة خلال أيام الإستقبال المخصصة وحتى خارجها للقاء المسؤول الأول عن البلدية لطرح انشغالاتهم والدعوة إلى الإسراع في التكفل بها.
وتعتبر بلدية عاصمة الولاية باتنة، تبعا لكثافتها السكانية من بين أكثر البلديات التي تشهد إقبالا للمواطنين في مقابل حرص المجلس بقيادة المير نور الدين ملاخسو على تنويع صيغ التكفل الجاد بالمواطنين والسعي لإيجاد حلول لها على أرض الواقع بعيدا عن الوعود الزائفة حسبما وقفت عليه جريدة «الشعب» خلال زيارتها للبلدية في أيام الإستقبال.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس البلدية خلال لقاءاته العديدة مع ممثلي الأحياء وفعاليات المجتمع المدني آخرها عند عرض حصيلة إنجازات البلدية للسنة المنصرمة، بأن انشغالاتهم مهمة وتحظى بالمتابعة بهدف إشراكهم في اتخاذ القرارات تجسيدا لمبدأ الديمقراطية التشاركية.
وأكد ملاخسو أنه وجه تعليمات صارمة لكل المنتخبين المحليين على اختلاف تشكيلاتهم السياسية المكونة للمجلس وكذا مندوبي الملحقات الإدارية على أنهم مسخرون فعلا لخدمة المواطن وإشراكه في القرار، وهذه هي مهامهم الأساسية، كما أن ذلك حق للمواطنين الذين يمارسون السلطة عن طريق منتخبيهم.
وأضاف المير أن موظفي البلدية من منتخبين وإداريين ملزمون بالتكفل بشؤون المواطن كل في حدود صلاحياته، كون مبدأ إشراك المواطنين في تسيير شؤونهم وإدارة أمورهم محسوم في الدستور وكل قوانين الجمهورية والبلدية.
وتحرص بلدية باتنة، من خلال الخرجات الميدانية للمير ونوابه والاستقبالات المتكررة للمواطنين على وضعهم في الصورة وإعلامهم بكل الأمور التي تخص واقع التنمية المحلية بالبلدية على غرار التهيئة الحضرية والإنارة العمومية وبرمجة بعض المشاريع المهمة لإعادة الثقة بين الإدارة والمواطن.
وبالنظر لعدد ساكنة البلدية اضطرت كل مصالحها لإستقبال المواطنين حتى خارج أيام الاستقبال بتكليف الأمين العام ونواب المير ومندوبي الملحقات بفتح مكاتبهم لاستقبال المواطنين الذين يحملون ملفات ذات طابع استعجالي.
ولفت ملاخسو أن عدم استقباله في بعض الأحيان للمواطنين سببه الاجتماعات مع الوالي المنتدب أو متابعة الورشات التنموية في الميدان، غير أنه حرص على التأكيد للمواطنين على مجهودات البلدية في إطار تقريب إدارته أكثر من المواطن عبر صفحة فايسبوكية تحمل تسمية «خلية الإعلام والاتصال لبلدية باتنة»، تسمح للمواطنين بالاتصال بالمشرفين على الصفحة، وتقديم انشغالاتهم واقتراحاتهم التي تنقل بأمانة لرئيس البلدية.
ولعل أبرز انشغالات الساكنة والتي تقودهم للتواجد يوميا بمقر البلدية قضيتي السكن والشغل، حيث ترد المصالح المختصة على أصحاب هذه الشكاوى، إضافة لمشاكل المطاعم والمدارس، والطرق المهترئة ومشاكل الإنارة العمومية.
وأكد ملاخسو أن تلك المشاكل، هي مشاكل تقع على عاتقهم كمنتخبين محليين، ومن مهامهم التنسيق والعمل مع رئيس الدائرة وبعض مديري الهيئة التنفيذية للقضاء عليها وإراحة المواطن منها ورفع الغبن عنه.
كما تقوم مصالح باتنة بالتكثيف من الخرجات الميدانية للأحياء والتجمعات السكنية بهدف الوقوف على برامج التنمية والحاجات الحقيقية للمواطن من خلال اللقاء المباشر مع ساكنة تلك الأحياء والتنقل برفقتهم إلى بؤر غياب التنمية ونقاط الظل وبرمجة بعض العمليات التنموية في هذا الصدد.
وكان آخر لقاء للمير مع المواطنين أول أمس، حيث استقبل ممثلين عن سكان تجزئة حشاشنة طريق الوزن الثقيل بحي كشيدة الشعبي للنظر في مطالبهم المتعلقة أساسا بتحسين ظروف معيشتهم في التجمع السكني الذي يشهد كثافة سكانية معتبرة مطالبين رئيس البلدية بالتنسيق مع الهيئات المعنية بضرورة التدخل العاجل لتسوية وضعيتهم.
وتأتي في مقدمة الانشغالات التي رفعوها تهيئة وتعبيد الطرقات، رفع القمامة المنزلية، تدعيم التجمع السكني بشبكة الكهرباء وربط السكنات التي تفتقر لهذه الطاقة الحيوية، إضافة إلى دراسة إمكانية تزويد حيهم بمدرسة ابتدائية لفائدة تلاميذهم المتمرسين.
رئيس المجلس الشعبي البلدي ومن خلال رده على مطالب السكان أكد بان بلدية باتنة ستعمل جاهدة لتحسين وضعية الحي وذلك في حدود اختصاصها خاصة ما تعلق بتعبيد الطرقات بعد الانتهاء من الدراسة الشاملة لوضعية الحي التي انطلقت فيها مديرية التعمير أما بخصوص الكهرباء فسيتم تدعيم الحي بشبكة الكهرباء للقضاء نهائيا على مشكلة الانقطاعات الكهربائية المتكررة.