تستضيف مدينة جوهانسبورغ، العاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا منتصف الشهر القمة الافريقية الـ 25 تحت شعار “عام تمكين المرأة والتنمية من أجل تحقيق أجندة 2063”.
وستسبق اجتماعات رؤساء الدول والحكومات المقرّرة يومي 14 و15 جوان، بعقد الاجتماع الـ 30 للمندوبين الدائمين بالاتحاد الافريقي في الفترة من 7 إلى 8 جوان في مدينة بريتوريا، بينما سيعقد الاجتماع الـ 27 للمجلس التنفيذي في الفترة من 10 إلى 12 جوان بجوهانسبورغ.
وبخصوص هذا الموعد الافريقي الهام، أعربت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا مايتي نيكوانا ماشاباني عن ثقتها في نجاحه، مشيرة إلى أنه سيناقش عددا من قضايا الأمن والسلام في القارة السمراء، تتقدمها مكافحة الإرهاب واستحداث بدائل تمويلية لأنشطة الاتحاد الأفريقي.
وقالت ماشاباني، “أنّ فعاليات القمة التي ستحتضنها بلادها ستنصب على متابعة الإجراءات التنفيذية لعدد من القرارات التي اتخذها القادة الأفارقة في قمّتهم الأخيرة التي عقدت في جانفي 2015 بالعاصمة الاثيوبية، وجميعها تتعلق بأجندة الإنماء الافريقي للعام 2063 وإجراءاتها التنفيذية للأعوام العشرة الأولى من زمن تلك الخطة”.
وأشارت إلى أن زيمبابوي سترأس أعمال قمة جوهانسبرغ وما يتبعها من فعاليات ولجان، وذلك بحكم توليها رئاسة الاتحاد الافريقي هذا العام.
ويمثل تشكيل قوة إفريقية للانتشار السريع والطوارئ محورا لمباحثات قادة القارة خلال قمتهم المرتقبة، حيث سيطلعون على ما انتهى إليه وزراء الدفاع والأمن الأفارقة في الاجتماع الثامن لهم الشهر الماضي من مقترحات بهذا الشأن.
ويقول المراقبون إن تمويل قوة الانتشار السريع الافريقية سيتصدّر أجندة أعمال القمة الافريقية الـ 25، بحثا عن مصادر تكون بديلة عن موازنة الاتحاد الافريقي.
ويعتمد الاتحاد القاري بنسبة 70 في المائة على المنح والمساعدات الدولية لتمويل أنشطته، ويتبنّى الرئيس الحالي لمجلس قادة دول الاتحاد الافريقي ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي وجهة نظر مفادها بأنه لا بديل للأفارقة عن الاعتماد على الذات في تمويل قوة انتشارهم السريع المشتركة، كما يؤكّد أنّ الاعتماد على أي تمويلات من خارج القارة لعمل تلك القوة سيكون تمويلا مشروطا، محذّرا من أنّ ذلك قد يقود إلى استخدام تلك القوة كأداة في أيدي الجهات الخارجية لترتيب أوضاع معينة لصالحها علي الأرض الافريقية.
وكانت القمة الـ 24 للاتحاد الافريقي قد التأمت في جانفي الماضي بأديس أبابا بتوصيات تصدّرها محاربة “الإرهاب” خاصة جماعة “بوكو حرام” النيجيرية، إلى جانب سبل مواجهة وباء إيبولا الذي أودى بحياة الآلاف في دول بغرب القارة.
وأكّد وقتها الرئيس زيمبابوي على ضرورة التعامل بحزم مع الحركات الارهابية مثل “شباب المجاهدين” في الصومال وتنظيم “القاعدة” وجماعة “بوكو حرام” من أجل إعادة الاستقرار للبلدان المتأثّرة بالعنف.
وإلى جانب الوضع الأمني، ناقشت القمة المبادرة الافريقية للتعليم من أجل السلام والنهوض الاقتصادي
والاجتماعي.
الموعد الافريقي المرتقب هام،وشعوب السمراء تعلّق عليه آمالا كبيرة بغية الخروج بقرارات تفعّل على أرض الواقع لتهدئة الاوضاع الامنية
وإطلاق العجلة الاقتصادية، وقبل ذلك وبعده للتحرّر من الهيمنة الخارجية، وما تلحقه من أذى وما تسبّبه من آلام.