أكد المدرب، توفيق قريشي، في حوار مع “الشعب”، أن “الخضر” خانهم الحظ أمام تونس وافتقدوا للفعالية أمام المرمى، فسجلوا خسارة غير متوقعة، مشيرا إلى أن مباراة اليوم ضد الطوغو ستلعب على جزئيات صغيرة، والأكثر استعدادا من الناحية النفسية سيفوز بها.
“الشعب”: خسارة غير منتظرة للنخبة الوطنية في خرجتهم الأولى أمام تونس، ما هي الأسباب في رأيكم؟
توفيق قريشي: فعلا، هي خسارة غير متوقعة بآداء أراه جيدا وغير منتظرا أيضا، بحكم الظروف التي عرفتها التشكيلة الوطنية قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا، كإصابة عناصر مؤثرة ونقص المنافسة لدى البعض، لكنهم تغلبوا على كل ذلك وقدموا آداء مقنعا أمام تونس من جميع النواحي، لكن كرة القدم تخبئ الكثير من المفاجآت بغض النظر عن المستوى أو درجة التحضير، ففي لحظة معينة من المقابلة يفقد اللاعبون التركيز ويدفعون ثمن ذلك غاليا، وهو ما شاهدناه في مباراة النخبة الوطنية أمام تونس، ففي الشوط الأول كان هناك تركيز كبير لعناصرنا، خاصة مراقبة اللاعب المساكني الذي يتمتع بإمكانيات فردية ممتازة ويستطيع لوحده صنع الفارق، لكن في الشوط الثاني غاب التركيز واستغل المساكني الفرصة في وقت قاتل وسجل هدف الفوز، رغم آداءه المتواضع طيلة المباراة.
هناك من يرجع سبب الخسارة لفقدان العناصر الوطنية الخبرة المطلوبة في مثل هذه المنافسات، جعلهم يتلقون هدفا قاتلا في آخر دقائق المباراة؟
لا اتفق مع هذا الطرح، وإلا كيف نفسر فوز المنتخب التونسي ونحن نعلم أن أغلب عناصره شابة لا تملك الخبرة الكافية. اللاعب الذي يلعب في المستوى العالي يمكنه التأقلم مع جميع الظروف والمنافسات، فلاعب مثل فغولي أو قادير لهم خبرة في اللعب على المستوى العالي في أوروبا... والظروف التي وجدتها عناصرنا في جنوب إفريقيا هي نفسها في أوروبا أو ربما أحسن، سواء من ناحية الملاعب، الاقامة والطقس وغيرها، إضافة إلى الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لوضع “الخضر” في أحسن الظروف، حتى يكونوا في مستوى تطلعات الجمهور الجزائري. وأمام تونس لم نشعر طيلة اللقاء أن عناصر الفريق الوطني تنقصها الخبرة، بحيث سيطروا على مجريات المقابلة ولعبوا بطريقة جيدة،
كيف ترون مباراة اليوم أمام الطوغو؟
الناخب الوطني ينتظره عمل كبير من الناحية النفسية في مواجهة اليوم أمام الطوغو، لأنه بعد الخسارة أمام تونس معنويات اللاعبين انحطت، وحسابات التأهل تغيرت أمام منافسين قويين، والمطلوب تفادي أخطاء المباراة الأولى، لأن نتيجة أخرى غير الفوز يعني الاقصاء بنسبة كبيرة.
و«الخضر” سيصطدمون بمنتخب يطمح هو الآخر للفوز بعد خسارته الأولى، ومعطياته على الورق آراها أحسن من منتخبنا، لأنه سيقابل نسور قرطاج في المباراة الثالثة عكس منتخبنا الذي سيقابل كوت ديفوار القوي، أي أنه نفسيا سيكون أفضل، وننتظر أن تكون مباراة قوية جدا سيطغى عليها الجانب البدني، والأكثر استعدادا نفسيا هو الذي سيفوز، كما ستتسم بالحذر الكبير من المنتخبين لتجنب تلقي الأهداف، وبصفة عامة المباراة ستلعب على جزئيات صغيرة.
ستسبق هذه المقابلة مواجهة أخرى لا تقل أهمية، سيكون لها وقع كبير على لاعبي الجزائر والطوغو مهما كانت نتيجتها، أليس كذلك؟
طبعا، لأن الفائز في المباراة الأولى سيحسم بطاقة التأهل للدور الثاني بنسبة كبيرة، وبالتالي ينحصر التنافس بين ثلاثة منتخبات، ويجعل المباراة الثانية تتسم بالمنافسة الشديدة للحصول على ثلاث نقاط، وفي هذه الحالة سيكون مصيرهم بين أيديهم في المباراة الأخيرة من هذا الدور، كما أن التعادل بين “نسور قرطاج” و«الفيلة” سيزيد الضغط على الجزائريين والطوغوليين، لأن الحسابات ستتعقد أكثر.
وهل تنتظرون تغييرات في التشكيلة الوطنية هذا المساء؟
سيكون هناك تغيير طفيف، واحتمال كبير أن كادامورو لن يدخل أساسيا، وسيعيد هاليلوزيتش مهدي مصطفى لمنصبه كظهير أيمن، واحتمال وارد أن نشاهد غلام يدخل أساسيا، لأنه أكثر جاهزية من مصباح ويحسن اللعب على الرواق، وعنده نزعة هجومية قد تعوض نقص الفعالية في الهجوم التي ظهرت في المباراة الأولى أمام تونس. أما بالنسبة لوسط الميدان أعتقد أن لحسن وقديورة سيواصل هاليلوزيتش وضع الثقة فيهما، مع تغيير محتمل للخطة إلى 4 . 2 . 3 . 1، إذ سيلعب فغولي وراء سليماني، وقادير على الجهة اليمنى وسوداني في الرواق الأيسر. وتغييرات المدرب ستكون حسب معطيات اللقاء والظروف الصحية وجاهزية اللاعبين، وأظن أن هاليلوزيتش سيغامر في وسط الميدان وسيشدد المراقبة على اللاعب اديبايور.