قمنا ببث مباراة واغادوغو على القناة الأرضية .. بعد استنفاذ كل وسائل التفاوض
تواصلت مباراة بوركينا فاسو ـ الجزائر لأيام عديدة ليس فوق الميدان، ولكن على صفحات الجرائد ووسائل الاعلام المختلفة، أين فتح نقاش كبير حول حقوق بث المقابلات من هذا الحجم والميكانيزمات التي تغيرت و احدثت خللا في حق المواطن او المشاهد الحصول على صور الحدث الذي يعني ممثله في منافسة عالمية كبرى، وهي تصفيات كأس العالم ..
فالشارع الرياضي الجزائري بقي حائرا في الأيام التي سبقت موعد واغادوغو، وكذا يوم المباراة الى غاية القرار الذي اتخذ بضرورة بث المباراة ..
و من أجل اعطاء كل التفاصيل حول هذه الوضعية التي أدخلت كرة القدم العالمية في رواق تجاري بعيدا عن الحد الأدنى للخدمة العمومية، استضفنا رئيس القسم الرياضي بالتلفزة الوطنية ياسين بورويلة، الذي قدم لنا توضيحات وافية عن هذه القضية التي شغلت الرأي العام الرياضي بالجزائر و بالخارج، و التي قد تكون انطلاقة لرؤية جديدة في أساس منح الفرصة للمشاهد خلال الأحداث الرياضية الكبرى .
فكيف تمّ الوصول الى عدم تمكن القناة الوطنية من الحصول على حق بث المباراة؟ في هذه النقطة اعطى بورويلة شروحا وافية لكي يكون الجمهور الجزائري على دراية بأساس المشكل الذي وقع، الذي حمّل فيه المسؤولية الى بداية الطريق والذي يؤدي الى منظم المنافسة .. وفي هذا الموضوع قال : «منظم المنافسة هو مالك الحقوق ونعني به الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، التي فوّضت حقوق البث التلفزيوني لوكالة عالمية وهي “سبورت فايف” التي تقوم بالتفاوض مع مختلف التلفزيونات الراغبة في الحصول على المقابلات المبرمجة .. وإذا كانت الأمور عادية بالنسبة للدورين الأول والثاني من تصفيات المونديال عادية بعدم وجود قناة اشترت المقابلات حصريا، فإن الدور الفاصل عرف اقتناء احدى القنوات الحقوق بصفة “حصرية كاملة» .
شرط خارج المجال الرياضي
ويمكن القول ان هذه الصيغة هي التي طرحت المشكل، كون القنوات التي تريد الحصول على صور المقابلات المبرمجة في هذا الدور لم تعد بإمكانها التفاوض مع «الوكالة التجارية لـ«الكاف»، وانما مع القناة التي اشترت الحقوق حصريا .. ويقول رئيس القسم الرياضي للتلفزيون الجزائري: “اتصلنا بـ “سبورت فايف” لم يردوا علينا .. و بالتالي فقد اتصلنا بـ “ الجزيرة “ التي اشترت الحقوق كما اعلنا سابقا، لكن لم يردوا في المحاولة الأولى .. و في المحاولة الثانية كان الرد على طلبنا لكنهم قالوا لنا ان العرض ضعيف ..أضافوا شرطا خارجا عن الرياضة كمساومة، وهو الخطأ الكبير الذي تم ارتكابه من طرف هذه القناة التي خرجت عن موضوع المفاوضات خاصة بمباراة كروية .. وبالتالي ابلغنا الجهات الرسمية المعنية بنشاط كرة القدم، والاتحادية الجزائرية والكونفدرالية الافريقية والفيفا على هذه المساومة لوضع كل الأمور في منطقها”.
ويتضح من حديث بورويلة ان المساعي كانت في منظور يسمح بإمكانية ايجاد حل قبل ان تتجاوز المباراة في حد ذاتها ليتخذ قرار بث المباراة على الأرضية الجزائرية، والتي تمكن المشاهد الجزائري من متابعتها، و قال ضيف “الشعب” قائلا : “اتخذنا قرار بث مباراة واغادوغو بعد ان راعينا العديد من النقاط التي نراها أساس العمل في مثل هذه الظروف، وهي كالتالي:
1 – أهمية الحدث بالنسبة للمجتمع الجزائري كون المقابلة تجري ضمن تصفيات كأس العالم .
2 – تم بث المباراة داخل الحدود الجزائرية، أي في القناة الأرضية.
3 – جاء هذا الإجراء ببث المباراة بعد استنفاذ كل وسائل التفاوض.
4 – لم نعلن من قبل عن بث المباراة المعنية، اين تفادينا التأثير على القناة التي اشترت الحقوق من سبورت فايف”.
5 – احتراما للخدمة العمومية للتلفزة الوطنية، اي حق المشاهد في متابعة المباراة.
هذه النقاط تم الارتكاز عليها لمنح الفرصة للملايين من الجزائريين الذين تابعوا المباراة التي نشطها الفريق الوطني، خاصة وان بورويلة ركز على نقطة ان التلفزة الوطنية نقلت كل مقابلات الخضر منذ الاستقلال .
وبث هذه المباراة والظروف التي سبقت واعقبت الحدث طرح عدة أسئلة، في الميكانيزمات التي تم اعتمادها للوصول الى مثل هذه المشكلة التي تفرض احتكارا كبيرا عندما تكون المبالغ المالية هي سيدة الموقف دون مراعاة الخدمة العمومية .. لذلك من الضروري توحيد الصفوف بين التلفزيونات الافريقية من أجل الحصول على حقوق البث الأرضي كأساس أولي وتجنب مثل هذه المواقف الاحتكارية .. ففي أوروبا تم التوصل الى فرض تقديم الاحداث الكبرى في التلفزيونات العمومية لترسيخ الخدمة العمومية والسماح لعدد أكبر من المشاهدين متابعة هذه الأحداث التي تدخل في اطار ترقية الانسان .
التقسيم الجغرافي
ومن جهة أخرى، فإن التقسيم الجغرافي ليس محترما في هذا الأساس حسب ياسين بورويلة: “الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية تعترف بالتقسيم الجغراف فقط .. وفي منافسة مثل هذه المباراة تعني القارة الافريقية، في الوقت الذي اكون مضطرا لاقتناء حقوق البث من خارج القارة السمراء .. و أظن ان الخلل موجود وعلينا توحيد الصفوف لجعل الأمور تدخل في منطق الأشياء و لخروج من هذا الاحتكار الذي يضر المواطن في القارة السمراء”.
لذلك، فإن أمور بث مباراة واغادوغو قد تكون البداية لرؤية جديدة من طرف كل السلسلة المعنية بنشاط كرة القدم في افريقيا لتمكين المشاهد من متابعة العرض الذي يشارك “في صناعته” منتخبه الوطني .