استزراع 150 حوض بـ 16 بلدية
يصنّف قطاع الصّيد البحري ضمن الإقتصاد الأزرق المفتوح على فرص كبيرة للإستثمار في الثروة البحرية لضمان الأمن الغذائي، وكذا رفع تحدي التصدير.
في هذا الصدد، عكفت السلطات العمومية على توفير كل الشروط المادية والموارد البشرية من أجل ترقية هذا القطاع من كل الجوانب سواء داخل البحر أو عبر الأحواض، واستزراع السمك بالسدود. وفي هذا الصدد سلّطت جريدة «الشعب» الضوء عن واقع هذا القطاع بولاية تلمسان، والتحديات والرهانات مع آفاق سنة 2020.
وهكذا تسعى مديرية الصّيد البحري والموارد الصيدية لولاية تلمسان، وبالتنسيق مع غرفة تربية المائيات، وفي إطار تنمية تربية الأسماك المدمجة مع الفلاحة بعميات استزراع أحواض السقي الفلاحي على مستوى أغلب المقاطعات الفلاحية، حسبما كشف عنه السيد بوقبرين سحنون، وهو المدير التنفيذي لقطاع الصيد البحري بتلمسان، مؤكّدا لـ « الشعب» أن هذه العميات تجسّدت بعد التكوين النظري والتطبيقي للفلاحين، حيث تمّ لحد الآن استزراع 153 حوض للسقي الفلاحي من أصل 540 فلاح مؤهّل، وهذا خلال سنة 2019، كما تمّ استزراع 64 حوضا للسقي الفلاحي بـ 497 وحدة من سمك الشبوط العادي، الذي تمّ اصطياده من سدود الولاية، وهذه العملية مست 09 دوائر و16 بلدية.
وصادق والي تلمسان السيد علي بن يعيش على إنشاء ثالث منطقة لنشاطات تربية المائيات والصيد البحري بالجهة الوسطى للولاية بأداس بالغزوات بمساحة تقدّر بـ 1.25 هكتار، التي تبعد حوالي 06 كلم عن الميناء، فمنطقة النشاطات الأولى الخاصة بتربية المائيات في الجهة الشرقية للولاية بهنين بمساحة تقدر بـ 2.8 هكتار للمشاريع التي في عرض البحر ومنطقة النشاطات الثانية الخاصة بتربية المائيات والصيد البحري في الجهة الغربية للولاية ببئر المالح بلدية «مسيردة الفواقة» دائرة مرسى بن مهيدي بمساحة تقدر بـ 2.24 هكتار
وتمّ ببلدية سبدو جنوب الولاية تنظيم عملية استزراع أحواض السقي الفلاحي على مستوى المقاطعة الفلاحية، وبسد بني بهدل كذلك تم استزراع 08 أحواض السقي الفلاحي بـ 46 وحدة من سمك الشبوط وبهنين، وعلى مستوى مزرعة تربية المائيات تم إستزراع قفصين عائمين يضمان 22000 من ذئب البحر وبلاعيط القجوج الرمادي.
إحصاء 540 حوض سقي
وتنظّم على مدار السنة الدورات التكوينية من قبل مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية تلمسان بالتنسيق مع غرفة الاختصاص وتربية المائيات ومدرسة التكوين التقني بالغزوات لفائدة 200 فلاح على مستوى المقاطعة لدائرة ندرومة،
و11 دائرة أخرى بدرس تطبيقي على مستوى مستثمرة فلاحية لأحد الفلاحين.
وأكّد بوقبرين أنّ هذه الحملة التحسيسية تهدف إلى غرس ثقافة جديدة، وتشجيع الفلاحين على المشاركة في برنامج تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، إضافة إلى متابعة الأحواض التي سبق وأن تمت بها عمليات الاستزراع، حيث تعود هذه العملية بالمنفعة على الفلاح من خلال نقل وتوفير مديرية الصيد للسمك بالمجان، وجلبها للفلاح بمزرعته وبالحوض الذي يحوز عليه من خلال تعلم تقنيات جديدة، وتوفير الأسمدة بالمجان، ومع مرور السنوات يمكن للفلاح أن يصبح مستثمرا كبيرا ضمن مناطق نشاط، وهذا داخل البحر أو عبر السدود الخمسة للولاية على غرار السكاك والمفروش وسيدي العبدلي وبوغرارة وبني بهدل.
