كشف المدير الفني للمنتخب الوطني الجزائري «عامر شفيق» بأن المشروع الكبير الذي عملت عليه المديرية الفنية لمدة سنة ونصف، هو تسجيل المدارس الكروية الموجودة عبر التراب الوطني التي كانت خلال السنوات القليلة الماضية غير معروفة لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، موضحا بأن العدد الإجمالي للمدارس الكروية التكوينية التي سجلت نفسها إلى غاية 03 مارس الجاري بلغ عددها 340 مدرسة مسجلة عبر التراب الوطني، بينها 250 كانت منخرطة و77 مدرسة غير منخرطة للفئة العمرية ما بين 06 و 12 سنة.
المدير الفني للمنتخب الوطني الجزائري أكد بأن المدارس التكوينية حاليا تعمل دون منهج خاص أو مسؤول يشرف عليها ويرافقها في عملها، وهو ما دفع المديرية الفنية إلى ضبط مشروع لتسجيل هذه المدارس التكوينية على مستوى الفاف كي تكون معروفة، موضحا بأن كل مدرسة حاليا تملك رقما تسلسليا عند الفاف ما يجعلها معتمدة.
«عامر شفيق» صرّح بأن الإحصاء الذي قامت به المديرية الفنية جاء من أجل الانطلاق في المشروع الثاني وهو تنظيم البطولة الوطنية الأولى للمدارس التي سيتم تنظيمها في آخر شهر جويلية، وقال بهذا الخصوص «البطولة الوطنية المدرسية الأولى ستجمع بين 24 فريقا متأهلا من المراحل الولائية التي أقيمت في العطلة الشتوية الماضية والمراحل الجهوية ستقام خلال العطلة الربيعية المقبلة، والمتأهلين سيخوضون البطولة الوطنية في شهر جويلية بالنسبة للفئة العمرية ما بين 10 إلى 12 سنة في بداية الأمر على المستوى المتوسط، وبعده على المستوى البعيد سننظم بطولة وطنية للفئة العمرية ما بين 4 و 6 سنوات وأخرى للذين يبلغون من العمر من 8 إلى 10 سنوات».
«شفيق» خلال مداخلته أكد بأن كل فئة عمرية تملك كرة قدم خاصة بها، حيث تحدث بدقة عن هذا الأمر حين قال «كرة القدم للأطفال من 6 إلى 8 سنوات تلعب بـ 5 لاعبين ضد 5، ومن 8 إلى 10 سنوات يلعبون كرة قدم يتبارى فيها 8 لاعبين ضد 8 وبعدها 9 ضد 9، وهو الأمر الذي نفتقد إليه هنا في الجزائر ونعمل على فرضه»، وأعطى مثالا حيا حين قال «التكوين في هذه المرحلة العمرية حساس للغاية حيث تراعا فيه كل الشروط لتهيئة لاعب كامل عند الأكابر، في هولندا خلال الأسبوع الواحد تجرى 50 ألف مقابلة ما بين 6 إلى غاية 12 سنة بمباريات من 5 لاعبين ضد 5 إلى غاية مباريات مشكلة من 11 لاعبا ضد 11، هذا عدد كبير مقارنة بمساحة وعدد سكان هولندا، فما بالك نحن لو تمكنا من تطبيق هذا المشروع في الجزائر، كم سيكون عدد المباريات التي يمكننا تنظيمها عبر التراب الوطني».
الطفل ليس بحاجة إلى تدريب، بل إلى نشاط
المدير الفني الجزائري كشف بأنه تحدث مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على ضرورة الاهتمام بالفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة لتحضير الطفل الصغير كي يكون لاعبا محترفا، غدا، ويتميز بصفات اللاعب العالمي الذي ينافس في كبرى الفرق الأوروبية ويتنافس بقوة مع اللاعب الأوروبي وخلال مختلف المنافسات القارية التي يخوضها المنتخب الوطني الجزائري، وذهب إلى أبعد من ذلك حين صرح «مشروعنا المقبل مع هذه المدارس التكوينية هو إعطائهم برنامج تكوين موحد، وتكوين المكونين الذين لم نقم به يوما، لأن الطفل الصغير من 6 إلى 12 سنة لا ندربه بل في هذه الفترة الطفل محتاج إلى نشاط يقوم به وليس الخضوع لتدريبات، ولهذا قررنا العودة إلى الرياضة المدرسية وقمنا باجتماع مع المدير الفني لرابطة الرياضة المدرسية كي نعيد النهوض بالرياضة المدرسية، كون الشريحة الكبيرة لأطفالنا متواجدة على مستوى المدارس»، «شفيق» أوضح بأن هناك نقصا فادحا في التكوين على مستوى الفئات الشابة وهو ما جعل كرة القدم والرياضة الجزائرية تتراجع كثيرا نحو الوراء، مرجعا ذلك إلى أن الطفل يحتاج إلى تكوين قاعدي وإلى عوامل يتم تنميتها وغرسها فيه ليسمح له كي يكون مهيأ للانخراط في أي رياضة مستقبلا، وأن بعض الأمور على غرار السرعة والجانب الفني إذا لم يتم العمل عليها في هذه الفترة لا يمكن تداركها بعد تجاوز ذلك السن.
وبخصوص الفرق التي تحمل تسمية لكبرى الفرق الأوروبية التي تعمل هنا في الجزائر بسجل تجاري تحدث المدير الفني بهذا الشأن، «الفرق على غرار فالادوليد مسجلة عندنا على مستوى الفاف، وإذا طرحت عليّ السؤال هل قانونيا يمكنهم الانخراط في الفاف، أجيبك بأن القانون الجزائري سمح لهم لكي يملكوا سجلا تجاريا ويعملوا هنا في الجزائر، ونحن ما يهمنا هو أنهم فرق مهيكلة ويملكون مدربين يملكون شهادات تدريبية عليا ويقومون بعمل قاعدي».