صعوبات في تصفيات كأس العالم 2018
عاش المنتخب الوطني لكرة القدم سنة مليئة بالأحداث وبكثرة الاضطرابات، ميزها التراجع في مستوى وأداء الخضر مقارنة بما عودتنا عليه العناصر الوطنية في التسع سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى عدم الاستقرار على مستوى الطاقم الفني الذي انجر عنه بداية مشوار مخيبة في التصفيات المونديالية بتعادل امام الكاميرون وانهزام امام نيجيريا.
ومع ذلك كانت بداية السنة موفقة للخضر بعدما قاد الناخب الوطني الأسبق الفرنسي «كريستيان غوركوف» رفقاء القائد «كارل مجاني» إلى ضمان التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون رسميا بثلاثة انتصارات وتعادل وحيد ومركز أول في مجموعة الخضر المتكونة من منتخبات إثيوبيا السيشل والليزوتو، وقرر غوركيف رمي المنشفة في الثلاثين مارس المنصرم قبل نهاية مشوار التصفيات بمبارتين أمام منتخبي السيشل والليزوتو، وقبل انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.
رغم أن البعض كان يؤكد بأن خليفة «غوركوف» جاهز إلا أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وجد صعوبات بالغة في إيجاد مدرب يقود سفينة الخضر قبيل تصفيات مونديال روسيا بهدف بلوغ المربع الذهبي من العرس الإفريقي على الأقل والتأهل إلى كأس العالم المقبلة وتنقل المنتخب الوطني إلى السيشل في الـ 28 ماي 2016، لخوض مباراة الجولة الخامسة من التصفيات في الثاني جوان الماضي قصد ترسيم التأهل إلى الغابون، دون مدرب رئيسي وبقيادة المدرب المساعد «نبيل نغيز» الذي قاد الفترة الانتقالية بسلام بعدما تمكن من العودة من العاصمة السيشيلية «فيكتوريا» بفوز مريح بهدفين نظيفين وتأهل، ومن دون «ياسين براهيمي» و»رياض محرز» و»وليد مسلوب» المصابين إلى جانب «إسلام سليماني» الموقوف بداعي العقوبة.
«راييفاتس» يرمي المنشفة
بعد فوز وتعادل
استغرقت مدة التنقيب عن مدرب جديد للمنتخب الوطني ثلاثة أشهر في سابقة منذ تولي «محمد روراوة» رئاسة الفاف، وبعد طول انتظار اتفق المسؤول الأول على كرة القدم الجزائرية مع المدرب الصربي «ميلوفان راييفاتس» على تولي قيادة العارضة الفنية للخضر إلى غاية جوان 2019.
الصربي جاء في وقت حساس ولم يكن له الوقت الكافي لمعرفة اللاعبين، ورغم ذلك فاز في لقاء الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات الإفريقية بسداسية نظيفة أمام منتخب الليزوتو بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة في التاسع من شهر سبتمبر، لكنه فشل في قيادة الخضر إلى فوز جديد في التصفيات المؤهلة لكأس العالم شهر بعد ذلك وتعادل بهدف لمثله أمام الأسود الجموحة، ما شكل موجة من الغضب وسط اللاعبين والتي دفعت الصربي إلى مطالبة «روراوة» بإعفائه من المهمة انعدام التواصل بينه وبين اللاعبين كونه لا يتقن اللغتين الفرنسية والانجليزية واعتماده على المترجم لإيصال رسالته للاعبين، ليغادر العارضة الفنية للمنتخب بعد شهرين وثمانية أيام .
«الخضر» أفضل هجوم
وسوداني هداف التصفيات
تمكن المنتخب الوطني من إنهاء تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 بأفضل هجوم في القارة السمراء رغم تذبذب الاستقرار على مستوى الطاقم الفني، وتمكن «محاربو الصحراء» من إمطار مرمى المنافسين في 25 مناسبة في 6 لقاءات بمعدل 4 أهداف في كل مباراة، في المقابل تلقى الخضر 5 أهداف أي بفارق تاريخي وصل إلى +20 هدفا.
