فوضى عارمة لحضيرة الشاحنات والحافلات
تصدرت ولاية المسيلة، خلال السنوات الأخيرة، المشهد المأساوي لحوادث المرور وطنيا في عدد القتلى والجرحى، على الرغم من المساعي التي يقوم بها جميع الفاعلين في المجال من رجال شرطة ودرك وجمعيات ناشطة في الميدان، من خلال برمجة حملات تحسيسية واللّجوء الى الطرق الردعية، إلا أن الأمر يزداد مأساوية يوما بعد يوم لعدة أسباب، أرجعها أهل الاختصاص إلى العنصر البشري وحالة الطرقات.
تعتبر ولاية المسيلة من أكبر ولايات الوطن شساعة ونقطة عبور وتواصل بين مختلف ولايات الوطن وتحصي كثافة مرورية، خاصة ما يتعلق بمركبات النقل العمومي والنقل الجماعي وشبكة طرقات واسعة جدا وبمميزات يرجّح أنها السبب الرئيسي بعد العنصر البشري في تصدّر الولاية المراتب الأولى في حوادث المرور وبشكل رهيب. وللوقوف أكثر على الموضوع حاورت «الشعب»، رئيس مكتب السلامة المرورية، بالمسيلة «ساعد لميش « والذي أكد ان منطقة الحضنة تعتبر نقطة عبور وربط بين مختلف الاتجاهات وتسجل كثافة مرورية كبيرة، تخص مركبات النقل العمومي للأشخاص والبضائع وبها شبكة طرقات، يقدر طولها بـ 4023.26 كلم ممثلة في 09 طرقات وطنية، بمسافة تقدر 924.16 كلم و16 طريقا ولائيا بطول إجمالي يقدر بـ 798.50 كلم والباقية تشكل الطرقات البلدية بطول 2300.60كلم بالإضافة الى طريق اجتنابي بطول 35.5 كلم . إلى ان الحضيرة تحتوي على 179611 مركبة من مختلف الأصناف، منها 22070 مركبة من الوزن الثقيل و2163 مركبة نقل المسافرين.
أرجع المتحدث السبب الرئيس لحوادث السير في العنصر البشري الذي يمتاز، بحسبه، في نقص التوعية لدى السائقين خاصة وأنه في بعض الأحيان يستعملونها كوظيفة للربح فقط، من خلال السياقة لمسافات طويلة تتطلب تداول سائقين على حافلة واحدة في ظل صمت الراكبين في الحافلات عند تجاوز السائق السرعة المحددة قانونا دون تنبيه السائق لذلك، بالإضافة إلى وجود شبكة طرقات مهترئة ووجود عدة نقاط سوداء لم يتم اتخاذ إجراءات جدية بشأنها، وخاصة المتواجدة بمنطقة الذكارة والمعذر ومنعرج قرية لبرابرة الذي لايزال يحصد الأرواح، منذ سنوات، وكذا المنعرج الخطير المتواجد بين بلدية سيدي عامر وبوسعادة والمعروف بمنعرج الصبع والذي احتج بشأنه العشرات من المواطنين لعدّة مرّات، ناهيك عن وجود منعرجات أخرى خطيرة جدا وجب اتخاذ اجراءات حقيقية بشأنها وليس تدعيمها بإشارات مرورية فقط على غرار الطريق الوطني رقم 46 على مستوى وادي الدبابة ووادي جريف بالنقطة الكيلومترية 222 ذات المنعرجات الخطيرة والطريق الوطني رقم 40 باتنة مقرة بوطي السايح سوبلة والطريق الوطني رقم 89 الرابط بين الجلفة ومسيلة، في ظل عدم تفعيل اللّجنة الولائية المكلفة بالوقاية من حوادث المرور التي يوكل لها، بحسب سعد لميش، دراسة الوضعية وتحديد الأسباب واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل عدم تكراره وعدم وجود طرق فرعية من أجل تصريف الاختناق المروري بعدة مداخل بالمدن على غرار المسيلة وبرهوم. أكد أن نوعية المركبات التي تستعمل عبر مختلف الطرق يعتبر أغلبها مستورد والتي لا تمتاز بالمعايير اللازمة والضرورية من ناحية قوّة تحمل قطع الغيار التي غالبا ما تكون مقلّدة وسريعة التلف.
اقترح رئيس مكتب جمعية السلامة المرورية، ساعد لميش، بضرورة تفعيل عمل اللّجنة الولائية للسلامة المرورية للقيام بدورها وبرمجة صيانة دورية للطرقات ونشر الثقافة المرورية في أوساط الأطفال والمجتمع بصفة عامة والتنسيق بين الشركاء الاجتماعيين الدرك والشرطة والحماية المدنية وإشراك الإعلام في الحملات التوعوية والتحسيسية وكذا تشديد الرقابة على الصيانة والمراقبة التقنية للمركبات.