الإستعجالات الطبية بالشلف تحت المجهر

تجديد العتاد وتكثيف المراقبة الطبيـة وتحديد ساعات عمل الفريــــق الطــبي المناوب

الشلف: و.ي. أعرايبي

تحتاج مصالح الإستعجالات إلى تنظيم وإعادة النظر في عملية التسيير واستقبال المرضى; خاصة في الحالات الإستعجالية والعادية سواء  ضمن نشاطها اليومي أو الليلي وهذا على الرغم  من المجهودات المبذولة من طرف بعض المصالح والأطباء والتأطير شبه الطبي، في حين ترتفع أصوات المرضى ومرافيقهم من جهة أخرى  بضرورة المراقبة الإدارية لهؤلاء المشرفين على المصالح الإستعجالية قصد تفعيل  نشاطهم.

علمية المعاينة الميدانية ليلا على مراحل لعدة مصالح استعجالية، كشفت لنا واقعا وملاحظات ينبغي اعتمادها من طرف المصالح الاستشفائية. وتحذر إدارة الصحة على مستوى الولاية ضمن تحسين الخدمات وتنظيم عملية الإستقبال التي ينبغي على المرافقين للمرضى والمصابين أنفسهم ضرورة التحلي والتقيد بها حتى يتم  التكفل الصحي بالمريض الذي يبقى محور وهدف النشاط الصحي بهذه المصالح العلاجية ذات الطابع الإستعجالي الذي يرمي إلى إنقاذ المصاب من مختلف الوعكات والطوارئ  التي تلحقه.
هذه التصريحات سجلناها بعدة مصالح استعجالية بعاصمة الولاية.
فمن أولاد محمد والشطية والشرفة والعيادة المتعدّدة الخدمات بالشرفة والمؤسسة الإستشفائية بحي بن سونة «الأخوات باج»، فالكشوفات الطبية من طرف الطبيب المشرف ناقصة، حسب تصريحات المرضى حيث يكتفي البعض بالأسئلة التي يوجهها هؤلاء الأطباء للمريض دون التحرّك من مقعده، ليحرّر الوصفة الطبية التي يتسلمها المريض. فيما برّر آخرون بالإرهاق وكثرة المرضى حيث يصل العدد إلى أكثر من 100 مريض ليلا على فترات، الأمر الذي يستدعي حسب هؤلاء تدعيم هؤلاء بطبيبين أو 3 أطباء للكشف في الحالات الإستعجالية أو اللجوء إلى  تحديد 3 ساعات للطبيب الواحد ـ يقول أحد المرافقين للمريض ـ، خاصة أن كثرة حوادث المرور بالطريق السيار العابر لتراب الولاية والتي تحتاج إلى عناية وجهود جبارة.
أما بخصوص عمل المراقب الطبي بالمؤسسات الإستشفائية، خاصة مصلحة الإستعجالات، فقد يجد هؤلاء أنفسهم تحت ضغط كبير  يكون سببه المرافق للمصاب خاصة عندما يتعلّق الأمر بحوادث المرور. كما أكده لنا المراقب الطبي بمستشفى الأخوات باج بقوله، «نستقبل أعداد هائلة خاصة هذه الأيام حيث يتراوح بين 150 و180 مصاب يتكفّل بهم طبيبين، ويزداد الضغط عند بعض الإختصاصات كالجراجة والإنعاش وجراحة المسالك البولية كونها الوحيدة في المناوبة الليلية الطبية.
هذا الضغط التي سجلناه خلال وقوفنا الميداني، وكذا تصريحات المرضى ومرافقهم في ظلّ الوضعية الحالية، يستدعي اتخاذ اجراءات عملية لتنظيم هذه المصالح حتى تؤدي دورها في أريحية وتنظيم يلقى ارتياح المريض والمرافق له تحت عيون المراقبة الإدارية والعمليات الردعية لأي تجاوز يسجل من أي طرف كان.
أما بخصوص الإعتداءات التي تحدث من حين إلى آخر وهي قليلة جدا حسب ماعلمناه من الجهات الطبية والأمنية التي تسهر على سلامة المواطن والمريض على حدّ سواء، حسب أحد الأعوان النشيطين الذي أوضح أن ذات المصالح واقفة وفي خدمة الجميع، منتهجة أسلوب المعاملة الحسنة وامتصاص حالات التوتر لمرافقي المرضى بسبب الصدمات التي نتعامل معها انطلاقا من تجربتنا التي نضعها في خدمة المواطن، يقول محدثنا.
هذا وعلمنا أن من بين اللوحات الإعلامية الموجودة على مدخل قاعات مصلحة الإستعجالات، لوحة تحمل عبارة «موظفو أعوان الدولة تحميهم المادة 144 من قانون العقوبات». هذا الإجراء القانوني  كاف لإحترام أعوان المستشفى على اختلاف رتبهم ومستوياتهم وتخصصاتهم، وهو ما ينبغي اعتماده والتقيد به، يقول أحد المواطنين بعين المكان.
ومن جهة أخرى، فإن التجهيزات الخاصة بنقل المريض بواسطة ما يسمى بـ «الشريطة» في هي قديمة ومكسرة ولا تصلح، بل تزيد في متاعب ومعاناة المريض يقول المرافقون للمريض. فالإستعمالات اليومية تجعل هذه الوسيلة معرضة للتلف والفساد والتعطّل ولا تشرف المؤسسة الإستشفائية كما هو الشأن بمستشفى الأخوات باج الذي كلف خزينة الدولة مئات الملايير وبه مصالح راقية وأطباء في بعض التخصصات يشهد لهم بالكفاءة، كما هو الحال بمصلحة أمراض القلب.
هذه الوضعية بحاجة إلى تدعيم وتصليح ومراقبة من طرف الجميع، ومن جهة أخرى السهر على ترقية الخدمات الصحية والتعاون ما بين الجميع حتى يؤدي هذا القطاع مهامه على أكمل وجه، خاصة في الحالات الإستعجالية التي تتطلّب السرعة في التنفيذ والدقة في الكشف الطبي وجديته حفاظا على صحة المواطن ومصداقية المؤسسة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024