وقفت جريدة «الشعب» على الأجواء الرائعة التي تشهدها شوارع العاصمة منذ عدة أيام، والتي تزيّنت بالأعلام والشعارات التي ترمز لكل من فريقي نصر حسين داي ومولودية الجزائر منشطا نهائي الطبعة الـ52 لكأس الجمهورية، الذي سيجري غدا بملعب 5 جويلية الأولمبي، وهذا خلال الاستطلاع الذي قادنا إلى أكبر الأحياء التي يتواجد بها أنصار الطرفين، وسط تفاؤل كبير يحذو الجميع قبل صافرة النهاية حول من سيتوج بلقب هذه السنة.
تعيش العاصمة على وقع حمى السيدة الكأس، منذ أن تم التعرف على منشطي نهائي هذه السنة، حيث تشهد شوارع حسين داي أجواء كبيرة سجلناها خلال الجولة التي قادتنا بها بمناسبة عودة النصرية إلى الدور الأخير من المنافسة بعد أن غابت لمدة 34 سنة كاملة وهذا ما جعل الاحتفالات مميزة، طبعها تفاؤل كبير لدى الأنصار الذين حضّروا لهذا الموعد بكل حماس من أجل تشجيع فريقهم المفضل، من خلال الرسومات التي ترمز لعراقة النادي ممزوجة بالأحمر والأصفر، إضافة إلى الأعلام والرايات التي علقت في كل الأماكن والتي تزداد جمالا في الليل مع الأضواء التي تنيرها.
حسين داي تزيّنت باللونين الأحمر والأصفر
امتزجت الاحتفالات بين الجيل الذي عايش التتويج باللقب الوحيد سنة 1979 وبين الجيل الحالي الراغب في تذوق حلاوة رفع الكأس الثانية في تاريخ النادي العريق الذي يعتبر مدرسة حقيقية وسبق له أن أنجبت عدة أسماء كان لها صدى عالمي في تاريخ الكرة على غرار ماجر ومرزقان، ولهذا فإن جميع الذين اقتربنا منهم أكدوا أنهم سيشجعون النادي حتى اللحظة الأخيرة وسيحتفلون في حالة الفوز أم الهزيمة لتحية اللاعبين الذين أعادوا أمجاد الملاحة من جديد على غرار عمي «شكيب»، الذي التقينا معه أمام إحدى طاولات الرايات والملابس الخاصة بالنصرية والذي قال لنا «عشت متعة التتويج عام 1979 وشاهدت اللقاء من المدرجات وفرحنا كثيرا، وسأتنقل هذه المرة رفقة أبنائي إلى الميدان لمتابعة المواجهة التي أتمنى أن تكون في كل روح رياضية».
وواصل محدثنا في ذات السياق «اشتريت بعض الأعلام، الأوشحة وقمصان لأبنائي من أجل التنقل للملعب في أجواء حماسية حتى أرسخ في ذهنهم ثقافة تشجيع النصرية مثلما كنا عليه نحن في السابق لأننا في الوقت الحالي أصبحنا نشاهد أمور بعيد عن الجانب الرياضي وهذا هو سبب تراجع مستوى الرياضة في الجزائر ولهذا أتمنى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق وأملي أن تتوج النصرية باللقب الثاني لها و في حال كان عكس ذلك سنتقبل الأمر بكل روح رياضية لأنه هذه هي الكرة فيها فائز ومغلوب والمهم أن تكون المتعة فوق المستطيل الأخضر مثلما هو عليه الحال في شوارع حسين داي التي زينت بالألوان الخاصة بالفريق للرفع من معنويات اللاعبين».