فاز رفقاء «محرز» داخل القواعد بنتيجة (4-0) على السيشل، ثم عادوا بالفوز خارج القواعد بـ (1-3) أمام الليزوتو، ليكتسحوا بعدها إثيوبيا بملعب البليدة بـ (7-1)، ثم عادوا بالتعادل من «أديس أبابا» بنتيجة (3-3)، ليفوز بعدها رفقاء «سوداني» على السيشل خارج القواعد بهدفين نظيفين، ويختتم بعدها «الخضر» التصفيات بفوز عريض على الليزوتو بسداسية نظيفة.
تألق جعل مهاجم فريق دينامو زغرب الكرواتي «العربي هلال سوداني» يتصدر جدول هدافي التصفيات برصيد 7 أهداف، سجلها ضد الليزوتو (4 أهداف) والسيشل (3 أهداف) ذهابا وإيابا.
عودة «ليكنس» ...
ورث المدرب البلجيكي «جورج ليكانس» وضعية صعبة بعد التعادل امام الكاميرون بعدما تم تنصيبه في الـ 26 من شهر أكتوبر، خلفا للمنسحب من منصبه الصربي «راييفاتس»، في مهمة صعبة للغاية نظرا لأهداف الاتحادية في التأهل إلى المونديال الروسي وبلوغ المربع الذهبي من كأس أمم إفريقيا المقبلة.
لم يوفق المدرب الذي كانت له تجربة قصيرة على رأس المنتخب الوطني عام 200٣، أين قاد الخضر لمدة 6 أشهر فقط في 6 مباريات ثلاثة منها رسمية، في الفوز بلقائه الأول الشهر الماضي مع المنتخب الوطني في إطار الجولة الثانية من تصفيات مونديال روسيا أمام ضد المنتخب النيجيري حين عاد رفقاء «سليماني» يجرون معهم الهزيمة في التصفيات بثلاثة أهداف لهدف وحيد، يعقد من مأمورية المنتخب الوطني في باقي مشوار.
تألق «محرز» على كل لسان
سنة 2016 ميّزها أيضا تألق الدولي الجزائري «رياض محرز» مع فريقه ليستر سيتي الانجليزي، بقيادته فريقه نحو تحقيق لقب بريمرليغ تاريخي، الأول من نوعه للنادي منذ تأسيسه، حيث ساهم بشكل كبير في حصد لقب البطولة بأهدافه الرائعة وتمريراته الحاسمة، التي نصبته أفضل لاعب في البريمرليغ الانجليزية، وجعلته يدخل سباق أفضل اللاعبين في الكرة الأرضية في مسابقة الكرة الذهبية التي فاز بها النجم البرتغالي «كريستيانو رونالدو»، وحل فيها الدولي الجزائري في المركز السابع لأول مرة في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
«بوقرة» يعود إلى «الخضر»
لتأطير اللاعبين
لعل أبرز حدث هام للمنتخب الوطني مع نهاية السنة الجارية، هو عودة الماجيك إلى بيت الخضر بعدما وضع حدا لمشواره كلاعب ، وهو القرار الذي اتخذه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم «محمد روراوة»، بعد استنجد بالقائد الأسبق للخضر «مجيد بوقرة»، حيث اتفق معه خلال لقائهما، الأربعاء، بالمركز التقني لسيدي موسى على تدعيم الطاقم الفني للمنتخب الوطني الأول خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون.
أكد مصدر عليم لـ «الشعب» أن «روراوة» اتفق مع القائد السابق الذي يلقى احترام الجميع، على شغل منصب مكلف بالعلاقة بين اللاعبين والطاقم الفني حيث سيكون حلقة وصل بينهم، وذلك خلال البطولة القارية.