تعطى عشية اليوم بعين تموشنت إشارة انطلاق البطولة الافريقية للأمم لأقل من 20 سنة التي تحتضنها الجزائر إلى غاية 30 مارس الجاري بمباراة الافتتاح بين الفريق الوطني ونظيره البنيني، حيث أنّ الأنظار سوف تكون مصوّبة بشغف كبير لرؤية أول خرجة لـ “الخضر” في المنافسة التي يبقى هدفهم هو بلوغ المربّع الذهبي المؤهل إلى كأس العالم المقررة في جوان القادم بتركيا.
فالحلم كبير بالنسبة لأشبال المدرب نوبيلو الذي يسعون لتحقيق إنجاز انتظرناه منذ 35 سنة، ذلك أنّ الجزائر شاركت مرة واحدة فقط في كأس العالم بطوكيو عام 1979 وتمكّنت من المرور إلى ربع النهائي.
وبالتالي، فإنّ كل الترتيبات تمّ القيام بها على مستوى الطاقم الفني، الذي أكّد أنّ الفريق الوطني مستعد وجاهز لتحقيق الهدف وهو التأهل إلى المونديال، وقال نوبيلو في هذا الاطار: “سنمنح الثقة لأحسن اللاعبين لتمثيل الجزائر في هذه المنافسة القارية للوصول إلى الهدف المسطّر”.
وكان المنتخب الجزائري قد أجرى العديد من المقابلات الودية أمام أندية محلية وكذا المنتخب الوطني العسكري، الأمر الذي سمح لنوبيلو تقييم الأمور بشكل جيد للدخول في المنافسة بقوة.
تشكيلة منسجمة
والشيء الذي سيفيد الطاقم الفني كثيرا هو اعتماده على تشكيلة منسجمة كون جلّ اللاعبين تابعين لأكاديمية الفاف، إلى جانب 6 لاعبين محترفين في الخارج، بالاضافة إلى عنصرين يلعبان في الرابطة المحترفة الأولى، وهما فرحات (إ ـ العاصمة) وحدوش (ج ـ الشلف)، هذه المعطيات تعدّ جدّ مفيدة خاصة من ناحية تعوّدهم على اللعب بشكل متواصل في الأشهرالماضية.
فرغم صعوبة المهمة، إلاّ أنّ التفاؤل يعدّ سيد الموقف بالنسبة لأشبال نوبيلو، الذين عبّروا عن جاهزيتهم لهذا الموعد، خاصة وأنّه يجري بالجزائر وسيستفيدون من عاملي الأرض والجمهور.
لكن تبقى فلسفة الدورة معتمدة على البداية الموفّقة، أين يرى الكل أنّه من الضروري الانطلاق بقوة أمام المتنخب البينيني لتسيير الأمور بشكل أفضل، ليواجه بعد ذلك عملاقان في الكرة القارية، وهما غانا ومصر.
وسيكون الوجه المقدّم اليوم بعين تموشنت صورة أولى لما سيكون عليه منتخبنا في الدورة، من خلال اكتشافنا للامكانيات الحقيقة لأشبالنا في الدورة الافريقية، فرغم أنّ الفريق البنيني غير مرشّح لنيل اللقب، إلاّ أنّه يبقى خطيرا بالنظر لمستوى الكرة القارية في الفئات الصغرى.
وهران...للمباراة النهائية
وعلى غرار المجموعة الأولى، فإنّ منتخبات المجموعة الثانية سوف تلعب مقابلاتها بمدينة وهران، وتضم كل من نيجيريا، مالي، ج ـ الكونغو الديمقراطية والغابون، وتعدّ نيجيريا المرشّحة الأولى لنيل اللقب، بفضل كسبها للعديد من الألقاب وسوف تقدم منتخبا قويا كما جرت العادة في موعد الجزائر.
وسيكون “السوسبانس” على أشدّه كذلك في هذه المجموعة، أين يصعب التكهن بمن يأخذ المركز الثاني المؤهل إلى ربع النهائي، بحكم أنّ جلّ الملاحظين يعتبرون نيجيريا كمرشح رئيسي في مجموعته.
المهم أنّ الجمهورالوهراني سوف يكون على موعد مع مقابلات قوية بين مرشّحين لنيل اللقب، في انتظار مواجهتي نصف النهائي والنهائي، خاصة وأنّ حفل الاختتام والمباراة النهائية مبرمجة بعاصمة الغرب الجزائري، علما بأنّ حفل الافتتاح يقام اليوم بعين تموشنت.
وقامت الجزائر بتوفير كل الظروف للمنتخبات التي ستشارك في هذه الدورة، والتي توافدت إلى مدينتي عين تموشنت ووهران تباعا ووجدت الترتيبات اللازمة للايواء والتدريبات، في انتظار أيام المقابلات التي ستكون حماسية في جو تنظيمي محكم، بفضل التجربة التي اكتسبتها الجزائر في تنظيم الدورات القارية، خاصة وأنّ رئيس الكونفدرالية الافريقية عيسى حياتو قد صرّح خلال تواجده بوهران في الأيام الماضية، أنّ الجزائر تملك كل المنشآت لتنظيم دورات كبرى، وهذا ما يدعّم ترشّحها لاحتضان كأس إفريقيا للأمم للأكبار 2019،..أين ينتظر أن يتم استلام منشآت كبرى بوهران والعاصمة ومدن أخرى.
وللإشارة ، فإن منذ 1990، لم تحتضن الجزائر دورة كأس إفريقيا للأكابر، وتعدّ الدورة الوحيدة التي نظّمتها وفاز خلالها الفريق الوطني بقيادة المدرب كرمالي، في حين أنّ اللقب لدى الأواسط (أقل من 20 سنة) كذلك توّجت به الجزائر مرة واحدة فقط عام 1979، والذي فتح الباب للاعبين موهوبين أمثال بويش، قاسي سعيد، جنادي...المشاركة في كأس العالم بطوكيو، وكلّنا أمل أن يتبع الجيل الحالي هذا الطريق والذهاب لأبعد حد ممكن ولم لا التتويج باللقب؟ رغم أنّ المأمورية صعبة وتركيز المدرب نوبيلو على رؤية أنّ المربع الذهبي يعدّ في حدّ ذاته إنجاز للعب المونديال..!