إجراءات عملية لصالح الصيّادين
وكشف بوقبرين أن قطاعه وخلال سنة 2019 تمكّن من تصدير 127.330 طن من مختلف أنواع السمك، وكانت وجهتها نحو إسبانيا، داعيا المستثمرين الخواص للتقرب من مصالحه من أجل العمل في هذا المجال، لا سيما أنه خلال الشهور القادمة ومع مطلع سنة 2020 سيتم فتح والتهيئتين الداخلية والخارجية، وتوسعة بشكل رسمي موانئ الصيد بمرسى بن مهيدي وسيدي وشع وهنين والغزوات، الذين سوف تتوفر فيهم جميع الظروف من خلال استحداث محطات لتزويد سفن الصيد بالوقود، وكذا توفير ملاجئ التي هي عبارة عن مرأب تمكن الصياد من ركن سفينته بكل أريحية، وكذا إدخال شباك الصيد وأغراضه داخل خزانة خاصة، وهذا من أجل إضفاء جمالية لميناء الصيد وكذا من أجل راحة والحفاظ على ممتلكات الصيادين، ضف إلى ذلك أنه سيتم إنشاء محطات إنتاج صغيرة هذه الأخيرة يتكفل أصحابها بإنتاج الثلج، وهذا من أجل بيعه بعين المكان للصيادين وتجار الجملة من أجل الحفاظ على صلاحية منتوجاتهم.
هذا وستم كذلك تشييد مكاتب ومجمع إداري داخل الموانئ من أجل الإجراءات الإدارية، ومن أجل معاملات البيع والشراء التي تكون ما بين الصيادين وتجار الجملة، هذا وسيتم تنظيم نشاط الصيادين وتقنينهم من خلال وضع ترقيم خاص لكل باخرة أو سفينة صي، وعند عدم عودتها لمدة 48 ساعة يقوم بتبليغ مصالح الأمن على غرار حراس السواحل.
هذا ويراهن مدير الصيد البحري وصيادي ولاية تلمسان على ميناء سيدي وشع، الذي من المقرر أن يستلم مع الثلاثي الأول من سنة 2020، هذا الأخير الذي سيكون بمواصفات عالمية إذ تفوق طاقة إستيعابه أكثر من 295 وحدة من السفن وبواخر الصيد، وتم التشاور كذلك مع صيادي المنطقة والغزوات حول كيفية إنشاء مدخل ومخرج السفن بالميناء ومختلف الطرق التنظيمية.
وحول إنشغالات الصيادين تمّ كذلك الموافقة على إنجاز محطة لإصلاح وصناعة بواخر الصيد، وهذا من أجل تجنيب صيادي ولاية تلمسان التنقل نحو بني صاف بعين تموشنت أو للولايات الأخرى بشرق الجزائر ووسطها.
تخرّج نحو 559 متربّص
كشف مدير الصيد البحري سحنون بوقبرين لـ «الشعب»، أن مدرسة أحمد مستغانمي بالغزوات والتي تعتبر خاصة، والتي توفّر تكوينا خاصا في مجال الصيد البحري وتربية المائيات،حيث أحصت هذه السنة تخرّج نحو 559 متربص، هؤلاء زاولوا تكوينا خلال 9 أشهر عبر مختلف الإختصاصات على غرار سائقي بواخر الصيد، وفي مجال تخصص تقني في الأجهزة على غرار الرادار والآلات وبحار مؤهل وتقني في تربية المائيات وتقني في الصيد، حيث يقوم المتربصون من طلبة وكذا ممارسي مهنة الصيد بالتقرب من هذه المدرسة من أجل التكوين.
وأضاف أنّ قطاعه خلال سنة 2019، احتل 10 بالمائة من المنتوج الوطني من منتوج السمك، حيث بلغ إنتاج ولاية تلمسان بنحو 11800 طن، وهذا رقم جد مشرّف ومحفّز للعمل أكثر فأكثر.