حقّق المنتخب الوطني لكرة القدم الأهم بعد أن فاز على نظيره البنيني خلال المواجهة التي جمعتهم منتصف الأسبوع الماضي، والتي تدخل في إطار الجولة الثالثة من الإقصائيات الخاصة بمونديال البرازيل 2014.
عاد “الخضر” إلى السباق للحصول على ورقة التأهل إلى أكبر محفل كروي في العالم، بما أن زملاء مجاني أصبح في رصيدهم 6 نقاط بعد أن احتفظوا بالزاد كاملا، مثلما هو الحال مع منافسهم الأبرز في المجموعة الرابعة والأمر يتعلق بمنتخب مالي الذي يملك أسبقية النتيجة عقب فوزه على زملاء لحسن.
ويبقى عمل كبير ينتظر الطاقم الفني للفريق الوطني بقيادة المدرب البوسني هاليلوزيتش من أجل التحضير لقادم الجولات المتبقية رغم الفوز الأخير بهدف ضمان تحقيق نتائج إيجابية، خاصة خلال الخرجتين القادمتين ضد كل من منتخب البنين ورواندا على التوالي في شهر جوان المقبل.
وكان الفريق البنيني قد أحرج زملاء غولام فوق ميدانهم من خلال الصعوبات التي شكلّها وإرباكه لدفاع الفريق الوطني، بدليل الهدف المسجل وذلك ناتج عن الأخطاء المرتكبة من جانب العناصر الوطنية نتيجة غياب التنسيق في وسط الميدان.
وبهذا يجب على الطاقم الفني العمل من أجل تفادي المفاجآت بناء على الملاحظات المسجلة من اللقاء الماضي، وكذا “الكان” لأنه حتى رواندا من شأنها أن تخلق لنا صعوبات بما أنها ستلعب على أرضها وأمام جمهورها رغم أنه ليس لدى هذا الفريق ما يخسره، وذلك بناء على المعطيات التي يجب الوقوف عندها من خلال صعوبة المهمة بالنسبة “للأفناك” في كل مرة يتنقلون فيها إلى أدغال إفريقيا سواء من ناحية التعب وكذا الظروف المناخية من ارتفاع للحرارة ونسبة الرطوبة العالية ما يؤثر على امكانيات اللاعبين.
وبما أن معظم العناصر الوطنية تلعب في أوروبا ستجد صعوبة في التأقلم مع الوضع الصعب، خاصة الوجوه التي لم يسبق لها أن اكتشفت الأجواء على غرار كل من تايدر
وبراهيمي وحتى بلفوضيل إن التحق بالمجموعة في نهاية الموسم الكروي.
العمل على تحصيل النقاط من خارج الديار
ولكن رغم أن فترة نهاية الموسم إيجابية للمدرب هاليلوزيتش بما أنه سيستفيد من خدمات كل أشباله في الوقت المناسب، إلاّ أنه هناك مشكل آخر يتمثل في الإرهاق والتعب لدى معظم العناصر الوطنية التي كانت تلعب بانتظام مع نواديها، وهذا ما يعرضهم إلى مشكل الإصابات التي من شأنها أن تلاحق كوادر الفريق في هذه الفترة بعد أن يصل المستوى البدني لدى اللاعبين إلى حد الذروة.
وبالتالي فإنّ الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني سيعمل على كسب أكبر عدد من النقاط من خارج الديار من أجل لعب لقاء الجولة الأخيرة ضد مالي في شهر سبتمبر بأكثر راحة من كل الجوانب، بعيدا عن الضغط بناء على النتائج التي يتحصل عليها هذا الأخير في اللقاءين القادمين.
ويبدو أنّ الأمور قد اتضحت أكثر أمام الجميع من خلال الترتيب الذي ستعرفه المجموعة الرابعة من أجل تفادي كل الحسابات بالنسبة لزملاء غولام، وبالتالي ترك الكرة في مرمانا ومصيرنا بأيدينا إلى غاية آخر جولة من المنافسة من أجل الحسم في تأشيرة التأهل إلى أكبر محفل كروي في العالم للمرة الثانية على التوالي.
مواجهة مالي...الحاسمة!
وللإشارة، فإنّ المنتخب المالي سيكون مع فرصة استقبال منافسيه في مناسبتين على التوالي عكس الخضر، ولهذا فإنّ الأمور في صالح منافسنا على الورق في انتظار ما سيكشف عنه الميدان الذي يبقى الفاصل الأخير في الأمر.
وبما أن مواجهة الجولة الأخيرة ستكون في بداية الموسم، ما يعني أن معظم اللاعبين لن يكونوا جاهزين بدنيا بالشكل المطلوب.
وهذا المشكل طالما شكّل عائقا كبيرا لدى المدرب الوطني في السنوات الماضية، ما ينعكس على النتيجة بصفة مباشرة، وبالتالي فإنّ التحاق بعض العناصر الشابة بالتشكيلة الوطنية والأمر يتعلق بكل من تايدر، غولام، براهيمي وغيلاس كان في الوقت المناسب من أجل تقديم الإضافة اللازمة للمجموعة، وهذا ما يحصل من خلال المستوى الكبير الذي قدمه هؤلاء الوجوه الصاعدة ضد منتخب البنين.
كما سيسمح تألّق الوافدين الجدد إلى الفريق الوطني بتشجيع لاعبين آخرين من أجل الاسراع في تمثيل الألوان الوطنية، على غرار بلفوضيل الذي من شأنه أن يعطي دفعا للهجوم وبالتالي القضاء على مشكل غياب رأس حربة حقيقي في التحديات القادمة.