لم تكن سنة 2015، كسابقيها من السنوات التي مرت على المنتخب الوطني لكرة القدم، بعدما عرفت التشكيلة الوطنية ومدربها “كريستيان غوركوف” وابلا من الانتقادات طيلة السنة ابتداء من مطلع جانفي الفارط، عندما مرّ الخضر مرة أخرى جانبا في كأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها في غينيا الاستوائية في طبعتها الثلاثين، هي التي كان ينظر من خلالها كل الشعب الجزائري جلب التاج القاري الثاني في خزائن المنتخب بعد ذلك الوحيد الذي نالته الجزائر سنة 1990، خاصة بعد المونديال الرائع الذي لعبه أشبال المدرب الفرانكو بوسني “وحيد هاليلوزيتش” .. الانتقادات توالت بعد ذلك في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، بعد تراجع مستوى وأداء المنتخب الوطني.
بعد أداء كبير في كأس العالم بالبرازيل، ورث “غوركوف” منتخبا قويا في أوج عطائه، والأصعب من ذلك أن طموح كل الشعب الجزائري كبر بعد الأداء الراقي والمباراة المثالية أمام الماكنات الألمانية، انتظره الجمهور الجزائري على أحر من الجمر لمشاهدة رفقاء “فيغولي” يجلبون التاج القاري الثاني للجزائر، لكن الأمور كانت مغايرة في “الكان” بالرغم من أداء مميّز أبهر فيه المنتخب الوطني متتبعيه أمام السينغال بهدفين نظيفين من توقيع “محرز” و«بن طالب”، .. لكن خرج الخضر من المنافسة بعد انهزامهم أمام كوت ديفوار .
اعتزال “بوقرة”...
بعد 70 مباراة لعبها مع الخضر، أمضى خلالها أربعة أهداف كلها حاسمة أهمها الهدف الأخير أمام منتخب بوركينافاسو الذي أهل الجزائر إلى مونديال البرازيل، وساهم بقوة في عودة المنتخب الوطني لكرة القدم للواجهة إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، قرّر قائد المنتخب الوطني “مجيد بوقرة” اعتزال اللعب الدولي مباشرة بعد إقصاء الخضر من “كان” غينيا الاستوائية، هو الذي كان قائدا مثاليا والأخ الأكبر لكل اللاعبين وحتى الوافدين الجدد، الذين كان يسهل مهامهم للتأقلم بسرعة مع التشكيلة، لتزداد معانة الطاقم الفني الذي كثرة مشاكله باعتزال “الماجيك”، وتراجع مستوى الثنائي الآخر “حليش” و«بلكالام” بسبب كثرة الإصابات وابتعادهم عن المنافسة التي جعلتهم يفقدون مكانهم في المنتخب الوطني.
تصفيات “كان” الغابون 2017: مسيرة إيجابية ولكن ...
بعد تلك المرحلة الصعبة اتفق الخبراء على ضرورة ترك الوقت لغوركوف لإبراز لمسته مع المنتخب الوطني، لأن الوقت لم يكن في صالحه وأن “هاليلوزيتش” منح فرصة ثانية بعد “كان” جنوب إفريقيا والإقصاء المر من الدور الأول، إلا أن خرجات المنتخب الوطني لم تكن مقنعة وكثر الحديث في الكوتاليس عن مشاكل داخلية بين المدرب واللاعبين، كون خطة اللعب تغيرت والجميع انتقدها، لأنها خطة أزلية لا تقبل التغير عند الناخب الوطني، وجل اللاعبين لم يكونوا مرتاحين بسبب تغير مناصبهم مقارنة بفرقهم وكثر الحديث عن هذه القضية لكل من (براهيمي، ماندي، محرز)، وكذا المعلومات التي تسربت حول اعتراض بعض اللاعبين لخيارات مدربهم في مقدمتهم “العربي هلال سوداني” الذي أضحى بديلا، بالإضافة إلى الانتقادات التي كانت تصل “غوركوف” حين كان يرفض مشاهدة تألق هداف الدوري التونسي “بونجاح” مع فريقه والمدافع المحوري “بلقروي”، ..
بداية رحلة التأهل إلى “كان” الغابون 2017 بدأت أمام منتخب السيشل التي فاز بها الخضر بالأداء والنتيجة أمام منتخب السيشل برباعية نظيفة، تلاها بعد ذلك الفوز العريض بالنتيجة لكن على حساب الأداء بثلاثة أهداف لهدف وحيد في “ليزوتو” في السادس سبتمبر الماضي، ولحد الآن كل الأمور سارت على ما يرام.
سباعية تانزانيا تدخل غوركوف التاريخ
حل موعد المباراتين الوديتين أمام غينيا والسنغال بملعب 5 جويلية الأولمبي، وعودة “براهيمي” وزملائه إلى العاصمة بعد غياب طويل، وحدث ما كان مرتقبا بانهزام القائد الجديد “فيغولي” وزملائه بهدفين في الشوط الثاني بعدما كانت النتيجة لصالح المنتخب، لتطالهم الانتقادات قبل المباراة الثانية أمام السنغال التي فاز بها الخضر بفضل هدف “ياسين براهيمي” في الدقائق الأخيرة من المباراة، وهو ما زاد من حجم الانتقادات والمخاوف بإقصاء الخضر أمام تانزانيا في المباراة المؤهلة إلى دور المجموعات من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وكثرة التأويلات برحيل “غوركوف” بعد مبارتي “تانزانيا” ذهابا وإيابا، التي تعادل خلالها “سليماني” في دار السلام بعدما أعاد المنتخب من قاع البئر وسجل ثنائية عدل بها النتيجة وأعاد بها الروح للمجموعة، التي حققت فوزا تاريخيا في التاسع نوفمبر المنصرم، بالتأهل إلى دور المجموعات بسباعية نظيفة أنقذت رأس التقني الفرنسي الذي كسب رهانه الأول بالتأهل إلى الدور التصفوي الثاني من المونديال، وقيادة الخضر إلى المركز الأول من المجموعة في التصفيات المؤهلة لـ “كان” الغابون بعد جولتين.
«سليماني” هداف الخضر .. ويحطم أرقام كبار هدافي المنتخب
وعرفت سنة 2015، تألق هداف فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، الذي أصبح هداف الخضر وأضحى بذلك اللاعب السابق لشباب بلوزداد أحسن خامس هداف في تاريخ مسيرة المنتخب الوطني بعشرين لاعبا في 41، بعد كل من “عبد الحفيظ تاسفاوت” بـ (36 هدفا)، ورابح ماجر وجمال مناد بـ (29 هدفا)، ولخضر بلومي بـ (28 هدفا)، وأصبح يهدف أساطير كرة القدم الجزائرية السنة المقبلة، الذي قد يحطم أرقامهم السنة القادمة.