يرى حكيم كلاش مرصّص صحي منذ سنة 1990 بالمدية إلى يومنا هذا، أنّ الاختناقات المنزلية الناتجة عن استنشاق المواطنين لمادة الغاز السامة سواء بالأماكن الحضرية أو الريفية سببها عدم الانتباه إلى ضرورة توفير وسائل التهوية المطلوبة حال توصيل المنازل بمادة الغاز الطبيعي قبل وبعد تمكين مستغل السكن لشهادة مصادقة تركيب الانابيب الداخلية من طرف المرصّص المعتمد على مستوى الابواب الخشبية أو تلك الواقعة أعلى المدفئات.
وحمّل كلاش مسؤولية ارتفاع عدد الاختناقات المنزلية بسبب استنشاق هذه المادة السامة، وبخاصة عند اشتداد موجة البرد إلى الشركات المسوقة للأنابيب المستعملة من مادة الالومنيوم على شكل «الكورديون» لإخراج هذه الغازات السامة من المنازل لعدم جودتها مقارنة بتلك القديمة والمصنوعة من الزنك، إلى جانب الغش في أدوات التدفئة خصوصا تلك المستوردة من بعض الدول الآسيوية، مضاف إلى ذلك عدم تنظيف هذه الأدوات بصفة دورية، داعيا في هذا الصدد إلى الابتعاد عن تركيب سخانات الماء داخل الحمامات المنزلية باعتبار أن ذلك يعد أحد الاسباب المباشرة للموت الحتمي الناتج عن تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون، مقترحا إجبار السكان على تركيب أدوات تحديد الخطر الناجم عن تسرب هذا الغاز أو الدخان.
يجزم المرصّص محمد وكريف صاحب خبرة تعود إلى سنة 1985، بأنّ السبب المباشر لهذه الاختناقات المنزلية يتمثل في العامل البشري لأن الانسان يعرف مكمن الخطأ ويتعمّد ارتكابه، مستشهدا بواقعة حدثت ذات يوم ببلدية وزرة عند قيامه بعملية تركيب مدفئة لأحد الأشخاص، إذ وبعد انتهائه من عمله قال عدت في اليوم الثاني لأخذ عتادي، ولما سألت صاحب المنزل هل نجحت فيما أنجزته، اكتشفت بكل دهشة بأنّه قام بسد أنبوب الدخان من فوهة المدفئة تماما، على أساس أنّ ذلك من شأنه أن يبقي الدفء داخل المنزل، محذّرا من مغبة سد بعض الفتحات التي تسمح بإخراج الغازات المحترقة والمحتمل تسربها من حين لآخر لسبب تقني غير متعمد.
ونبّه المرصّص وكريف في هذا الصدد إلى المدفئات المغشوشة والتي عادة تستورد من بعض الدول الآسيوية باعتباره أنه لما يطلب منه القيام بتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل لا يقدم أي ضمان بشان نوعية المدفئات التي يتم تركيبها، محذّرا في الوقت ذاته من استعمال أنبوب الاكرديون في أدوات التسخين المتحركة، لأن هذا النوع من الانابيب يستحسن استعمالها في اخراج الدخان من أدوات تسخين الماء والحمام لبعدها وعدم احتكاكها على الانسان، رافضا تركيب أدوات تسخين الحمام داخل أماكن الاستحمام نظرا للخطورة التي تتربص بالبشر في وقت كان، حاثّا بهذه المناسبة على وجوب الاستعانة بحرفيين ومختصين في الترصيص من منطلق أن هناك الكثير من بينهم من يهمه الحصول على الأتعاب دون أن يكلّف نفسه إنجاز عمله بإتقان حماية للنفس البشرية من الموت الصامت لغياب الضمير وروح المسؤولية، مقترحا العودة الى التسخين عن طريق التدفئة المركزية التي تقل فيها نسبة الخطر بـ 99 بالمائة.