يكتسي مشروع الفوسفات بشرق البلاد أهمية اقتصادية واجتماعية واعدة، من حيث دوره في تدعيم الإنتاج الوطني بمختلف المشتقات الكيميائية الناتجة عن تحويل الفوسفات، وضمان الأسمدة، واستقرار أسعارها بما يسمح للفلاحين بمضاعفة الإنتاج، وبإلغاء تصنيف أراضي فلاحية بولايتي تبسة وسكيكدة، دخل المشروع مرحلة جديدة، وجاء في المرسومين إلغاء تصنيف أراضي فلاحية لفائدة مشاريع صناعية، وتمّت من قبل فرق محلية متعدّدة القطاعات ثم من طرف لجان وطنية، من الطابع الفلاحي الهامشي المتمثلة في تخصص المساحتين بـ 150 هكتار في بلدية بكوش لخضر بسكيكدة و487 هكتار في بلدية العوينات بتبسة، لإنجاز مصنعين هامين للأسمدة الفوسفاتية.
تعد هاتان الوحدتان جزءين من مشروع صناعي ومنجمي ضخم يسمح برفع انتاج الفوسفات على مستوى حقل بلاد الهذبة ببئر العاتر بتبسة، وتطوير تحويل هذا المعدن إلى مختلف الأسمدة على مستوى المصانع الثلاثة المقرر انجازها بولايات تبسة، سوق أهراس وسكيكدة، وسيتم إنجاز هذا المشروع المتكامل بالشراكة بين مؤسسات جزائرية وصينية. وتبلغ قيمة هذا الاستثمار أكثر من 6 مليار دولار، بحيث سيسمح بتوفير حوالي 20.000 منصب عمل مباشر وغير مباشر لسكان ولايات تبسة وسوق أهراس وعنابة وسكيكدة، ويرمي هذا الاستثمار إلى تعزيز إنتاج الفوسفات في حالته الخام، حيث أن الإنتاج المقدر حاليا بـ 2 مليون طن سيرتفع إلى ما يقارب 10 ملايين طن من خلال تجسيد هذه الشراكة.
وكشفت مؤسسة سوناطراك حينها، أنّها اقتحمت تنشيط استثمارات منجمية خارج المحروقات ومنها منجم الحدبة الذي يعد بآفاق واعدة لتشهد المنطقة رفع مستوى التشغيل إلى 6000 منصب شغل مرحليا. ساهمت سوناطراك بنسبة 34 في المائة بقرابة 6 مليار دولار، إلى جانب مجمع المناجم وشريك صيني على أساس القاعدة 51 / 49، على أن يدخل المعمل حيز الانتاج في ظرف 30 شهرا ليحقق أرباح تصل الى 2 مليار دولار سنويا، فمشروع منجم الحدبة سيرفع قدرات انتاج الفوسفات إلى 10 ملايين طن سنويا.
متنفّس للشّباب البطّال
ويتطلّع المئات من البطالين بتبسة، لانطلاق نشاط مركب الفوسفات الجديد بمنطقة «بلاد الهذبة» ببلدية بئر العاتر، وكذا مركب الحامض الفوسفوري بالعوينات، واللّذين سيوفران آلاف مناصب شغل مباشرة بعد انطلاقهما في النشاط، فالبطالون بمختلف مستوياتهم العلمية بالولاية وخاصة شباب بئر العاتر يعوّلون على هذا المشروع الهام الذي طال انتظاره، لخلق مناصب شغل مباشرة.
وقد اختيرت بلدية وادي الكبريت بسوق اهراس، لإنجاز مجمع تحويل وتكرير مادة الفوسفات، التي تتربّع على مساحة تزيد عن 600 هكتار، تضم 03 وحدات الأولى لإنتاج 4500 طن يوميا من حمض السيليفيريك والثانية لإنتاج 1500 طن يوميا من الحمض الفسفوري، فيما تتكفّل الوحدة الثالثة بإنتاج 3 آلاف طن من المادة الموجهة لإنتاج الأمونياك، حيث يعوّل المشروع على محطة توليد الطاقة الشمسية لوادي الكباريت، لإمداده بالطاقة اللازمة، وهذه المحطة الأولى من نوعها على مستوى الولاية والمتخصصة في إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية بطاقة 15 ميغاواط، على مساحة 30 هكتارا بهذه البلدية. والمحطة التي أسندت أشغال إنجازها إلى مؤسسة صينية مختصة في هذا المجال، من طرف شركة الكهرباء والطاقات المتجددة التابعة لمجمع سونلغاز، دخلت الخدمة بالتزامن وانطلاق أشغال مشروع مصنع الفوسفات، ومن شأن هذه المحطة أيضا أن تضمن التموين بالكهرباء بولاية تبسة الحدودية وتحسين نوعية الخدمة العمومية بهذه الطاقة النظيفة، فضلا عن فتح مناصب عمل لاسيما في الاختصاصات التقنية.
وعند دخوله حيز الخدمة خلال السنة الجارية كما هومقرر، فان مشروع تحويل الفوسفات هوعملية يشترك فيها مصنع «وادي الكبريت»، بالإضافة إلى حجار السود بولاية سكيكدة قبل أن ينقل باتجاه عنابة، ليسوق وطنيا وكذلك للتصدير، ومن شأنه أن يمكن من استحداث زهاء 1500 منصب عمل، وهذا الاستثمار الخاص يتم بتحويل الفوسفات إلى حمض كبريتور الكربون سيدعم الاقتصاد الوطني، ويقدّر بـ 1 مليون دولار سنويا.