عرفت منافسات الرابطة المحترفة الثانية صراعا كبيرا قبل ترسيم صعود مولودية بجاية، جمعية عين مليلة وأهلي برج بوعريريج، حيث استحق الثلاثي البطاقات التي تسمح له العودة الى قسم الكبار.
فقد شدّت بطولة القسم الثاني أنظار المتتبّعين بشكل مركز بالنظر للتنافس الشديد الذي عرفته المقابلات، كون دائرة الفرق التي كانت تطبح لكسب ورقة الصعود كانت واسعة،
والتي كانت تضم الى جانب الثلاثي المذكور كل من شبيبة سكيكدة، شبيبة بجاية، جمعية الشلف.
ومع مرور الجولات بدأت «الحسابات» تصعب بالنسبة للفرق المعنية وكل نقطة لها وزنها الذهبي، ممّا ساهم في رفع مستوى الأداء، خاصة وأن التنافس في نفس الوقت كان على أشده بالنسبة للفرق التي تلعب من أجل تفادي السقوط الى قسم الهواة.
«الموب»..مشوار مميّز
وقد تمكّن فريق مولودية بجاية من الحصول على الورقة الأولى للصعود الى قسم النخبة بعد موسم ناجح على كل الأصعدة من خلال الفوز بعدد كبير من المقابلات في عقر داره، الى جانب العودة بنقاط ثمينة من خارج الديار بالرغم من أن الأمور لم تكن سهلة بالنظر للتغييرات التي حصلت على العارضة الفنية للفريق، كون الانطلاقة كانت مع المدرب مصطفى بسكري قبل أن يرمي المنشفة، ليتم الاستنجاد بالمدرب رشيد بوعراطة الذي لم يمكث الى غاية نهاية الموسم، ليخلفه المدرب عز الدين أيت جودي الذي سار الى غاية تحقيق أمال آلاف أنصار أصحاب الزي الأخضر والأسود.
واعتمد الفريق البجاوي على خبرة لاعبيه في تسيير الأوقات الصعبة، والبقاء في تركيز تام الى غاية الوصول الى الهدف وإعادة الفريق الى الرابطة المحترفة الأولى بعد أن عصفت به المشاكل التنظيمية الى القسم الثاني، وهو الذي شارك في نفس الموسم في منافسة قارية.
جمعية عين مليلة..بعد غياب دام 18 سنة
أما صاحب البطاقة الثانية جمعية عين مليلة، فإن الفرحة كانت عارمة أوساط محبيه الذين كانوا ينتظرون بشغف كبير رؤية هذا الفريق في القسم الأول بعد سنوات عديدة من مغادرته لقسم النخبة، ونجح فريق عين مليلة في تحقيق الهدف بعد 18 سنة من الغياب عن قسم الكبار، وجاء ذلك بفضل الرؤية السليمة لمسيريه والعزيمة الكبيرة للاعبيه بقيادة المدرب المحنك شريف حجار الذي عرف الطريقة التي يسير بها امكانيات لاعبيه.
وبقي التركيز في المستوى بالنسبة لأصحاب الزي الأحمر والأسود، فبالرغم من تضييعه للمركز الأول لصالح «الموب» في مرحلة صعبة من المنافسة، الا أن فريق الجمعية استعاد مستواه في الوقت المناسب وخطف البطاقة المؤهلة الى الصعود.
أهلي البرج حسم الأمور في الجولة الأخيرة
في حين أن الورقة الثالثة للارتقاء الى الرابطة المحترفة الأولى لم يتم التعرف عن صاحبها الا في الجولة الأخيرة، وإن لم نقل الدقائق الأخيرة من هذه الجولة حيث أن التنافس كان على أشده بين شبيبة بجاية وأهلي البرج.
ولم يتمكّن فريق شبيبة بجاية من العودة بالفوز من تلمسان على حساب الوداد المحلي، وفي نفس الوقت فاز الأهلي في عقر داره على حساب جمعية الشلف، والذي فتح أبواب الفرحة بعودة أهلي البرج الى حظيرة الكبار بعد غياب دام 5 سنوات، وقام المدرب بوغرارة بعمل كبير في الفريق وسمح له البقاء في المستوى طيلة الموسم بالرغم من انسحابه من العارضة الفنية في الجولات الأخيرة.
وبالتالي، فإن الثلاثي الذي حقق الصعود سوف يقوم بدون أدنى شك بانتدابات في الأسابيع القادمة لتدعيم التشكيلة ومحاولة التألق في الرابطة المحترفة الأولى.
وإذا كانت الفرحة عارمة ضمن الفرق الصاعدة، فإن الخيبة كبيرة بالنسبة للأندية التي نزلت الى قسم الهواة، ويتعلق الأمر بكل من شباب عين الفكرون، شباب باتنة وغالي معسكر، حيث عليها إعادة ترتيب أمورها ومحاولة العودة السريعة إلى الرابطة الثانية.