أكد اسماعيل ربيع، مدير مدرسة السياقة ببني سليمان، أن ولاية المدية كانت تحوي عدة نقاط سوداء في مجال ارهاب الطرقات، وهو ما كان سببا في الحوادث المرورية وبخاصة بالطريق الوطني رقم 01 سابقا بين المدية وبوغزول، مرورا بببلدية الحمدانية، حي بن عطلي، مرتفعات بن شكاو « منطقة الفرنان»، ومدخل بلدية قصر البخاري، ولاسيما عند سوء الأحوال الجوّية.
أشار ربيع، بأن طاقة الإستيعاب بهذه الطريق، كانت لا تتوافق مع الكثافة المرورية لمستعمليها من الشمال نحو الجنوب، معتبرا بأن الطريق السيار، عملت على تراجع هذه الحوادث بنسبة 80٪، فضلا على أن هذا النوع من الطرقات يعد أكثر آمانا بالرغم من أن الكثافة المرورية تضاعفت ثلاث مرات، غير أنه لا تزال هناك عدة نقاط سوداء بالطريق الوطني رقم 18 الرابط بين ولاية عين الدفلي والبرج، مرورا بهذه الولاية عبر إقليم بلدية بني سليمان في ظل عدم اتمام الشطر المتبقي من هذه الطريق على مستوى السدراية إلى بئر غبالو، في انتظار انجاز الطريق السيار الرابطة بين خميس مليانة والبرج، مرورا بالطريق الوطني رقم 08 والتي من شأنها أن تخفف من نسبة الحوادث.
أوضح، بأن هذه الحوادث الأليمة ترتبط أيضا بالطريق الوطني رقم 60 الرابطة بين سغوان وسيدي عيسى، مرورا بإقليم بلديتي عين بوسيف وشلالة العذاورة، لوجود عدة نقاط سوداء لها وبخاصة لدى منعرجات عين بوسيف بمنقطة عين الديس على ارتفاع 1200 متر، سيما خلال رداءة الأحوال الجوية وما يصاحبها من صعوبات في السير خاصة لدى فئة المتهوّرين أو الذين لايعيرون أي أهمية لصيانة مركباتهم، معددا أسباب الحوادث المرورية في سببين هامين، الأول يتعلق بالعامل البشري بنسبة 95 ٪، أما الثاني فيرتبط وفقه بوضعية المركبة والمحيط.
قال، بأنه لأجل التقليل من سبب العامل البشري يتوجب علينا اعتماد برامج تربوية بالمؤسسات التعليمية والتكوينية، بهدف ترسيخ ثقافة السلامة وتفادي المشاكل المرورية أمام المدارس، إلى جانب اشراك الأولياء في اطار مرافقة أبنائهم إلى الإبتدائيات وبخاصة في الأقسام التحضيرية والسنة الأولى والثانية، عبر الطرقات المؤدية إلى المدارس أو التي بجوارها، إلى جانب ضرورة تعليم الناشئة أبجديات العبور على ممرات الراجلين بما في ذلك الكبار، مؤكدا بأن العمل التحسيسي الذي تقوم به مختلف المصالح له أهمية كبيرة في التقليل من هذه الحوادث المرورية، شريطة ادراج بعض المبادئ لفائدة السواق في مجال التنبيه بأخطار النوم والتعب والإرهاق لدى سواق المسافات البعيدة لصنفي النقل الجماعي للأشخاص والبضائع، مستغربا ما عرفته بعض الطرقات الوطنية مؤخرا من حوادث مرورية أليمة كلفت هلاك عشرات الأرواح البشرية واصابة المئات من الضحايا، مضافا إلى ذلك إعادة النظر في تخصيص مضامير للسياقة لفائدة مدارس التكوين في السياقة، مثلما هو الحال بالنسبة لولايتنا.
أين مضامير التكوين؟
نبه مدرب السياقة إلى أهمية المضامير في مجال حماية الأرواح البشرية، بإعتبار أن بعضها تفتقر إلى مقاييس التكوين، منتقدا ذلك المتواجد قرب ثانوية خديجة بن رويسي بالمدية، المخصص لفائدة 60 مدرسة سياقة بعاصمة الولاية، مبديا قلقه حيال تغيير مكانه إلى وجهة أخرى بعد تهيئته، جازما بأنه لا مناص من توفير مثل هذه الفضاءات التعليمية لكون أن تعليم السياقة في الأرصفة والمنحدرات، كما هو الحال ببلدية تابلاط من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على نوعية التكوين القاعدي للسواق الجدد.
وثمن ذات المتحدث الإهتمام الذي أولته السلطات المحلية لمثل هذه المضامير بكل من بلديات البرواقية، شلالة العذاورة، داعيا في الوقت ذاته إلى مضاعفة الحصص الوقائية في مجال الإعلام المروري وبخاصة لدى الإذاعة الجهوية بهذه الولاية، لما في ذلك من فائدة مباشرة في التقليل منها، معتبرا في هذه السانحة، بأن الإستثمار الحقيقي في التكوين القاعدي بهذه المدارس والمضامير سيمكن من الحد من هذه الحوادث المرورية، من منطلق أنه بإمكان المترشح بعد حصوله على 25 حصة من السياقة العامة، واحترامه لقانون المرور بعدم تجاوزه لسرعة 80 كلم في الساعة لمدة عامين نكون قد خفضنا من هذه الآفة المرورية بصفة كبيرة، مشيدا بما حققته هذه الولاية من تقدم جديد في هذا المجال بترتيبها 22 خلال العام الفارط بعكس ما كانت عليه السنوات الفارطة في المرتبة الخامسة وطنيا.