الأنصار أكدوا أنهم سيحتفلون مهما كانت النتيجة
أما عبد الحق يحي، أحد منظمي الأنصار، قال لنا عن الأجواء التي سبقت النهائي «التحضيرات كانت بصفة مكثفة للنهائي حتى تكون الأمور في المستوى المطلوب داخل الملعب وخارجه قبل المواجهة وبعدها، لأنه 70 بالمائة من المباراة تجري خارج المستطيل الأخضر، ولهذا قمنا بتحضير الأنصار حتى يشجعوا النادي بطريقة منتظمة عن طريق الأغاني الخاصة بالنصرية والأعلام والألوان التي ترمز للفريق بعدما تمكنا من إزاحة كل العقد وهذا ما سمح لنا بالعودة إلى النهائي بعد غياب دام لـ 34 سنة و سنقوم بحماية المشجعين الذين سيتنقلون المدرجات ولهذا اطلب ن الجميع التنقل رفقة أبنائهم حتى تكون المدرجات الخاصة بنا ممتلئة عن آخرها».
وكشف لنا كريم عسوف أحد المسؤولين عن تنظيم الأنصار أنهم قاموا بتخصيص 50 حافلة من اجل نقل الأنصار يوم المباراة في قوله «حضرنا للنهائي من كل النواحي بداية من الأعلام ، القمصان و الرايات التي ترمز للنصرية إضافة إلى التذاكر والتي يقدر عددها بـ 25000 تذكرة والتي لن يتجاوز سعرها 400 دج لتفادي «السوق السوداء» لأن الأنصار متحمسين للنهائي والجميع يرغب في مشاهدة اللقاء عن قرب وقمنا بتخصيص 50 حافلة لنقل المشجعين إلى الملعب وإعادتهم بعد نهاية المباراة وسنحتفل في حال فزنا بالكأس أو لا وسنقوم بتكريم اللاعب الراحل حيماني».
أنصار المولودية متفائلون بإضافة اللقب الثامن
من جهتهم مشجعو مولودية الجزائر حضّروا للنهائي على طريقتهم من خلال تزيين الشوارع بالرايات والألوان التي ترمز للعميد، أي الأحمر والأخضر خاصة في باب الوادي، الحي الذي يعرف تواجد أكبر عدد من المناصرين للنادي العاصمي العريق بعدما تعودوا على الوصول إلى الأدوار النهائية خلال 8 مرات انهزموا في نهائي واحد أمام الجار اتحاد العاصمة ولهذا فإن الجميع يحلم بإضافة النجمة الثامنة على قميص الفريق خلال المواجهة التي ستجمعهم لأول مرة مع النصرية.
وعبّر جميع الذين التقيناهم عن تفاؤلهم الكبير في التتويج بعدما عاد الاستقرار للنادي على غرار محمد الذي قال لنا «المولودية متعودة على لعب نهائي كأس الجمهورية وهذا دافع معنوي للاعبين من أجل تسيير الأمور خلال المباراة التي ستجمعنا مع النصرية لأننا انهزمنا في لقاء واحد في هذا الدور وسنتنقل بقوة إلى الملعب من أجل تشجيع الفريق حتى نحمل الكأس هذه السنة بحول الله».
من جهته، حسان صاحب طاولة بيع للرايات قال لنا «التحضيرات تسير بطريقة عادية لأننا متعودون على تنشيط النهائي ولهذا لا توجد تغييرات كثيرة وسنشجع الفريق مثل المرات الماضية وأتمنى أن تكون الروح الرياضية هي المنتصر الأكبر لأن الفريقين من العاصمة ونحن جيران حتى نعطي صورة جميلة عن الكرة الجزائرية و والمطلوب من اللاعبين تقديم مستوى جيد وضمان الفرجة والإثارة مثلما سيكون عليه الحال في المدرجات».
وللإشارة فإن حمى الكأس طالت حتى الأطفال الصغار وبعض السيدات اللاتي عبرن عن تفاؤلهن في أن يكون التتويج من نصيب النادي المفضل لدى أبنائهن ورغم ذلك إلا أنهن طالبن الجميع بالتحلي بالروح الرياضية لأنها في النهاية هي مجرد مباراة في كرة القدم و عليهم أن يتذكروا ذلك ويحافظوا على سلامتهم.