يسعى القائمون على القطاع السياحي بالمسيلة إلى تثمين كل الإمكانيات التي تزخر بها الولاية من تراث مادي من خلال إستراتيجية التنمية السياحية المنتهجة لجعل السياحة حقيقية وعامل تنمية أساسيا بالارتكاز على العديد من المقومات السياحية التي تمتاز بها من معالم أثرية وثقافية على رأسها المتاحف الثلاثة المتواجدة بالولاية،والتي كان من المفروض أن تلعب دورا كبيرا في تنشيط السياحة المتحفية.
تعتبر السياحة المتحفية عنصرا أساسيا وفعالا في خلق الثروة ودعم الخزينة المالية إذا ما تمّ استغلالها بالشكل المنوط بها، فعلى الرغم من امتلاك المسيلة ثلاثة متاحف هامة ممثلة في المتحف الاركولوجي الحضنة والمتحف الاركولوجي لقلعة بني حماد والمتحف الوطني نصر الدين ديني. هذا الأخير كانت لـ «الشعب « حديث مع مديره الأستاذ رابح ظريف حول واقع السياحة المتحفية بالولاية، التي تعرف ـ حسبه ـ إقبالا محتشما، انطلاقا من متحف نصر الدين ديني المتواجد ببلدية بوسعادة على الرغم من سعي القائمين على المتحف وبكل الطرق لتوفير الجو المناسب للزوار وتوفير الخدمات الثقافية المتحفية.
كما أكد في حديثه، إلى أن نظام الدوام الحالي لا يساعد على توفير جو مناسب لجلب الزوار، وحصر المتحدث المشكلة في ساعات عمل المتحف، مشيرا إلى أن الكثير من الزوار يفضلون زيارة المتحف خارج أوقات الدوام اليومي، وهو ما لا يسمح به توقيت عمل المتحف وفق ساعات عمله. ونوّه ظريف إلى أن المسيلة عموما وبوسعادة خصوصا تمتلك من المؤهلات الثقافية والسياحة المتحفية، ما يسمح لها بتحصيل إيرادات مالية هامة للدولة، إلا أنّ الأمر مرهون بإشراك الفنانين والمثقفين واحتضانهم للمتحف ووقوفهم مع موروثهم المادي واللامادي خصوصا جواهر الفن التشكيلي، فالمتحف وإن كان يحمل اسم نصر الدين ديني إلا أنه يبقى مفتوحا لكل المبادرات الفنية والثقافية سيما المتعلقة بالاستشراق، كما لم ينف رابح ظريف وجود فنانين كثر من بوسعادة يمكن استثمارهم كجسر ثقافي كبير للتواصل مع الآخر وجلب السياح من الخارج، إضافة إلى وجود أسماء فنية كبيرة في الرسم والفن التشكيلي ومختلف الفنون التعبيرية والتي يمكن الاعتماد عليها لخلق نسيج ثقافي مترابط يساهم في السياحة المتحفية.
ويرى الأستاذ رابح ظريف أن المرصد الوطني للمتاحف والذي أعلن عنه مؤخرا سيجد حلولا للإشكاليات الكثيرة أهمها خلق تقاليد متحفية دائمة والتنسيق بين مختلف المؤسسات المتحفية. يضاف إلى هذا ـ حسبه ـ مراعاة نوعية الخدمات التي تقدمها المتاحف والتي تلزم القائمين عليها التفكير في تغيير نمط دوام العمل وتمديد ساعات المتاحف ساعات إضافية وفتح أروقته أيام العطل الأسبوعية (الجمعة والسبت).
ومن جانبه رئيس الجمعية الولائية للسياحة والآثار فواز فرج الله، أشار بخصوص متحف قلعة بني حماد إلى وجود عدة أسباب تقف عائقا أمام ازدهار السياحة المتحفيةوعزوف الكثيرين عن زيارة المتحف إلا القلة القليلة من طلبة وبعض الأجانب. وهذا راجع ـ حسبه ـ إلى انعدام التهيئة والمراحيض والمطاعم وحتى الإنارة العمومية وكذا انعدام الترويج الإعلامي وانعدام المداومة في فتح أبواب المتحف أمام السياح، كما تساءل المتحدث عن مصير المبلغ المالي الذي رصدته وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي للمتحف والقلعة والذي لم يظهر في الميدان لغاية اليوم.