ساهم اللاعب “عبد المالك سلاحجي”، العائد إلى صفوف المنتخب الوطني الجزائري، بقوة، في الظفر باللقب القاري السابع للجزائر، بمناسبة كأس أمم إفريقيا التي أقيمت بالجزائر شهر جانفي الماضي، حيث استضفنا بطل نهائي كأس أمم إفريقيا 2014 أمام المنتخب التونسي في مقر جريدة “الشعب”، في أول خرجة إعلامية له بعد نهاية “الكان”، وتحدثنا إليه في عديد النقاط في هذا الحوار…
الشعب: كيف كانت التحضيرات للقاء النهائي؟
عبد المالك سلاحجي: التحضير كان تلقائيا، لأنك عندما تواجه المنتخب التونسي تكون محفزا دون أن تشعر، خاصة أننا انهزمنا أمامه في 2012 وكان لزاما علينا الثأر من تلك الهزيمة، خاصة أننا نلعب في الجزائر وأمام جمهورنا. لكن ما يجب أن نذكره هو أن الطاقم الطبي قام بدور فعال في تجهيز اللاعبين ببرنامج استرجاع رائع طوال البطولة، وهو ما جعل الانتعاش البدني يكون حاضرا في النهائي، رغم أننا لعبنا 8 مباريات كاملة.
لعبت المباراة مصابا؟
صحيح لعبت النهائي مصابا في الظهر وبالحقن، لأن ظهري كان يؤلمني كثيرا. الحمد لله قمت بمباراة رائعة، خاصة في شوط المباراة الثاني، هذه هي الرياضة أحيانا يجب التضحية بعض الشيء، وعندما ترى ذلك الجمهور لا يمكنك تخييبه.
بالحديث عن الجمهور في كل مرة كنت تقول “حرام أن نخيّبه”؟
قبل الحديث عن الأنصار، أعود لأمر بقي راسخا في ذهني، فأثناء المنافسة وعند عودتنا إلى الفندق، شاهدت صورة عبر الفايسبوك لامرأة متقدمة في السن بـ(الحايك) كانت في القاعة جاءت لمساندتنا، وهو أمر أسعدني كثيرا، لأني أيقنت وقتها بأننا أعدنا جلب محبي كرة اليد إلى القاعات وخاصة العائلات. الأنصار كان لهم دور كبير في جلب اللقب الإفريقي، وغالبيتهم من الأحياء العاصمية، محبو شباب بلوزداد، مولودية الجزائر، اتحاد الحراش واتحاد العاصمة… ورغم الحساسية الكبيرة بين هذه الأندية، إلا أن كرة اليد لمت شمل هؤلاء الأنصار، وهدفهم كان مناصرة الفريق الوطني، والأروع من ذلك أنهم كانوا يحترمون العائلات، وطوال الدورة لم أسمع أو أشاهد أمراً خارجا عن نطاق الأخلاق، وهو ما دفعني لأسمح لعائلتي، لأول مرة منذ بداية مسيرتي الرياضية، بالتنقل إلى القاعة في المباراة نصف النهائية. شيء جميل أننا تمكنا من استرجاع أنصار كرة اليد، ورمز كرة اليد الجزائرية قاعة “حرشة حسان” وجمهورها، ودونها لا وجود لكرة اليد، وحتى الفرق المنافسة كانت تطالب باللعب خارجها، لأنها ترعب كل المنتخبات، وربما بعدم تواجد مثل ذلك الجمهور ما كنّا لنلعب مباراة من ذلك المستوى.
وما هي المباريات التي كنت متخوفا منها؟
لا أُخْفِ عليك أن المباراة الأولى ونصف النهائية هي التي كنت متخوفا منهما كثيرا. وبالرجوع لما كان يتداوله رجال الإعلام، فإن منتخبات الدور الأول سهلة، أقول لهم بأننا نحن من جعلها سهلة بآدائنا، لأننا فزنا بفارق 20 هدفا أمام نيجيريا ومنتخب الكونغو الأصعب في مجموعتنا فزنا عليه بفارق 7 أهداف، ومنتخب السنغال الأفضل من ناحية تعداد الفرق التي واجهناها فزنا عليه بـ20 نقطة، نحن من جعل المباريات سهلة. وفي نصف النهائي، لم أنم لقوة المباراة، وفي حالة الانهزام كنا سنواجه مصر أو تونس للتأهل للمونديال، وفي ماذا حدث لك عندما انهرت قبل نهاية اللقاء بدقيقتين؟
الكل سألني عن هذا الأمر، الوالدة، الزوجة...، الكل كان يرشح المنتخب التونسي، لكن كنت أؤمن أن لدينا الإمكانات من أجل الفوز، ولم أكن متيقنا من الفوز، لأن تونس ليس بالمنتخب السهل، تحضيراتهم كانت أفضل منّا، لديهم لاعبون أفضل منا من الناحية الفردية، بطل إفريقيا مرتين على التوالي يتميزون بالاستقرار، أنا لم أصدق بأننا فزنا عليهم بفارق خمس نقاط، لكن في الدقائق العشر الأخيرة مررنا بفترة فراغ أين قلصت النتيجة إلى 4 نقاط، كنت جد متخوفا في تلك الفترة، ضيّعنا عديد الأهداف وضغط المباراة، التعب، الجمهور وانهرت في الدقائق الأخيرة، خاصة أن حارس مرمى عليه مسؤولية وضغط أكبر من اللاعبين، وهو نفس الأمر الذي حدث لي مع مصر بفعل الضغط.
نعود قليلا إلى الوراء، ماذا حدث لك عندما كنت ستلتحق بفريق مونبولييه؟
كانت عندي الكثير من الاتصالات منذ 2003، وعندما اتصل بي مونبولييه، كنت سأحترف بالبطولة الفرنسية، لكن حدثت بعض الأمور، لأن في مونبولييه اختار الحارس التونسي “مقيس” الذي كان في فريق سويسري، بمساعدة اللاعبين التونسيين الذين كانوا في مونبولييه، كل هذا لأنه ليس لدينا مناجرة جزائريون، وكانت لدي عروض من ميلوز ونيم والسد القطري، وكنت أملك عقدا والفريقان لم يتفقا. الآن أنا في نهاية عقدي مع المجمع البترولي، سأحاول الاحتراف بداية من الموسم المقبل، لأن زميلي “عبد الرزاق حماد” ذهب وعمره 33 سنة ولم يندم على ذلك.
آخر كلمة؟
أهدي الفوز هذا لكل الشعب الجزائري، بالخصوص إلى منطقتي “تاوريرث موسى” وأبناء الحي بعين طاية.