شهد قطاع الصحة بولاية باتنة، خلال سنة 2019، الكثير من التطورات المتلاحقة الإيجابية سواء في عدد المؤسسات الصحية أو تلك التي تسير بوتيرة سريعة أو حتى في عدد العمليات المنجزة لفائدة المرضى في مختلف التخصصات، خاصة الجديدة على غرار زراعة القرنية والكلى، والتي أصبحت الولاية قطبا وطنيا رائدا فيها.
كما هو معلوم، فإنّ ولاية باتنة تحوي على 13 مؤسّسة استشفائية تقدّر طاقة استيعابها الإجمالية بـ 2624 سرير; موزّعة على 62 مصلحة طبية وجراحية و46 غرفة عمليات عبر المؤسسات الاستشفائية، إضافة إلى احتوائها على 10 مؤسسات عمومية للصحة الجوارية تضم 61 عيادة متعددة الخدمات، و10 عيادات توليد ريفية بسعة إجمالية تقدّر بـ 94 سريرا وكذا 266 قاعة علاج.
ولعل أهم المكاسب الصحية خلال العام 2019، هو الاستلام الكلي والنهائي لـ 4 مؤسسات استشفائية جديدة بباتنة وإطلاق مشاريع أخرى بالقطاع، خصّصت لها أغلفة مالية معتبرة، تدخل في صميم التكفل الجيد بانشغالات الساكنة، حيث تمّ دخول حيز الخدمة لعدة مرافق صحية انتظرها سكان المنطقة الجنوبية لباتنة لعدة عقود، بكل من دوائر ثنية العابد، تكوت، آريس، وكذا رأس العيون وبريكة، من شأنها أن تخفف الضغط على المركز الاستشفائي الجامعي ومستشفى آريس ليتشكّل بذلك حسبما أفادت به مصادر من مديرية الصحة، حزاما صحيا بالولاية باتنة.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهَدُها البلاد مع تراجع الإيرادات المالية بعد انهيار أسعار البترول، إلا أن الولاية استفادت في مجال الصحة العمومية من عدة مرافق صحية كبيرة ونوعية، ومن شأن المؤسسة العمومية الاستشفائية 120 سرير التي يعتبر مستشفى مرجعي للتغطية الصحية لـ 6 بلديات في ثلاثة دوائر بكل من بوزينة، منعة وثنية العابد، حيث تتكفّل بالمتابعة المستمرة للملف الطبي للمريض من التشخيص والفحص إلى إجراء التحاليل والفحوصات الطبية دون تكبّد عناء التنقل إلى خارج المؤسسة.
كما ستساهم المؤسسة العمومية الاستشفائية 60 سريرا بتكوت، والتي تمّ تدعيمها بطاقم طبي متخصص في الأمراض الصدرية نظرا للطبيعة الجغرافية للمنطقة وانتشار مرض السيليكوز، في تخفيف معاناة السكان جراء انتشار هذا الداء القاتل، ويضاف لما سبق فتح قاعة علاج بآريس بمنطقة إنركب، ونفس الشيء برأس العيون حيث تم استفادة السكان من مستشفى بسعة 120 سرير، وكذا عيادة للام والطفل ببريكة بسعة 80 سرير يرتقب تدشينها خلال الثلاثي الأول من العام الجديد 2020.
ولضمان خدمة جيدة لهذه المرافق الهامة، تمّ اقتناء حصص معتبرة من التّجهيزات الطبية المتعلقة بهذه المؤسّسات الاستشفائية تتمثّل في عتاد الأشعة، تجهيزات المخابر، أجهزة تصفية الدم، كراسي جراحة الأسنان وسيارات الإسعاف.
كما تتواصل على قدم وساق أشغال بعض المرافق الصحية الجديدة على غرار جناح الاستعجالات الطبية ببوزوران وتوسيع المؤسسة العمومية الأم والطفل مريم بوعتورة بباتنة، فضلا عن مؤسسة التكوين شبه الطبي الجديدة بوادي الشّعبة.
ويعوّل سكان حي بوزوران على المصلحة الجديدة الخاصة بالاستعجالات الطبية المنجزة، والتي انتهت بها الأشغال وشرع فعلا في عملية تجهيزها بأحدث الأجهزة والتقنيات بعد أن خصّص لها غلاف مالي ضخم يفوق 50 مليار سنتيم، من شأنها رفع الغبن عن المواطنين وتخفيف الضغط الكبير على مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بباتنة.
ويعتبر هذا المشروع من بين أكثر التحديات التي واجهها قطاع الصحة بالولاية في السنوات الأخيرة، حيث استغرق إنجازها عدة سنوات وتعاقب عليها 4 ولاة، من شأنها التكفل الجيد بالمرضى خاصة بعد تسجيل إقبال كبير وأحيانا عجز في التكفل بالمرضى الوافدين على مصلحة المستشفى الجامعي، الذي يشهد يوميا توافد المئات من الحالات الصحية الإستعجالية من مختلف مناطق الولاية، وحتى من الولايات المجاورة على غرار بسكرة، خنشلة وأم البواقي.
كما تدعّم المركز الجهوي لمكافحة السرطان بتجهيزات، منها «سكانير» و»إي.أر.أم» بأغلفة مالية قدّرت بـ 60 مليار سنتيم،
وكذا استفادة 12 بلدية من سيارات إسعاف مجهزة بالعتاد الطبي شهر جوان 2019.