مبروك… الجزائر بطلة لثاني مرة في تاريخ المنافسة
عزيمة، إرادة وعمل… «الخضر» يتوجون باللقب الإفريقي
إنجاز تاريخي كبير… توج المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا للأمم، ليلة أمس، بالقاهرة بعد فوزه المميّز في النهائي على حساب نظيره السينغالي بنتيجة 1 – 0 من توقيع اللاعب بونجاح في الدقيقة 2 من المباراة التي كانت في القمة من جانب أشبال المدرب بلماضي من الناحية التكتيكية.
النجمة الثانية أصبحت على قمصان لاعبي المنتخب الوطني بعد تلك التي فازوا بها في عام 1990 بالجزائر… إنها نتيجة منطقية بالنسبة لـ «الخضر» الذين أبدعوا في دورة مصر 2019 بمسيرة ذهبية عكست النتائج الباهرة التي سجلها الفريق الوطني.
كان بلماضي عند وعده عندما قال قبل الذهاب إلى المنافسة، أنه يسعى للفوز باللقب وارتسمت العزيمة الكبيرة التي لعب بها الفريق الوطني في طريقة أدائه، خاصة وأن هذا النهائي عرف حضورا قياسيا للجمهور الجزائري.
فرحة عارمة للاعبين والجمهور
فرحة عارمة اجتاحت لاعبي المنتخب الوطني مباشرة بعد صافرة النهاية من الحكم الكاميروني أليوم بعد ما صمد زملاء بن العمري في المباراة وتمكنوا من الوصول الى الهدف وهو التتويج باللقب.
لم تكن الأمور سهلة في النهائي الذي عرف ندية كبيرة فوق أرضية الميدان، واعترف كل الاختصاصيين أن المنتخب الجزائري كان الأحسن على جميع المستويات.
وقال بلماضي مباشرة بعد نهاية المباراة، إن الإنجاز تاريخي والفريق الجزائري «يستاهل» التتويج من خلال المسيرة التي حققها «الخضر» كأحسن دفاع وأحسن هجوم.. وقال: «إن اللاعبين هم الذين قاموا بالمجهودات وساهم الطاقم الفني في رسم الطريقة… وكل العناصر اتبعت النصائح للوصول الى هذه النتيجة».
يمكن القول إن المنتخب الوطني دخل المباراة بدون مقدمات حيث وبعد مرور دقيقتين فقط استغل المهاجم بونجاح تمريرة من بن ناصر ليخادع بقذفة من 20 م الحارس السينغالي ومدافعين أمام فرحة عارمة للجماهير الجزائرية في ملعب القاهرة في صورة جميلة للنهائي.
بونجاح... في الموعد
و أكد بونجاح أنه من المهاجمين الذين تركوا بصمتهم في هذه الدورة بفضل نشاطه الكبير في الخط الأمام ل « الخضر « ومساهمته الكبيرة في الدفاع منذ تضييع الكرة.
كما أن بن ناصر كان أهم نصر في المرحلة الأولى من المباراة حيث استرجع العديد من الكرات وعمل بشكل كبير في وسط الميدان، وكان الأول الذي ينطلق في الهجومات بداية من وسط الميدان.
في حين أن الفريق السينغالي عاد تدريجيا في المباراة وضغط على الفريق الوطني في العديد من المرات، لكن زملاء بن العمري كانوا في المرصاد في كل مرة بفضل الرسم التكتيكي للمدرب بلماضي.
في المرحلة الثانية زاد الفريق السينغالي في وتيرة اللعب أمام التنظيم المحكم للفريق الجزائري الذي حاول غلق كل المنافذ ومراقبة اللاعب ساديو ماني عن قرب، ولكن في الدقيقة 60 احتسب الحكم ضربة جزاء للسينغاليين، لكن بعد الاحتكام لـ»الفار» تم إلغاء القرار، كون قديورة لم يلمس الكرة عمدا… وهو الأمر الذي زاد من عزيمة الفريق الجزائري الذي من حين لآخر يقوم بهجومات معاكسة عن طريق محرز وبلايلي بصفة خاصة.
وسيّر أشبال بلماضي بقية المباراة بذكاء كبير وقام الحارس مبولحي بدور كبير في افشال محاولات الفريق السينغالي الذي اصطدم بفريق منظم ويلعب بعزيمة كبيرة سمحت له الوصول الى التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخ المنافسة في جو احتفالي كبير.. انها ثمار العمل الكبير على جميع المستويات ضمن صفوف المنتخب الوطني.
بلماضي... وصفة نجاح مدرب قدير
تمكن بلماضي من أن يثبّت «بصمته للفريق الوطني منذ مجيئه على رأس العارضة الفنية وبقي مركزا على عمله بطريقة مميّزة، حيث نجح في اختياراته للاعبين وكذا الرسم التكتيكي الذي انتهجه.. وتمكن في وقت قياسي أن يجعل التشكيلة متوازنة إلى درجة كبيرة.. واعتمد على عناصر تمكنت من صنع الفرق فوق الميدان.. والشئ الذي زاد من نجاح هذا المدرب هو العلاقة الاحترافية مع اللاعبين والتي أراحت الكل في الميدان وفي غرفة تغيير الملابس.. انها وصفة نجاح مدرب قدير...