دورة الجزائر لهذه السنة كانت صعبة وشاقة جدا خاصة لكل المشاركين بما فيهم المحترفين نظرا لسوء الأحوال الجوية والتضاريس الوعرة التي تميز المسالك.
المرحلة الأولى التي ربطت بين العاصمة والبويرة التي عادة ما تبدأ فيها المنافسة بريتم بطيء، عكس التوقعات كانت هذه المرة من أصعب المسالك منذ بداية الدورة، خاصة منطقتي الأربعاء وتابلاط والتي كانتا الأصعب بالنسبة للجميع بما فيهم أصحاب الاختصاص كون المنطقتين تتميز بمرتفعات وعرة، أما المرحلة الثانية فكانت الأصعب من بين كل المراحل والتي ربطت بين سطيف وبسكرة، حيث قطعت مسافة 240 كلم في مدة قاربت 7 ساعات وهي المسافة التي تعد شاقة وصعبة خاصة للمتسابقين الجزائريين الذين ينقصهم التحضير في مثل هاته المسافات التي تقام في غالبية الأحيان في الألعاب الأولمبية، وهو الأمر الذي إحتج عليه فريقي سوفاك والمجمع البترولي والمنتخب الأولمبي الجزائري، الذين إعتبروا أن تأخير تقديم برنامج المسالك أسبوع فقط قبل الدورة منعهم من فرض أنفسهم خلال طواف الجزائر لنقص تحضيرهم على هذا المستوى.
غالبية المشاركين وأعضاء القافلة التي يصل عددهم إلى 600 شخص أكدوا بأن التنظيم لم يكن في محله في غالبية الأحيان، وهو ما أكده » شعبان هشام« دراج فريق سوفاك الذي حل ثانيا في المرحلة الرابعة حين قال: » لم نكن نعرف مسالك الدورة والمسافات إلا قبل أسبوع من انطلاق الدورة، فمثلا من أجل التحضير لخوض مسافة 240 كلم يجب إجراء تدريبات لمدة شهر، ولمسافات تصل إلى 270 كلم من أجل إتمام المسافات الطويلة دون أي مشكل«.
النقطة السوداء التي صادفت الدراجين في هذه الدورة كانت المسالك التي لم تحترم فيها المسافة، ففي كل مرحلة كانت هناك كيلومترات إضافية يخوضها المتسابقون زيادة على التي حددت في البرنامج، في المرحلة الأولى كانت المسافة مقدرة بـ 128 كلم لكن قطعت في 134 كلم عند النهاية، أما في الثانية، فقد أضيف للمسلك 11 كلم إضافية، وفي المرحلة الثالثة كان الجميع مجبرا على زيادة 19 كلم أي من 221 كلم محددة قبل السباق إلى 240 كلم عند النهاية، وفق ما حدده عداد دراجة »هشام شعبان« وهو الأمر الذي كان صعبا للغاية واشتكى منه حتى الدراجون الأجانب .
المرحلة الثالثة كانت الأغرب من بين كل المراحل، حيث لم يرد المتسابقون الأجانب إجراء السباق نظرا لبرودة الطقس بين بسكرة وسطيف وكذا الطريق الوعرة بسبب الأمطار التي يخشاها كل المتسابقون، حيث تتميز منطقة الشرق بصعوبة طرقاتها وكذا الشاحنات الكثيرة التي تعبرها، و التي قد تضيع الزيوت التي يصعب رؤيتها عند تساقط الأمطار الكثيفة منذ بداية الدورة، مما يهدد المتسابقين في مثل هذه الظروف ما جعلهم يرفضون خوض السباق في البداية خاصة الأجانب، لكن سرعان ما تراجعوا عن قرارهم وشرعوا فيه بعد تأجيل نقطة الإنطلاق بـ 112.5 كلم إلى ولاية باتنة وتحديدا بمنطقة سيريانة.
مرحلة أول أمس كانت تكتيكية بدرجة أولى حيث أعطيت إشارة الإنطلاق من قسنطينة باتجاه ميلة في ظروف مناخية ميزها تساقط الثلوج ما أضفى على المسلك رونقا وجمالا، و كما جرت العادة أضيف 20 كلم، فبعد قطع مسافة 100 كلم قرر الجزائريون الهروب عن المجموعة الثانية حيث تم التنسيق بين كل من شعبان برباري و مداني لمنافسة الأجانب لكنهم استسلموا للتعب، ورغم ذلك حل شعبان ثانيا بعدما تمكن من اللحاق بالمتسابق الإنجليزي “ غيرهام كريستوفر “ الذي عرف كيف يسير طاقته والدخول في المركز الأول بتوقيت 3 ساعات 37 دقيقة و 36 ثانية ، ولم تحدث هذه المرحلة أي تغيير بالنسبة للأقمصة حيث بقي القميص البرتقالي بحوزة الألماني ستيفان شوماخر، بينما احتفظ المغربيان السعيد ابلواس وآنس آيت العبادية على التوالي بالقميص الأخضر لأحسن دراج في السرعة والقميص الأبيض لأحسن دراج لصنف الأمال، في حين عاد القميص المنقط من نصيب التركي ساير مصطفى.
للإشارة الطاقم الصحفي المتنقل رفقة القافلة لتغطية دورة الجزائر الدولية للدراجات 2013 ، إستعاد عافيته صبيحة الخميس بعدما تعرض 8 صحافين من التلفزيون الجزائري و 7 من الصحافة المكتوبة وأكثر من 20 عاملا في القافلة لتسمم غذائي نقل غالبيتهم إلى مستشفيات بسكرة، باتنة وسطيف على جناح السرعة لتلقي العلاج .