صدم عشّاق الكرة المستديرة وأنصار المنتخب الوطني الجزائري لأداء أشبال الناخب الوطني الفرنسي كريستيان غوركوف، وبمستواهم الجد متواضع ولغياب الانضباط التكتيكي بالنسبة للاعبي المنتخب الوطني في الخرجة الودية الأولى أمام منتخب قطري لم يكن قويا.
لكنه عرف كيف يسيطر على اللقاء منذ بدايته وكيف يسير تقدمه في النتيجة إلى نهاية اللقاء، حيث بدت التشكيلة الوطنية ضعيفة في كل الخطوط، ولم تتمكن من بناء اللعب طيلة أطوار المباراة رغم التغيرات الأربعة التي قام بها الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، الذي يبدو أنه لم يستخلص دروس كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي جعلت الخضر يقصون من الدور الثاني من “كان” غينيا الاستوائية، وهو الآن أمام حتمية تغيير خطته التقليدية (4/4/2) واللعب بخطط منصبة بناء على منافس الجزائر تماما مثل ما قام به الخميس الدولي الجزائري السابق ومدرب المنتخب العنابي جمال بلماضي، الذي درس جيدا الخضر وتمكّن من الفوز على المنتخب المونديالي، ويبقى فوزا تاريخيا رغم أنه في إطار ودي.
ضعف تكتيكي وعدم قراءة اللعب وغياب الروح الجماعية هو ما طغى على اللقاء الودي أمام منتخب قطر، حيث بدا لاعبو المنتخب الوطني تائهين في الميدان خلال المباراة رغم أن الفرنسي غوركوف قام بإقحام ثلاثة لاعبين جدد فقط منذ بداية اللقاء، ويتعلق الأمر بالحارس عز الدين دوخة الذي كان أحسن عنصر من جانب المنتخب الوطني والمدافع فاروق شافعي ولاعب ليون رشيد غزال الذي لا يلعب أساسيا في فريقه.
استدعاء لاعبين جدد كان من أجل تجريبهم منذ البداية لمعرفة مستواهم وإعطائهم فرصة اللعب، وجلب لاعبين جدد يمكنهم تقديم الإضافة، لكن لم نشاهد ذلك في مباراة الخميس منذ البداية، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول المستوى الذي ظهر به الخضر.
الأمور الايجابية قليلة وتستثنى في تألق الحارس دوخة، الذي برهن مرة أخرى بأنه في حالة غياب مبولحي يمكن للجزائر أن تعتمد على حارس آخر، حيث تألّق وصدّ العديد من الكرات الخطيرة جنّبت رفقاء القائد مجاني هزيمة ثقيلة.
تألّق حارس المرمى أبرز ضعف الخط الخلفي الذي لم يكن في المستوى، خاصة محور الدفاع المكون من مجاني وشافعي في الوسط أين شاهدنا لاعب طرابزون سبور التركي لم يكن في يومه، وكان تائها في المحور ولم يتمكن من مساعدة الوافد الجديد على الخضر شافعي من أجل التأقلم، كما أنّ الظهيرين غولام وماندي لم يقدما الإضافة المرجوة منهما، ولم يلعبا دورهما الهجومي كما عودانا عليه في خرجات المنتخب السابقة.
توتّر الأعصاب واحتجاجات على الحكم
مباراة الخميس أبرزت صورة لم نشاهدها سابقا في مباريات المنتخب من خلال توتر الأعصاب والاحتجاجات على قرارات الحكم، رغم أن اللقاء لم يكن مصيريا ويتعلق بمباراة ودية أمام منتخب قطري بعيد عن المستوى العالي، ونرفزة كبيرة للاعبي الخضر خاصة تايدر وبن طالب، المطالبان بالحفاظ على أعصابهما لأن دورهما أساسيا في الربط بين خطي الدفاع والهجوم، وهو ما زاد من متاعب الفريق الوطني الذي عانى خطه الخلفي كثيرا من هجمات صانع الألعاب محمد علي أسد، وربما الاستهتار بمستوى العنابي والصعوبات التي وجدها رفقاء سليماني المعزول في الهجوم جعلتهم يفقدون أعصابهم، ويكثرون من الحديث إلى الحكم ولاعبي المنافس، عوض التركيز على تصحيح أخطائهم التي كانت كثيرة.
وهنا نتساءل أين هو ذلك المنتخب المونديالي المنضبط تكتيكيا والمنظم؟
كريستيان غوركوف بدأت تطاله انتقادات رجال الإعلام في الجزائر وأصحاب الاختصاص، بسبب عدم قدرته على التحكم في مجموعته التي جعلت لاعبي الخضر يقومون بما يحلو لهم على غرار الاحتجاجات على الحكم والمراوغات غير المبررة، والأنانية في اللعب وعدم احترام تعليمات المدرب، حتى لا يعود المنتخب للوراء ويخسر ما كسبه من بريق في السنوات الأخيرة.
كما عليه أن يضرب بيد من حديد لكل من يتساهل، لأن ما شاهدناه من تعنت في إبقاء نفس العناصر التي لا تجلب الإضافة للنهج التكتيكي للخضر في “الكان” أعيد في لقاء قطر حين رفض تغيير واستبدال براهيمي، الذي غلقت عليه كل المنافذ ولم يقو حتى على التقدم بالكرة.
في ظل المردود المقدّم
غوركوف مطالب بإجراء تغييرات في مباراة عمان
محمد فوزي بقاص
شوهد:767 مرة