د / حفيظة طعام أستاذة جامعية وقاصة

الكتــــاب الأدبــــــــي الحـــــــــــــالي لا قداسة له لدى عموم الجزائريين

شكل المعرض الدولي للكتاب الذي اختتم اول امس أهم حدث ثقافي تعرفه الجزائر، بفعل المشاركة الواسعة من دور النشر الجزائرية، العربية والدولية، والإقبال الجماهيري الواسع عليه فهو اتاح للقراء فرصة الاطلاع على جديد دور النشر الجزائرية والدولية لذلك انتظره الكثير منهم بشغف كبير، كما اتاح للكُتاب فرصة عرض إنتاجهم ومقابلة القراء عن قرب وبشكل مباشر دون حواجز.
ولم يقتصر دور المعرض الدولي للكتاب في الجزائر على بيع الكتب فقط والترويج لها بل إنه أضحى فضاء للمعرفة والفكر والثقافة من خلال الندوات والمحاضرات والملتقيات الثقافية وورش العمل، التي تعقد على هامشه.
إلا أن ما يلاحظ على المعرض في كل سنة هو وفرة الكتب الدينية التي تأخذ حيزا كبيرا ومساحة واسعة مقارنة بنوعية الكتب الفكرية وغيرها ككتب محمد أركون والجابري وغيرهما، وكتب الفكر والمعرفة والأدب للكتاب العالميين، هذا ما يشكل أزمة حقيقية لنخبة من القراء الذين ينتظرون المعرض لاقتناء تلك النوعية من الكتب المشار إليها سابقا وبالتالي فهم يصابون بالخيبة خاصة أن المعرض فرصتهم الوحيدة والمؤسف أن نفس الأزمة تتكرر في كل سنة.
يجب أن نعلم أولا أن اقتناء الكتاب الديني ليس مشكلا أو عيبا أو تخلفا كما يحاول أن يصوره لنا البعض، بل المشكل في عدم قدرة الكُتّاب على استقطاب القراء، يجب علينا التأثير بكتاباتنا على قارئ نفترض فيه الذكاء والفطنة والذوق الراقي، لا يكفي أن نمتلك لغة نوظفها بعقل أدنى من عقل القارئ، نطرح من خلالها ما لا يضيفه شيئا، القارئ كائن مترقب، متأهب، مترقب للجديد ومتأهب للحكم على الكاتب في النهاية.
ومع أن القداسة هي ميزة الكتب الدينية فإن الكتاب الأدبي الحالي لا قداسة له لدى عموم الجزائريين، يترجم ذلك نظرة الجميع له، وكذلك نظرة الكاتب لنفسه التي يسوقها بشكل يخلو في كثير من الأحيان من نبل الكاتب.
إذا علمنا أن الكتاب الديني تروجه العاطفة الجياشة للدين الإسلامي الحنيف وحب الناس له، وعلاقته بقضايا المجتمع، فإن الكتاب الأدبي يجب أن يلامس قضايا الأمة كذلك، وألا يبقى تهويمات لا تعني سوى صاحبها، على الكاتب أن يعطي كثيرا من الرؤية الجمالية كذلك في ما يكتب، وهذا ما ينتظره أغلب قراء الأدب، لأن الكتاب الديني في النهاية، يطرح رؤى حول الحياة الدنيا وحول الآخرة، هذا ما ينقص الكتاب الأدبي في اعتقادي، لا أقصد هنا أن يكون الكتاب الأدبي كتابا دينيا أو فقهيا، فهذا ليس من الأدب في شيء، وإنما أقصد أن يمتلك الكاتب رؤية جمالية للحياة يعرضها على القارئ في هذا العصر الذي أحاطت به البشاعة من كل جانب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024