تعاني المؤسسة المتخصصة في أمراض النساء والتوليد بسيدي بلعباس من ضغط كبير بسبب الإقبال المتزايد للنساء الحوامل من داخل وخارج الولاية والذي يقابله نقص كبير في عدد الأسرة والقابلات العاملات بهذه المؤسسة، ما يتسبب في تراجع في مستوى الخدمات الصحية المقدمة وتذمر كبير في أوساط النزيلات.
تسجل العيادة المتخصّصة في طب النساء والتوليد عجزا كبيرا في عدد القابلات بالنظر إلى عدد الولادات التي تشهدها المؤسسة يوميا والتي تتراوح ما بين 45 و50 حالة ولادة، حيث تتوفّر المؤسسة على 22 قابلة تضمن 4 منهن الخدمة بالتناوب على مدار 24 ساعة، إذ تشرف كل قابلة خلال المناوبة الواحدة على 13 حالة ولادة في حين أن المعدل المعمول به لا يتجاوز 5 ولادات حسب منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي يتسبب في ضغط كبير على القابلات ينعكس سلبا على ظروف استقبال النساء الحوامل. وفي ذات الصدد أكدت القابلة المنسقة فتيحة زرهوني على هامش اليوم الدراسي حول تسيير عمل القابلة الذي نظم يوم الخميس بفندق إيدن أن قابلات المؤسسة تمارسن عملهن في ظروف صعبة حيث لا يمكنهن ضمان متابعة الحوامل بعد الولادة أين يتم اتخاذ إجراءات التسريح لتوفير مكان للحالات الجديدة، وما زاد من تأزم الوضع ضيق العيادة التي لا تتوفر إلا على 120 سرير بكل مصالحها، فضلا عن عدم توظيف قابلات جدد منذ خمس سنوات لتعويض القابلات المتقاعدات، وهو ما يتطلّب دعم المؤسسة بقابلات جدد تضمنّ المناوبة على مدار 24 ساعة وتضمن أيضا التكفل بمختلف الحالات المحولة إليها. كما دعت إلى توجيه الحالات المرضية العادية إلى مختلف المؤسسات الاستشفائية التي تتوفر على مصلحة للولادة وعدم تحويل كل حالات إلى العيادة المتخصّصة في طب النساء والتوليد التي تتركز مهامها أساسا في التكفل بالحالات المستعجلة والولادات الخطيرة.
ومن جهته، أفاد البروفيسور أبو بكر فضل الله أن المؤسسة الاستشفائية للتوليد وأمراض النساء تسجّل سنويا 13 ألف ولادة جديدة وهو رقم مهم بالنظر لمحدودية طاقة استيعاب المؤسسة وامكانياتها، مؤكدا ضرورة تدعيم هذا الهيكل الصحي بهياكل جديدة للتخفيف من الضغط الذي تعاني منه منذ سنوات. مضيفا في ذات السياق، أن نسبة الولادة شهدت إرتفاعا على المستوى الوطني حيث قفزت إلى 3,4 بالمائة أي بمعدل 3 حتى 5 أطفال في العائلة الواحدة وهو ما يتطلّب دراسات علمية وسوسيولوجية لمواجهة هذا التنامي. هذا وتضمن اليوم الدراسي عدة محاور على غرار الحمل الخطير والتغذية الصحية للمرأة الحامل وأهمية إجراء التحاليل الطبية بالنسبة للنساء الحوامل وكيفية تحويل النساء ذات الحمل الخطير، كما أجمع المشاركون على أهمية التحسيس بالرضاعة الطبيعية التي تراجعت إلى حدود 7 بالمائة لدى الأمهات الجزائريات عكس النسب المسجلة في دول الجوار كتونس والمغرب أين تصل الى 47 في المائة، ما يستدعي تكثيف الجهود للتحسيس والتوعية بأهمية الرضاعة التي تعد وسيلة للوقاية من داء سرطان الثدي الذي يحتل المركز الثاني بعد سرطان عنق الرحم، فضلا عن أهمية الرضاعة بالنسبة للرضيع في تقوية مناعته.